بدأت مصر في اتحاذ إجراءات سريعة ومتنوعة لمحاصرة الإرهاب في سيناء، وراوحت بين الإجراءات العسكرية والأمنية وكذلك الاقتصادية والاجتماعية لفائدة القبائل على الشريط الحدودي بين سيناء وقطاع غزة.

يأتي هذا في وضع أدى تشديد الحصار على المجموعات المتشددة إلى الاحتماء بداعش، ووسط اتهامات لخبراء وشخصيات أمنية للإخوان بأنهم هم من ساهموا في انتشار الإرهابيين.

وأصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قرارا بتشكيل المجلس القومي للقبائل العربية، ويضم في عضويته نحو 150 من مشايخ القبائل المصرية المنتشرة في المناطق الحدودية وغيرها من المحافظات.

وقال الشيخ كامل مطر، عضو المجلس الرئاسي للمجلس القومي لشؤون القبائل المصرية، في تصريحات خاصة لـ”العرب”:”إن المجلس جاء استجابة لمطالب عديدة نادينا بها من قبل، ويضم في تشكيلته، كافة ائتلافات القبائل العربية وغير العربية”.

من جهته، أكد الشيخ إبراهيم أبو عليان أمين عام جمعية القبائل العربية، وأحد سكان قرية المهدية بالشيخ زويد التي تشهد عمليات مكثفة لملاحقة الإرهاب في تصريح لـ”العرب” أن ما يحدث في سيناء من إرهاب يعود إلى تراكمات سنوات طويلة من الإهمال والتهميش، لافتا إلى أنه يجب أن تتم مواجهة الإرهاب بعدة إجراءات متوازية، فالحل الأمني مهم لكنه غير مجد بمفرده، ومن الضروري البدء الفعلي في التنمية الاقتصادية والصحية والتعليمية والفكرية”.

اللواء عبدالحميد خيرت: حماس ترعى تسلل المتطرفين لتنفيذ عمليات في مصر

وفي سياق متصل بمواجهة الإرهاب، كشف عبدالحميد خيرت نائب رئيس جهاز أمن الدولة المصري الأسبق، في تصريح لـ”العرب” أن الكثير من الجماعات الإسلامية المتشددة، أصبح يتقن التعامل مع وسائل الإعلام، ويسخر شبكات التواصل الاجتماعي لأغراضه الإرهابية.

جاء هذا الكلام، في خضم تداول بعض المواقع الإلكترونية، معلومات حول انضمام جماعة “أنصار بيت المقدس” التي أعلنت مسؤوليتها عن كثير من الأعمال الإرهابية في مصر، إلى تنظيم “داعش”، لكن التنظيم تراجع بعد ذلك عن هذه الخطوة.

وعلق مصدر أمني لـ”العرب” عن تراجع أنصار بيت المقدس عن تأييد “داعش”، قائلا: هذا دليل على حجم الارتباك داخل هذه التنظيمات، وأنها تريد إحداث بلبلة في أوساط المصريين، وتخويفهم بأن بلادهم سوف تتحول إلى عراق آخر، أو سوريا أخرى.

من جهة ثانية، أكد اللواء خيرت في تصريحاته لـ”العرب” أن الأمن المصري، عازم على قطع دابر الإرهاب في جميع أنحاء مصر، وأن الخبرة التي يملكها، سوف تساعده على تحقيق هذا الهدف، ولم يستبعد تورط حماس في العملية الإرهابية التي شهدتها سيناء يوم 24 أكتوبر الماضي، محذرا من الأذرع الخفية لجماعة الإخوان، باعتبارها المحرك الرئيسي لكل ما تشهده مصر من عنف.

وقال اللواء خيرت، وهو نائب رئيس جهاز أمن الدولة المصري الأسبق، إن ما تشهده مصر من أعمال إرهابية في سيناء، أمر متوقع نتيجة لما تمر به المنطقة من أحداث، عقب ثورات الربيع العربي، معتبرا سيناء وضعا استثنائيا بعد أن انتهكت أمنيا أثناء حكم الإخوان، وجرى فتح الحدود المصرية أمام الجماعات المسلحة.

وأوضح أن مؤسسة الرئاسة في مصر، خلال فترة حكم الإخوان، كانت لا تثق في ولاء الجيش المصري، مضيفا أن الرئيس المعزول محمد مرسي سمح بدخول العناصر المتطرفة إلى مصر، حيث كانت الجماعة تسهل عملية دخول الأسلحة الثقيلة من ليبيا وترسلها إلى حركات متشددة، وهو أمر كاد يهدد أمن مصر، خاصة في المناطق الحدودية.

*نقلا عن العرب اللندنية