بدأت الحكومة المصرية، اليوم الأحد، تطبيق منظومة جديدة لتوزيع أرغفة الخبز في محافظ واحدة، وتسعي لتعميمها علي كل أنحاء البلاد، خلال أربعة شهور بأقصى تقدير، لتوفير1.1 مليار دولار سنويا مهدرة في تهريب الدقيق المدعم، واستخدام الخبز في أعلاف الماشية.

وقال محمود دياب، المتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، إن العمل بمنظومة جديدة لتوزيع الخبز بالبطاقات التموينية الذكية بهدف الحد من تهريب الدقيق المدعم، بدء اليوم الأحد، في محافظة بورسعيد ( شمال شرق مصر)، ثم سيجري تطبيقه في مدن القناة ( شرق مصر)، ثم يعمم علي مستوي الجمهورية خلال أربعة شهور القادمة بأقصى تقدير.

ويستفيد نحو 67 مليون مواطن مصري، حاليا من منظومة دعم المواد التموينية من خلال 18 مليون بطاقة تموينية، وسيتاح غير الحاملين لبطاقات التموين من المصريين من استخراج بطاقات مخصصة لشراء الخبز المدعم الذي يباع بخمسة قروش للرغيف.وأضاف دياب، أن " منظومة توزيع أرغفة الخبز الجديدة، تهدف لمنع المهدر في تهريب الدقيق من دعم الخبز البالغ 22 مليار جنيه، والذي يتراوح بين 8 و10 مليار جنيه ( 1.14 مليار، و1.43 مليار دولار)، والذي كان يذهب لغير مستحقيه"، مشيرا إلي أن أهم صور إهدار دعم الخبز، هي قيام أصحاب المخابز ببيع الدقيق المخصص للخبز المدعم في السوق "السوداء" ( الموازي) بأسعار بالسوق، واستخدام الخبز المدعم كأعلاف للماشية.

وبسبب منظومة عمل المخابز التي تقدم الخبز المدعم، وارتفاع تكلفة الانتاج، يتجه أصحاب المخابز إلي بيع   جوال الدقيق المدعم (100 كيلو جرام)الذي يحصلون عليه مقابل 16 جنيها للسوق السوداء ( الموازي) بسعر يقارب 90 جنيها.وقال المتحدث الرسمي لوزارة التموين والتجارة الداخلية، إن أهم نتائج تطبيق منظومة توزيع أرغفة الخبز الجديدة، هي رفع حصة المواطن الحالية، والتي تتراوح بين 1.5، و3 رغيف جبز في اليوم الواحد، وفقا لأخر دراسة أجرتها الوزارة، قبل تنفيذ النظام الجديد إلي 5 أرغفة خبز في اليوم".ومصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتشتري في العادة حوالي 10 ملايين طن سنويا من الأسواق الدولية، منها نحو 5.5 مليون طن مشتريات حكومية، والباقي مشتريات خاصة، وفقا لبيانات رسمية.

وقال خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، إن بلاده حددت 150 رغيفا للمواطن من الخبز المدعم بشكل شهري وذلك مع بدء العمل بمنظومة جديدة لتوزيع الخبز بالبطاقات التموينية الذكية بهدف الحد من تهريب الدقيق المدعم.وأضاف حنفي في بيان له اليوم الأحد، أن " الحكومة ستقوم بشراء رغيف العيش من المخبز الذي يعمل بالسولار بسعر 33.7 قرش والمخبز الذي يعمل بالغاز الطبيعي بسعر 33.3 قرش"، مشيرا إلي أن صاحب المخبز يحصل فورا (على قيمة مبيعاته) في حسابه بالبنك بمجرد البيع.

وأوضح وزير التموين المصري، أن "هذا النظام يحقق لصاحب المخبز ربحا صافيا 260 جنيها في طن الدقيق الذي ينتجه (خبزا) وسوف يعاد النظر في هذه الأسعار كل ثلاثة أشهر."ويرى حنفي أن النظام الجديد لبيع الخبز "سيحفظ للمواطن كرامته ويوفر المستحقات المالية فورا لأصحاب المخابز من بيع العيش ويحافظ على الدعم المخصص للعيش والبالغ 22 مليار جنيه سنويا من الاهدار والتسرب."

 ويصل دعم الغذاء والطاقة، إلي ربع إجمالي الإنفاق الحكومي، فيكلف دعم الطاقة مصر سنويا نحو 128 مليار جنيه (18.4 مليار دولار)، ومن المتوقع وصوله بنهاية العام المالي الجاري الذي ينتهي في يونيو/ حزيران المقبل إلى 140 ميار جنيه (20 مليار دولار)، وهو ما يعادل ضعف ميزانية التعليم و4 أضعاف ميزانية وزارة الصحة.وخصصت الحكومة نحو 35 مليار جنيه (5 مليارات دولار) لدعم السلع التموينية والخبز العام المالي الحالي الذي ينتهي في يونيو/حزيران المقبل.

ووفقا للبيان، يشمل النظام الجديد لتوزيع الخبز تحويل ما لم يتم شرائه من الحصة الشهرية للخبز إلى نقاط مادية يستطيع من خلالها المواطن شراء أي منتجات يحتاجها من خلال البقال التمويني.واستوردت مصر  نحو 4 ملايين طن قمح خلال الفترة من أغسطس/آب الماضي، وحتي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لتكوين احتياطي استراتيجي.