قال هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، إن الحكومة المصرية ستبدأ خلال شهر أكتوبر / تشرين الأول المقبل، برنامجا جديدا لتشجيع السياحة إلي الأماكن القبطية، في صعيد مصر (جنوب)، وسيناء (شرق مصر)، بالتعاون مع البابا تواضرس الثاني، بابا أقباط مصر.

وأضاف خلال كلمته، في اليوم الثاني لمؤتمر "إدارة النمو الاقتصادي"، المنعقد بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، أن وزارة السياحة المصرية ستدشن منتج سياحي جديد هو برنامج "العائلة المقدسة" في مصر، وذلك في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، والذى يشمل على تنظيم جولات لمناطق سياحية قبطية خارج الخريطة السياحية، والتي من بينها مناطق تقع بمحافظة المنيا (جنوب)، متوقعا أن يعمل ذلك على تحسين الحركة السياحية بشكل الكبير.

وأشار الوزير المصري إلي أن الحكومة المصرية قد نجحت في جذب اتحاد الشركات السياحيّة الألمانية، والذى يضم عدد من شركات السياحة التى تنظم رحلات بقيمة ٤ مليار يورو سنويا، لعقد مؤتمره السنوي في مصر وذلك في منتصف الشهر المقبل، بحضور ١٢٠٠ شركة ألمانية، منوها إلى أنه أحد أهم الأحداث السياحية التي ستشهدها مصر.

وقال زعزوع إن حكومة بلاده تسعى إلي إعادة الحركة السياحية إلى مصر لمعدلاتها الطبيعية بشتى الطرق، والتى من بينها تنظيم فاعليات وأحداث مختلفة، من بينها احتفال بإحياء ذكري اكتشاف مقبرة نفرتاري، المقرر تنظيمه نهاية أكتوبر / تشرين الأول المقبل، وتدشين عرض أوبرا عايدة المقرر انعقاده  ١٦ ديسمبر / كانون الأول المقبل، بالقاهرة.  

وكان أحمد شكرى، وكيل وزارة السياحة المصرية، قال الأسبوع الماضى، إن أعداد السائحين الوافدين إلي مصر انخفضت بنسبة 13%، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني الماضي، حتي أغسطس/آب الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول، أن إجمالي عدد السائحين الوافدين إلي مصر خلال الثمانية أشهر الماضية بلغ نحو 6.3 مليون سائح، قضوا نحو 60.8 مليون ليلة سياحية، مقابل 7.2 مليون سائح، قضوا 79.2 مليون ليلة سياحية عام 2013.

وأشار زعزوع إلى أن المناخ العام للجولة الخارجية، التي قام بها في عدد من الدول الأوروبية الأسبوع الماضي، لتنشيط السياحة المصرية كان أفضل من سابقيه، حيث بدأت المنتجعات السياحية المصرية تشهد إقبال كبير فى الحجوزات خلال الفترة المقبلة .

وكان زعزوع قد قام بجولة أوروبية، شملت إيطاليا وألمانيا وفرنسا، للقاء منظمي الرحلات السياحية، والتعريف بآخر مستجدات السياحة المصرية.

وحول أداء القطاع السياحي خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، قال وزير السياحة المصرية، إن الشهر الماضي كان الأفضل في الأداء السياحي علي مدار الثلاث سنوات الماضية، حيث ارتفعت اعداد السائحين بشكل واضح.

كان وكيل وزارة السياحة المصرية، قد قال الأسبوع الماضي، إن أعداد السائحين الوافدين إلي مصر، ارتفعت بنسبة 76.7 % خلال شهر أغسطس/آب الماضي، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأضاف، شكرى، أن عدد السائحين الوافدين إلي مصر بلغ نحو 997.705 ألف سائح، قضوا نحو 10.7 مليون ليلة سياحية، مقابل 564.517 ألف سائح، قضوا نحو 7.3 مليون ليلة في عام 2013.

وتوقع زعزوع استمرار تعافي الحركة السياحية، والتحسن في متوسط الانفاق السياحي خلال العام المقبل ٢٠١٥.

وقال الوزير إن متوسط انفاق السائح في مصر كان يصل إلى ٨٥ دولار في الليلة عام ٢٠١٠، وانخفض خلال العام الحالي إلى نحو ٦٥ دولار.

وأوضح زعزوع أن وزارته قامت بتوقيع اتفاق مع أحد كبريات شركات الدعاية والعلاقات العامة، للقيام بحملات تسويقية علي شبكات التواصل الاجتماعي لتشجيع السياحة المصرية، من أجل استعادة الثقة في منتجات السياحة المصرية.

وأشار الوزير إلى أن هناك اتفاق مع وزارة الاتصالات، على إطلاق حملة جديدة، لاعتماد أدوات تكنولوجية للتسويق للمنتجات السياحية المصرية، خاصة مع تخصيص ميزانية تصل الي ٢.٥ مليون دولار، لحملات التسويق الالكتروني عبر الانترنت.

وقال الوزير إن الحكومة تعمل علي خطة تكتيكية وليست استراتيجية، حيث تتمثل الخطة الاستراتيجية في الوصول بعائدات القطاع السياحي إلى ٢٥ مليار دولار في عام ٢٠٢٠، في حين أن الأساليب التكتيكية تتمثل في القضاء علي مسببات الأزمة الغير مسبوقة التى تشهدها السياحة المصرية.

وأشار إلى أن الحكومة تستهدف خلال الفترة الحالية استعادة الطلب علي قطاع السياحة المصرية، ثم النظر بعد ذلك في تسعيرة الإقامة، ورفعها بشكل تدريجي لمواجهة الانخفاض الكبير في الأسعار، بالقطاع السياحي.

وقال الوزير إن السياحة المصرية، شهدت حالة من التعافي خلال موسم صيف 2014، وذلك من خلال جذب الأوروبيين إلي السياحة الشاطئية التي تتميز بها مصر.

وأضاف أن قطاع السياحة شهد تراجع كبير في النشاط عقب ثورة ٢٥ يناير/ كانون الثانى 2011، مشيرا الى ان عائدات السياحة المصرية في عام ٢٠١٠، بلغت نحو ١٢.٥ مليار دولار ، بعدد سياح بلغ ١٥ مليون سائح، لتنخفض خلال ٢٠١١ بنسبة ٣5٪ ، حيث بلغ عدد السائحين 9.8 مليون سائح، ثم كان التراجع الأكبر لها عقب ثورة ٣٠ يونيو/ حزيران 2013.

وتراجعت الحركة السياحية الوافدة إلي مصر، عقب تحذيرات السفر التي أصدرتها معظم الدول الأجنبية لرعاياها، بسبب الأحداث التي شهدتها مصر، عقب فض قوات الأمن اعتصامي رابعة والنهضة المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، في 14 أغسطس/آب 2013.

وأشار الوزير  إلي أن شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضى، كان من أسوأ الشهور التى مرت علي قطاع السياحة المصري في تاريخه، حيث بلغ عدد السياح نحو ٣٠٠ الف سائح فقط، بانخفاض ٧٠٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الذى يسبقه .

وتراجع الدخل السياحي لمصر خلال العام الماضي إلى 5.9 مليار دولار، مقابل 10 مليارات في 2012 بانخفاض 41%.

وتعول مصر على قطاع السياحة، لتوفير العملة الصعبة التي شهدت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.