أفاد موقع إلكتروني أمريكي أن المحاكم العراقية تكتظ بملفات تقدم بها نساء عراقيات طلبا للطلاق من أزواجهن الذين التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي.

ونقل الموقع عن أميمة التي تزوجها رجل قبل 13 سنة كان يعمل ميكانيكي سيارات، أما وأصبح إرهابيا من مسلحي تنظيم داعش أنها رفعت مع العديد من زوجات مقاتلين في داعش طلبات من أجل الحصول على الطلاق  ..

وقالت أميمة، انه لم يكن خيارا سهلا حيث ان مجتمعها ينظر بازدراء للنساء المطلقات. وهي حزينة أيضا لأنّ أطفالها الثلاثة مابين عمر 6 سنوات الى 12 سيعيشون بدون أب .

وأضافت أميمة، التي تعتمد على إسناد اطفالها في شق حياتهم كوالدة بدون معيل: “كنت وما أزال خائبة الامل لأنني تزوجت من رجل لايقدر الحياة وقرر الانتماء لمجموعة إرهابية بدلا من الاهتمام برعاية عائلته. سأحاول الآن أن أقوم مقام والدهم أيضا .”

أما وكيل وزير العدل حسين جاسم، قال إنّ الثلاثة أشهر الماضية شهدت ارتفاعاً كبيراً بطلبات الطلاق في أنحاء العراق، وغالبية هذه الطلبات رفعتها نساء، مشيراً الى أنه في الوقت الذي لا تتوافر لدى الحكومة إحصائية بعدد طلبات الطلاق المتعلقة بداعش، فإن هناك زيادة في هذه الطلبات من مناطق كان يسيطر عليها داعش مثل الأنبار ونينوى. 

وأوضحت، أن زوجها المدعو، عواد، التحق بداعش بعد اجتياحه للعراق عام 2014 ، وقد ألقي القبض عليه بعد ذلك ويواجه حكما بالسجن مدى الحياة أو بالإعدام إذا ما تمت إدانته.

ورغم صعوبة المشاعر النفسية فإن، أميمة، البالغة من العمر 40 عاما، ذكرت أن خيار الطلاق أفضل من أي بديل آخر. وأضافت بقولها “أن اكون زوجة لإرهابي هو أمر غير مشرف لي ولعائلتي وسيكون غير مشرف لأولادي أيضا .”

ووفقاً للباحثة في شؤون حقوق الإنسان في العراق بلقيس ويلي، فإن أحد القضاة في الموصل ذكر أن هناك عشرات من النساء يأتين أسبوعياً للمحكمة طلباً لترويج معاملات الطلاق من أزواجهن .

وأضافت، ويلي، إن الطلاق سيمنح المرأة فرصة الزواج من رجل آخر لتمحو به الأثر المرير السابق الذي عايشته كزوجة لإرهابي سابق .

وقال وكيل وزير العدل إن القضاء يلاحق نساء داعش من اللائي ثبت عليهن تعاونهن مع التنظيم الإرهابي فقط .

فاطمة 35 عاماً، كانت من بين النساء الأخريات اللائي تقدّمن بطلب طلاق ذكرت أنها تفاجأت عندما التحق زوجها، عمر، بتنظيم داعش بعد أن كان يخدم في صفوف الجيش العراقي كجندي قبل غزو العراق عام 2003، مشيرة الى أن قوات أمنية ألقت القبض عليه قبل ثلاث سنوات في تكريت عند تحريرها من داعش .

وأضافت فاطمة بقولها “أنا خائفة من أن أُتّهم بدعمي للإرهاب، وهذه أحد الأسباب التي دعتني إلى المجيء للمحكمة طلباً للطلاق .”

وتشارك شيماء، فاطمة نفس المخاوف، فهي لاتعرف فيما إذا كان زوجها مختبئاً أو معتقلاً أو ميتاً .

وتقول شيماء إنها تزوجت من، عبد القادر، قبل خمس سنوات عندما كان صاحب محل تجاري في هيت ومن ثم وقع مغرراً به بوعود داعش له بأنهم سيرشدونه للإسلام “الصحيح”.

وتضيف شيماء البالغة من العمر 26 عاماً بأن زوجها عبد القادر أدرك بالنهاية خطأه وقرر الابتعاد عن التنظيم، مشيرة الى انه لم يستطع فعل ذلك “لأنهم قد يقتلونه”،وأنه فُقدَ من يوم بدء عمليات تحرير هيت ولم يعرف عنه شيء حتى الآن .

وتقول شيماء إنها قد تتزوج من شخص آخر إذا ما أتيحت لها الفرصة. وتضيف قائلة “إنه ليس بذلك الأمر السهل، فأنا لا أريد قضاء بقية حياتي كزوجة من دون رجل .”