نظم متظاهرون لبنانيون مسيرة احتجاجية حاشدة جابت عددا من الشوارع الرئيسية في العاصمة بيروت؛ تنديدا بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ومطالبة بتشكيل "حكومة جديدة انتقالية" لإنقاذ الأوضاع ووقف الانهيار الذي يشهده لبنان.

ورفع المشاركون في المسيرة أعلام لبنان ولافتات احتجاجية مناهضة للسلطة السياسية، مُحملين إياها المسئولية عن الانهيار المتفاقم في الخدمات الأساسية والأوضاع الاقتصادية والغلاء المعيشي وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين، ومتهمين المسئولين السياسيين بـ"الفساد والعدوان على المال العام والتسبب في تعرض اللبنانيين إلى الجوع"، على حد تعبيرهم.

وتوقفت المسيرة أمام مقر وزارة الطاقة في محطتها الأولى من بعد تجمع المشاركين، حيث اعتبروا أنها تمثل المؤسسة الأكثر إهدارا للمال العام واستنزافا لخزينة الدولة العامة، ومعتبرين أنها "بؤرة الفساد الأكبر في الدولة اللبنانية"، على حد وصف الكثيرين منهم.

وأشاروا إلى أن عشرات المليارات من الدولارات قد أُهدرت على مدى السنوات الماضية، دون أن تتمكن وزارة الطاقة من توفير التغذية الكهربائية بشكل طبيعي للمواطنين اللبنانيين الذين أصبحوا يعتمدون على اشتراكات في المولدات الكهربائية الخاصة لتوفير الكهرباء في ظل ساعات معدودة من التغذية التي توفرها الدولة.

وجال المتظاهرون في شوارع منطقة (مار مخايل) والتي تعد من أكثر مناطق العاصمة تضررا جراء انفجار ميناء بيروت البحري الذي وقع في 4 أغسطس الماضي، مشيرين إلى أن اختيارهم المرور في المنطقة له دلالة خاصة "تعكس ما تسببت به السلطة السياسية من دمار واسع لحق بالشعب اللبناني"، على حد وصفهم.

وتوقفت المسيرة في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة بيروت، لتتحول إلى وقفة احتجاجية لبعض الوقت، حيث رددوا الشعارات المنددة بالسلطة، متهمين إياها بتعطيل جهود إنقاذ لبنان وانتشاله من أزماته المالية والاقتصادية والنقدية، ومطالبين بتشكيل حكومة انتقالية من الاختصاصيين المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية وبمنأى تام عن المحاصصات التقليدية المعتادة، وأن تُعطى لها صلاحيات تشريعية استثنائية في سبيل إنقاذ البلاد.

وعلى صعيد متصل، نُظمت تحركات احتجاجية ما بين وقفات ومسيرات في عدد آخر من المناطق والمدن اللبنانية الرئيسية لا سيما مدينتي طرابلس (شمالي البلاد) وصيدا (جنوبا) تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وبدا لافتا أن التحركات التي انطلقت جاءت خالية في معظمها من مظاهر الاحتجاج الغاضبة التي بدت معتادة طيلة الأيام الماضية، حيث لم يقم المتظاهرون بقطع الطرق باستخدام صناديق النفايات والعوائق أو إحراق الإطارات المطاطية، مكتفين بترديد الهتافات الغاضبة والمنددة بالسلطة والقوى والأحزاب السياسية مع تحميلهم المسئولية عن الانهيار المالي والاقتصادي.