في مفاجأة لم تخطر على بال الكثيرين من المرضى خاصة مرضى الآلام المزمنة الذين تضطرهم ظروفهم المرضية لتناول المسكنات خاصة "إيبوبروفين" بصورة منتظمة، كشفت أحدث الابحاث أن هذا المسكن الأكثر شيوعا يمكن أن يجعل الرجال أكثر قسوة وغلظة، إلا أن له تأثير معاكس بين النساء.

ومنذ فترة طويلة، عرف الباحثون أن مسكنات الألم مثل " إيبوبروفين" يمكن أن تساعد في مشكلات الاضطراب العاطفي، إلا أن الأبحاث الحديثة وجدت اختلافا في تأثيره على الرجال والنساء.

وتشير الدراسة إلى أن الرجال الذين يأخذون العقار المسكن، ظهرت عليهم مشاعر قاسية وحالات من الرفض، في الوقت الذي شعرت فيه النساء بشعور أفضل بعد تناوله.

ويلقى الاكتشاف الجديد ضوءا جديدا على كيفية تعامل الرجال والنساء الذين يعانون من مشكلات عاطفية وأفضل السبل العلاجية خاصة ممن يتناولون عقاقير مسكنة .

وقد وجدت الأبحاث الحديثة أن كلا النوعين من الألم سواء المزمن أو العارض ينشطان مناطق في المخ، وأن الاختلاف بين الجنسين تكشف طرق لتخفيف الآلام الاجتماعية من خلال أكثر من وصفة مسكنات للألم.

وقالت الدكتورة أنيتا فانجيليستا أستاذ الألم بجامعة "تاكساس" -في معرض الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد والمنشورة في عدد يونيو الماضي من مجلة "العلاقات الشخصية" - إن النتائج المتوصل إليها يمكن أن تكشف عن طرق جديدة تساعد كلا من الرجال والنساء على التغلب على أذى المشاعر .
ووفقا لدراستها، فإن الحد من الآلام الاجتماعية، والاختلافات بين الجنسين فيما يتعلق بمسكنات الألم الجسدي، قد يلعب دورا هاما في تقليل تأذي المشاعر، فالنساء اللاتي يتناولن "إيبوبروفين" يواجهن مشاعر أقل حدة في حال استبعادهم من لعبة محببة لهم أو عند تعايشهم مع تجربة مؤلمة، بالمقارنة مع الرجال، الذين يشعرون بالتصلب والقسوة والعنف بمعدلات أعلى في حال تعرضهم لمثل هاتين الحالتين.

ويرى الباحثون أن تفهم طريقة تعامل المرأة والرجل مع المشاعر التي تلحق الأذى بهم يمكن أن يقطع شوطا طويلا نحو مساعدة الأزواج في التعامل مع هذه المشاعر في علاقاتهم الرومانسية والزوجية .