تسارع وتيرة العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الليبي للسيطرة على العاصمة طرابلس في إطار معركته الواسعة التي أطلق عليها تسمية "طوفان الكرامة"، وذلك بالتزامن مع تحركات دولية تعمل على وقف الهجوم وإنقاذ مؤتمر الليبي الجامع.

وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني سقوط 21 قتيلا وإصابة 27 آخرين جراء الاشتباكات المُسلحة الدائرة في ضواحي العاصمة طرابلس منذ نحو 4 أيام. وأشارت الوزارة في بيان رسمي أصدرته اليوم الأحد، إلى أن هذه الحصيلة جاءت بناء على المعلومات التي وردتها من قبل غرفة العمليات المركزي.

ومن جانبه، أعلن وزير الصحة المُفوض بحكومة الوفاق الوطني، أحمد بن عمر، تخصيص 4 مُستشفيات للطوارئ منها: طرابلس المركزي، ومستشفى الخضراء، ومستشفى أبو سليم لاستقبال أي ضحايا إثر الاشتباكات المُسلحة الدائرة في ضواحي العاصمة.

وأشار بن عمر خلال اجتماع عقده مع النائب بالمجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، إلى أن وزارة الصحة قامت أيضاً باستحداث قسم خاص بالطوارئ داخل مستشفى القلب في تاجوراء، إضافة إلى توفير شحنات من الأجهزة والمعدات الطبية الخاصة بعمل أقسام الإسعاف والطوارئ.

واستعرض الجيش الليبي، السبت، عددا من أسماء الإرهابيين المطلوبين الذين اتخذوا من العاصمة طرابلس ملاذا آمنا لهم يمارسون فيه أنشطتهم، مما حول المدينة إلى "عاصمة للإرهابيين"، وهو ما استوجب تحرك الجيش لتحريره". وقال المتحدث باسمه، اللواء أحمد المسماري إن هناك لائحة دقيقة تضم آلاف الإرهابيين المطلوبين للعدالة، فر العديد منهم إلى طرابلس.

ومن أبرز المطلوبين الذي جرى عرض أسمائهم: علي محمد علي فزاني المنتمي لتنظيم القاعدة، والذي جرى نقله من بنغازي إلى طرابلس بعد القبض عليه في عملية تركيب قنبلة لاصقة في سيارة أحد العسكريين، بأوامر من القيادي في تنظيم القاعدة خالد الشريف الذي تم تعيينه في فترة سابقة وكيلا لوزارة الدفاع بعد عام 2011.

وجاء في اللائحة التي ضمت العديد من الأسماء، بلال بن يوسف محمد الشواشي، وهو تونسي الجنسية، كان له أنشطة في سوريا، وشارك مع تنظيم القاعدة في معارك بنغازي، ويحاول العودة إلى تونس عبر ليبيا.

في سياق متصل، أعلن سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي، اليوم الأحد، بدء العمليات الجوية فوق سماء العاصمة الليبية طرابلس. وقال مصدر عسكري ليبي رفيع المستوى وفقا "لوكالة سبوتنيك الروسية" "إن  الطيران الحربي التابع لقوات الجيش الوطني الليبي بدأ عملياته الجوية فوق العاصمة طرابلس منذ لحظات من الآن". وأشار المصدر إلى أن "الطيران الحربي للجيش الوطني سيقوم باستهداف مواقع وتجمعات آليات تابعة لمليشيات مسلحة في طرابلس".

وتشهد مختلف المحاور بالعاصمة طرابلس اشتباكات عنيفة تجددت صباح اليوم الاحد بعد ان شهدت اشتباكات متفرقة في اوقات سابقة. فيما أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، بعدها "حالة النفير العام" لقوات الجيش والشرطة، إثر رصد تحركات لقوات حفتر، قرب طرابلس. وطالب السراج، بصفته القائد الأعلى للجيش، قواته، بـ"الاستعداد والتصدي لأية تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أي منطقة".

في سياق متصل، بدأت قوى دولية إجلاء موظفيها وعسكرييها من ليبيا وسط تدهور الوضع الأمني. وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا إنها اضطرت لنقل وحدة من القوات الأمريكية، بينما أعلنت الهند إجلاء وحدات حفظ السلام التابعة لها إلى تونس. وقد أجلت شركة "إيني" الإيطالية متعددة الجنسيات، والمتخصصة في مجال النفط والغاز، جميع موظفيها الإيطاليين من البلاد.

وقررت الأمم المتحدة أيضا إجلاء موظفيها غير الأساسيين من ليبيا ،كما بدأ المواطنون في طرابلس تخزين كميات إضافية من الطعام والوقود، بحسب تقارير.

يرى خبراء في الشأن العسكري أن معركة سلاح الجو يمكن أن تلعب دور في ميل الكفة لأحد الأطراف إلا أن حسم مازال مسألة ضبابية لأن منطق الولاءات غير ثابت في ليبيا لكن الجيش الليبي أكثر جسم عسكري منظم و منضبط و لديه مقبولية في العاصمة طرابلس نتيجة تردي أوضاع المواطنين هناك.