أكد فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني أن “الحرب الأهلية” في ليبيا لا تهدد فقط دول الجوار وإنما أيضا دول الاتحاد الأوروبي.
ووفقا لما جاء في وكالة الأنباء الألمانية، أمس الإثنين، أضاف شتاينماير على هامش لقاء مع وزراء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أنه “إذا سقطت ليبيا فمن الممكن أن تكون لذلك عواقب مأساوية بالنسبة إلى جنوب أوروبا على الأقل”.

وأوضح شتاينماير أن عدد المجموعات المسلحة في ليبيا يقدر حاليّا بنحو 250 مجموعة، معتبرا أن الوضع الأمني المتدهور والصراعات الدموية بين المتناحرين لا يمكن أن تشكل أرضية ودعامة أساسية لمحادثات السلام ولتفعيل حوار بين الفرقاء.

وكان مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون حذر، في الآونة الأخيرة، من أن النزاع في ليبيا ينطوي على مخاطر أمنية لأوروبا.

ويطالب المجتمع الدولي فرقاء الأزمة الليبية بالاجتماع والتحاور لإيجاد حلول ملموسة للحدّ من الفوضى واجتثاث الإرهاب وتحجيم المنظمات الجهادية المتشددة، ويؤكد العديد من المراقبين في هذا السياق أن ذلك لن يتمّ دون التوصل إلى دعم الشرعية الممثلة في البرلمان المنتخب والحكومة المنبثقة عنه، معتبرين أن الاعتراف بالشرعية من شأنه أن يحقّق الاستقرار السياسي ويثبّت مؤسسات الدولة وهيبتها.

وكثيرا ما يؤكد مسؤولون ليبيون في حكومة عبدالله الثني على ضرورة دعم قدرات الجيش الليبي حتّى يتمكن من القضاء على التنظيمات الجهادية المتشددة والميليشيات الإسلامية المدعومة من الإخوان، وشاركت بعض الدول في دعم القدرات العسكرية لوحدات الجيش مثل بريطانيا التي تكفّلت بتدريب بعثة من الجنود الليبيين.

يشار إلى أنه بعد سقوط نظام القذافي تحولت ليبيا إلى قبلة لجماعات متشددة، ينتمي أغلبها للقاعدة أو للإخوان، ووجدت هذه الجماعات دعما من دول مثل قطر وتركيا ما مكنها من تكوين ميليشيات واقتطاع أجزاء من الأراضي الليبية وإقامة كيانات صغيرة خاصة بها مثلما يجري في طرابلس على يد ميليشيا “فجر ليبيا”، أو في بنغازي على يدي ميليشيا “أنصار الشريعة” التي بايعت خلافة “داعش”.