تشهد جماعة الإخوان المسلمين خلافاً داخلياً حاداً، يؤسس أو يدفع بتفتت وانهيار ما تبقى من الهيكل التنظيمي للجماعة، لاسيما في ظل تحركات بعض الكوادر الإخوانية لعزل وإقالة الأمين العام الحالي محمود حسين، من منطلق خلافات حادة طفت إلى السطح بوضوح عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، بين الكوادر الإخوانية والقيادات، ما دفع إلى تمرد كبير في صفوف تلك الكوادر، يُهدد بانفراط ما تبقى من عقد الإخوان.

إقالة حسين
وعلى الرغم من تباين الأنباء حول مدى صحة قرار إقالة محمود حسين، فإن الشواهد تؤكد حالة الاضطراب الداخلية داخل التنظيم الإخواني، ورفض قطاع عريض من الجماعة لسياسات القيادات ومنهم حسين، وبالتالي لم يفلح نفي التنظيم الدولي لقرار "الإقالة" في التغطية على وجود تلك الانقسامات.

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية طارق أبو السعد، أن جماعة الإخوان تمر بمراحل صعبة وتغيّرات تاريخية، من الممكن أن يتغير معها مسارها، لافتاً في تصريحات خاصة لـ 24، إلى أن هناك عوامل عديدة أدت إلى إقالة حسين من منصبه، ومنها أن هناك رغبة من شباب الجماعة في التغيير، إذ إن الشباب يُعد قطاعاً كبيراً وله تأثيره، وهناك إيمان داخل صفوف كوادر التنظيم أن القيادات تسببوا في خسارة الإخوان.

ضعف التنظيم
ويشير أبو السعد إلى أن سياسة جماعة الإخوان في السنوات الثلاث الماضية أظهرت مدى ضعف التنظيم داخلياً، كما أن ضلوعها في الكثير من المخططات التي لم تكن مستعدة لها دفع بتلك الحالة، لافتاً إلى أن هناك تغيرات عديدة ستواجهها الجماعة خلال الفترة القادمة، فالشباب لن يتنازلوا عن الجماعة وسيكتبون تاريخها من جديد، على غرار ما حدث في فترة المرشد الأسبق عمر التلمساني.

وفي السياق ذاته، يستنكر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية المنشق عن الإخوان، سامح عيد، هذه التغيرات، مشيراً إلى أن الجماعة "ذات تكوين حديدي"، رغم الخلافات بداخلها حول من الذي يصدر القرارات في الفترة الحالية، نتيجة وجود أغلب القيادات داخل السجون.

انفلات وتشكيك
ويقول عيد في تصريح خاص لـ 24، إن إقالة محمود حسين أمر لا يعود إلى شباب الجماعة فقط، فرغم الانفلات الكبير داخل الجماعة، إلا أن الشباب لا يعدوا كياناً يسمع له، مشيراً إلى أن قرار الإقالة يأتي من التنظيم الدولي بالتنسيق مع الجماعة داخل مصر.

ويلفت إلى أن إقالة حسين أمر مشكوك به، إذ إنه ليس بهذه السهولة المتوقعة، ومع هذا فإن هناك ضغوطاً أوروبية وغربية على الجماعة لعدم انتهاج العنف وتوحيد القرار، وتأتي فكرة الإقالة ،إذا تمت، في هذا الإطار.

*نقلا عن 24 الاماراتي