مسافة قصيرة  تلك التي تفصل بين وادٍ يفيض حياة و تبة تنزف ركامًاً و على إمتداد النظر يسكن الهدوء المكان و لا يخرقه سوى  أنين مسلتان متجاورتان منذ أمد طويل تشكو كل منهما حالتها البائسة التي آلت إليها  للأخرى .

مسلتا منطقة المردوم اللتان تطلان على وادي " إيليس " ، على بعد 35  كيلومتراً من مدينة بني وليد  يعود تاريخهما إلى القرن الأول الميلادي ويعتبران كغيرهما من المسلات شواهداً للقبور ضمن المعتقدات الليبية القديمة في الموت والبعث والآخرة. 

المسلتان تعانيان من إهمال الجهات المسؤولة وإعتداءات المواطنين عليهما حتى أصبحتا مهددتين بالإنهيار في أي وقت على غرار جارتهما المسلة الثالثة التي سقطت إثر هزة أرضية في ثلاثينيات القرن الماضي .

باحثون في الآثار و ناشطون مدنيون يؤكدون بأن ما لحق بالمواقع الأثرية والمتحف بمنطقة بني وليد  من سرقات وعبث وتدمير هو إستنزاف للموارد الطبيعية والثقافية  الأمر الذي يستوجب وقفة جادة من قبل مؤسسات الدولة المعنية ومنظمات المجتمع المدني حفاظاً على الآثار من الإندثار.