عبدالباسط غبارة                       22/10/2021

سنوات طويلة مرت فشلت خلالها كل المحاولات المحلية والدولية في الانتقال بالوضع الليبي من حالة الفوضى والتردي الأمني إلى الاستقرار وإعادة البناء.وجاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد ماراطون طويل من الاجتماعات والمشاورات والتي اعقبت اتفاق وقف اطلاق النار الكامل في ليبيا،ليعطى جرعة أمل جديدة في انهاء الأزمة المستعصية كون الحكومة الجديدة تهدف الى توحيد مؤسسات الدولة والتمهيد للانتخابات القادمة التي ينتظر منها أن تعيد البلاد الى مكانتها الطبيعية من الاستقرار والازدهار.

في الوقت الذي يقترب فيه موعد اجراء الانتخابات الليبية في ديسمبر القادم،تتواصل محاولات دعم هذا الاستحقاق واجرائه في موعده،حيث أكد الممثل السامي للإتحاد الأوروبي المكلّف بالشؤون الخارجيّة والسياسة الأمنيّة، ونائب رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة، جوزيب بوريل، على استعداد الاتحاد الأوروبي الكامل لتقديم الدعم اللازم والمطلوب، لإنجاح الانتخابات شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل وصولا لتحقيق الاستقرار في كامل ربوع ليبيا.

جاء ذلك خلال لقاء المسؤولين الأوربيين مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش، الإثنين، بلوكسمبرج، والتي قدمت في مستهل اللقاء نبذة عن مبادرة استقرار ليبيا بمضامينها ومساراتها، مؤكدة على أهمية تظافر كل الجهود المحلية، والإقليمية، والدولية، لتحقيق الاستقرار المنشود، وصولا إلى انتخابات حرة، ونزيهة، وشفافة، في موعدها المقرر، نهاية شهر ديسمبر القادم.

وكانت المنقوش قد  أعلنت في وقت سابق تفاصيل مبادرة تهدف لاستقرار البلاد.وكشفت المنقوش، في كلمة مسجلة، عن عقد مؤتمر وزاري دولي في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لدعم المبادرة تحتضنه العاصمة الليبية طرابلس.واشارت ال إن الهدف من المبادرة هو أن تكون ليبيا ساحة للمنافسة الاقتصادية الإيجابية بهدف إيجاد آلية وطنية وموقف دولي وإقليمي موحد داعم ومتسق مع هذه الرؤية ووضع الآليات الضرورية لاستدامة الاستقرار في ليبيا

وأوضحت أن المبادرة تهدف أيضًا إلى ضمان التمثيل الأمثل للقرارات الأممية وخاصة قراري مجلس الأمن 2570 و2571، بالإضافة إلى مؤتمري برلين 1 و2 بشأن ليبيا وبحث التوافقات المطلوبة لمعالجة العوائق لتنفيذها ووضع الآليات المطلوبة لذلك.وتابعت أن ذلك سيدعم ويساند السلطات الليبية لتنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والدفع قدمًا بكل ما من شأنه بناء دولة قوية وموحدة تعزز فرص الاستقرار والتنمية والتعامل مع الأخطار والتحديات.

وتسعى الدول الأوروبية لدعم الانتخابات الليبية حيث تم توقيع مذكرة للمركز الأوروبي للدعم الانتخابي مع مفوضية الانتخابات الليبية، لتعزيز التعاون في مجالات النزاهة والحد من العنف الانتخابي.ووقع عن جانب المفوضية الليبية رئيسها عماد السايح، فيما وقع عن جانب المركز الأوروبي المدير التنفيذي ومؤسس المركز فابيو باردجاكي، بحضور نخبة من خبراء دوليين في مجال الانتخابات.

والمركز الأوروبي للدعم الانتخابي هو مؤسسة دولية مختصة بدعم الانتخابات، ومقرها في بروكسل، وتعمل على توفير الدعم الانتخابي والديمقراطي بتقديم الخدمات الاستشارية والدعم العملياتي وإدارة المشاريع الكبرى، لتعميم القدرات وتبادل الخبرات والوقاية والحد من العنف الانتخابي.

وجاء هذا التوقيع وسط تخوفات من فشل الاستحقاق الانتخابي في ظل استمرار الخلافات التي كان آخرها اعلان رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، رفضه قانون الانتخابات.وقال المشري في تصريحات إعلامية، أن المجلس الذي يرأسه يرفض إجراء الانتخابات وفق القوانين التي وضعها مجلس النواب الليبي، داعيًا لإجرائها وفق قانون مختلف، في إشارة إلى قاعدة دستورية أصدرها مجلسه الشهر الماضي.

وحذر المشري المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من اعتماد القوانين الانتخابية التي وصلت إليها من البرلمان، دون الرجوع لمجلسه،وهو ما اعتبر تجاوزا لصلاحيات المجلس فيما اعتبر كثيرون أن تصريحات المشري هي محاولة جديدة من جماعة الاخوان لتعطيل الانتخابات والعودة بالبلاد الى مربع الصراعات والحروب.

وفي اطار الدعم الدولي للانتخابات الليبية،أوفد الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو الذي يتولى رئاسة اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا اليوم، بعثة "للمصالحة" في ليبيا.وقال وزير الخارجية الكونغولي جان كلود غاكوسو في تصريح لوكالة فرانس برس إن مهام بعثة الاتحاد الأفريقي تشمل "جمع المعلومات وإجراء تقييم ومصالحة على خط العملية التي يفترض أن تؤدي إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية العام.

وتعول أطراف ليبية واقليمية على الاتحاد الافريقي لتحقيق تسوية في البلاد ومنع عودة الصراعات بين الفرقاء.ويرى مراقبون،أن جهود الاتحاد الافريقي قد تنجح في انهاء الخلافات القائمة حول المعايير القانونية والدستورية للانتخابات من خلال تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين واقناعهم بضرورة انجاح هذا الاستحقاق لضمان استعادة الاستقرار والامن في البلاد.