إستمرت الأزمة التى تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم في الخبز وغاز الطبخ بجانب البنزين ليومها الثالث على التوالي وتمددت نهار وعشية الاثنين صفوف البشر امام المخابز والسيارات داخل محطات الوقود وسط تذمر عالي من المواطنيين تحول في بعض الأحياء إلى تظاهرات إحتجاجية سرعان ماتم تفريقها بواسطة قوات الشرطة.

وأكد شهود عيان أن تظاهرات إندلعت احتجاجا علي انعدام الخبز بجانب الغلاء المستفحل في أحياء بري والمنشية والكلاكلة جنوب الخرطوم منذ ليل الاحد واستمرت عشية الاثنين بينما انضمت أحياء المهندسين في أم درمان والدروشاب في الخرطوم بحري للتظاهر .

وأبان المواطنون أن المظاهرات تعد إلى الآن محدودة ولم تتسع وظلت داخل الأحياء غير أنهم توقعوا اتساعها مالم تتلاف الحكومة الأزمة الماثلة في الخبز وغاز الطبخ.

و أرجع الاتحاد العام للمخابز السودانى المشكلة التي طرأت مؤخراًعلى توزيع الدقيق في أنحاء من ولاية الخرطوم، إلى أسباب إدارية تمت السيطرة عليها ،واصطف مواطنون خلال اليومين الماضيين أمام المخابز في عدة أحياء طلباً للخبز.

وأعلنت ولاية الخرطوم في نوفمبر الماضي أوزاناً وأسعاراً جديدة للخبز بعد أن حدَّدت أربع قطع من الخبز زنة (60) جراماً تباع بجنيه وثلاث قطع زنة (80) جراماً بجنيه، أو مضاعفات الـــ(60) جراماً لتكون الرغيفة زنة (240) جراماً بقيمة واحد جنيه.

ونفى نائب الأمين العام لاتحاد أصحاب المخابز عادل ميرغني، بشدة، وجود أي أزمة أو فجوة في إمدادات القمح أو تصنيع الخبز على مستوى المركز أو الولايات. ، وعزا ميرغني شح الدقيق في أجزاء متفرقة من محليات الولاية لتوقف إنتاج الدقيق في مطحن واحد من مطاحن الولاية الكبيرة البالغ عددها ثمانية مطاحن لأسباب إدارية.

وأكد تواصل إنتاج المطحن ابتداءً من ايلوم (الثلاثاء)، وأوضح أن توزيع المطحن من الدقيق لا يتعدى الــ(7%) من جملة الكمية المقررة لسكان الولاية البالغ قدرها (33) ألف جوال زنة (50) كيلو جراماً من الدقيق.

وذكر أن المطاحن الآن تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، مشيراً إلى تواصل جهود الاتحاد لتوفير الخبز لسكان الولاية بالأوزان والأحجام المتفق عليها مع السلطات الولائية.

إلى ذلك ، أكدت إدارة المخزون الاستراتيجي أن موقف القمح الموجود بالمخازن والسفن الواصلة لميناء بورتسودان مطمئن جداً، وأن أمداد المطاحن مستمر، فيما كشف إتحاد عام الغرف الصناعية عن إنفراج أزمة الدقيق بعد فك إحتجاز بواخر القمح بميناء سواكن وترحيله للمطاحن بالخرطوم.

وقال مساعد المدير العام للمخزون محمد علي في تصريح صحفي (الاثنين) عدم وجود أي إشكالية فى مخزون القمح ، وكشف عن وصول بواخر محملة القمح من ميناء بورتسودان تنفيذاً للاعتمادات المتعاقد عليها في السابق بإضافة إلى توفر كميات كبيرة بمخازن المخزون.

و قال أمين المال بالإتحاد عادل ميرغني إن الآلية التي تم تشكيلها مؤخراً بشأن حل مشاكل الدقيق والقمح حققت نجاحاً في حل أزمة الدقيق الذي طرأت بالخرطوم ، مؤكداً إنفراج الأزمة وشروع المطاحن في عملها منذ مساء الأحد بعد توزيع الدقيق إلى مخابز الولاية مطمئناً بتوفير الخبز بكميات كبيرة خلال الأيام القادمة.

في السياق نفسه ، أكد بدر الدين الجلال أمين عام إتحاد المخابز إستلام حصة الدقيق بالولاية والشروع في توزيعها إلى كافة المخابز بالولاية مضيفاً أن المطاحن إلتزمت بتكثيف جهودها بشأن توفير الدقيق وتسليمه إلى المخابز خلال نهاية اليوم بغرض حل المشكلة وتخفيف العبء على المواطن.