ارتبط بناء المساجد في المغرب بالفتوحات الاسلامية، فأغلب المساجد التاريخية المغربية شيدت في فترة الفتوحات الإسلاميةو بداية نشأة الدولة الإدريسية، واستمر الولاة والحكام عبر القرون في الاعتناء بها وتزيننها وتوسيعها مع التوسع في بناء مساجد جديدة في مختلف ارجاء البلاد  ، استجابة لحاجة المؤمنين ، حيث كانت المساجد تلعب ادوارا عدة كالتعليم ودار القضاء والاجتماعات اضافة لكونها مكان لإقامة الشعائر الدينية .

مسجد عقبة ابن نافع الفهري


بحسب المصادر التاريخية ،فإن مسجد عقبة ابن نافع الفهري، أول مسجد بالمغرب ،بل وفي إفريقية كلها بعد جامع القيروان، ومسجد عقبة ابن نافع الفهري، أسسه التابعي الجليل، عند دخوله المغرب في حدود سنة (62هـ - 681 م) بضاحية ترغة ببني زيات، إحدى قبائل غمارة على ساحل المتوسط، ويبعد عن تطوان بنحو (60 كلم) وقد انمحت آثاره، ولكنه لم ينمح من ذاكرة الأهالي، فهو – الآن- عبارة عن "مقبرة" تكتنفها أشجار كثيفة من سائر جهاتها ومن الصعب جدا دخولها؛ ومع ذلك، فهم لا يزال السكان يحترمونه ويعظمونه ويؤدون الأيمان المغلظة عنده إرهابا للخصوم.

ويسمى ثاني مساجد المغرب، وفقا للمصادر التاريخية، بـ"رباط شاكر"، وشاكر هذا من أصحاب عقبة، ويبعد عن مراكش الحالية بنحو (85 كلم)، وكان أقام به المولى إدريس الثاني – إلى عام (197- 812) وقد اندثرت رسومه- منذ المائة الثالثة للهجرة، حتى أحياه السلطان المولى محمد بن عبد الله عام 1187 – 1773.

 اما ثالث  المساجد التي بناءها عقبة بن نافع في المغرب ،فيقع بوادي ماسة بالسوس الأقصى على شاطئ المحيط، ومع طول الزمن دفنته الرمال، ولم يبق له أثر ، ويذكر ابن عذاري عن شيخه أبي علي: صالح بن أبي صالح: " إنه لم يصح عنده أن عقبة حضر بنيان شيء من المساجد بالمغرب، إلا مسجد القيروان، ومسجده بدرعة – السوس الأدنى- ويعنى به رباط شاكر، ومسجد بالسوس الأقصى، ومن هناك صار عقبة حتى بلغ المحيط بآسفي، فأدخل قوائم فرسه فيالبحر حتى وصل الماء تلابيبه، فرفع يديه إلى السماء وقال :"يا رب، لولا أن البحر منعني لمضيت في البلاد إلى مسلك ذي القرنين، مدافعا عن دينك، مقاتلا من الكفر بك".

مسجد ابن  نصير


  ويأتي مسجد موسى بن نصير المعروف بالبيضاء، في الفترة ما بعد عقبة بن نافع، والذي أسس بربوة عالية بمدر بني عمران (قبيلة بني حسان)، يبعد عن تطوان بنحو (30 كلم)، وهو مسجد صغير، مربع الشكل، طوله نحو نصف دائرة، طول محرابه: متر ونصف على 70 سم عرضا وهو محكم البناء، بني بالجير والحصى الدقيق (الطابية)، وأرضه حصباء تبدو فيه حفر، ويقال: إن الناس كانوا يدفنون فيه أموالهم عند الفزع، ومن معتقداتهم وقد سقط سقف مدخله، وتلاشت أبوابه، وأصاب الوجه الخارجي منه بعض تلاشي،ويبدو أنه أدخلت عليه بعض إصلاحات عبر عصور التاريخ، وعلى مقربة منه ثلاث عيون جارية، إحداها من جهة الشرق، وتعرف بعين التين، ولعل هذه التسمية جاءتها ممن كثرة أشجار التين التي كانت هناك؛ والأخرى من جهة الغرب، وتدعى بعين الحجاج بها، وربما كانوا يعتقدون بركتها؛ والثالثة من جهة الجنوب، وتسمى بعين تطليحات؛ وهذه العيون – على ما يبدو – كانت معدة للوضوء، وتتفق جميعها في المسافة بينها وبين المسجد بنحو كيلو متر واحد؛ وظل مسجد موسى بن نصير يؤدي المهمة المتوخاة منه، تقام فيه الصلوات الخمس ويتلى به كتاب الله إلى أن هجره الناس منذ زمان، واقتصروا فيه على إقامة صلاة العيدين، وقد أصبح اليوم مهجورا بالمرة.

مسجد أغمات


 اما مسجد أغمات هيلانة (أيلان)، كان بناؤه عام (85 هـ - 704 م) على ما يذكره ابن عذاري المراكشي (15)، ولعله من عمل موسى بن نصير، إذ في حدود هذا التاريخ غزا موسى بن نصير السوس الأدنى وبلاد درعة، ويبدوا أن هذا المسجد خرب منذ زمان، وقد بناه من جديد السلطان المولى محمد بن عبد الله، عام (1202 هـ -1787 م)

مسجد طارق بن زياد

 وهناك مسجد طارق بن زيادبالشرافات، على بعد نحو (30 كلم) من شفشاون شمال المغرب، ذكره ابن عسكر وقال: " إنه أسس أواخر القرن الأول للهجرة"

مساجد المغرب قصص حضارات وتاريخ وحقبات

وتحكي مساجد في المغرب بزخرفتها وجمالها،  قصص حضارات وتاريخ وحقباتمختلفة، وتعكس تطور فن الإبداع المعماري حيث الأنماط الزخرفية الرائعة والأساليب الخاصة في بناء القباب والمآذن والصومعات والشرفات والحدائق وبرك المياه التي تزيدها رونقاً، ولعل منأجملها :

مسجد الحسن الثاني

 احد اهم معالم ومزارات العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، بناه الملك الراحل الحسن الثاني في العام 1986 واستمر بناؤه 6 سنوات.  يتميز بضخامته فوق مياه المحيط الأطلسي ومئذنته الأندلسية وتعد أعلى مبنى ديني في العالم بارتفاع 210 متر، هو أكبر مسجد في البلاد، وثاني مسجد في أفريقيا، والثالث عشر في العالم، ويضم المسجد مدرسة لعلوم القرآن ومكتبة عمومية ومتحفاً وأكاديمية الفنون للصناعة التقليدية.

جامع الكتبية


من أعرق  واشهر معالم  ومزارات  مدينة مراكش ، لا تذكر عاصمة السياحة المغربية الا مقرونة بصومعة الكتبية ،ذات الطابع الأندلسي  والمطلة على اشهر على احد اشهر الساحات السياحية ذات الدلالة الخاصة ،جامع الفنا .

 يوصف جامع الكتيبة ،بأنه أروع جامع بناه ملوك  الدولة الموحدية في المغرب (بني في القرن الثاني عشر).  وهو منارة دينية تاريخية عريقة، ويعد من روائع فن النجارة الإسلامية.


مسجد حسان بالرباط


يقع ربوة تطل على نهر بوقرارق ، تقابله صومعة حسان الشهيرة ، وهي معلم ومزار رئيسي في مدينة الرباط المغربية،  وبجانب  قبور الملك المغربي الراحل  محمد الخامس وولديه الراحلين: الملك الحسن الثاني و الأمير عبد الله. تمثل زخارف المسجد  ،ذو الجوانب البيضاء والقمة الخضراء مرحلة العهد العلوي .

مسجد مولاي اليزيد او جامع القصبة


يعدّ من أكبر مساجد مدينة مراكش  ويقع الحي الشعبي القصبة ، غير بعيد عن مسجد الكتبية، والى جانبه عدد من المآثر التاريخية أهمها قبور السعديين ويسمى بعدة  تسميات منها جامع القصبة والجامع الكبير والجامع الأعظم وجامع المنصور ، لكن سكان مراكش  يطلقون عليه اسم مسجد مولاي اليزيد على الرغم من شهرته سابقا بمسجد القصبة.


مسجد أهل فاس

بناءه السلطان العلوي محمد بن عبد الله في القرن الثامن عشرفي مدينة الرباط، في محيط القصر الملكي، وخضع للتجديد أكثر من مرة.  

وعادة ما يؤدي فيه الملك صلاة الجمعة أو صلاة العيدين، وهو تقليد يعود إلى عهد المولى يوسف.


مسجد باب عجيسة

أحد اهم المآثر التاريخية لمدينة فاس، شيد في عهد الدولة المرينية ويقع فوق مرتفع صخري، مطلا على على المدينة. يحمل عمود صغير مثبت على إحدى زواياه الخارجية، تاجا رخاميا نقش عليه اسم السلطان أبو الحسن المريني، الذي حكم المغرب ما بين سنة 1331 وسنة 1351 ميلادية.

مسجد المدرسة البوعنانية


أسسه السلطان أبو عنان فارس لتعليم العلم وأداء صلاة الجمعة ومنافسة مدرسة العطارين، في الشمال الشرقي من قصبة بوجلود بمدينة فاس، ويضم مدرسة ومسجدا جامعا في الوقت نفسه.


المسجد الأعظم بشفشاون

شيد المسجد التاريخي خلال مرحلة حكم الدولة الوطاسية للمغرب ويتميز بمساحته الشاسعة وصومعته المثمنة الأضلع ويحتوي على ثريا خشبية تنتصب وسط بلاط المحراب، تكاد تكون فريدة من حيث مادة الصنع وكثافة الزخرفة.

مسجد طنجة الأعظم

يقع في المدينة القديمة في طنجة  ويعود إلى أوائل القرن التاسع عشر خلال الفترة العلوية،و يتميز بخصائص عمرانية فريدة من نوعها .

مسجد مولاي سليمان

بني في عام 1812 من قبل السلطان العلوي مولاي سليمان بمدينة الرباط ويعد ثاني أكبر مسجد في المدينة القديمة شمال السور الأندلسي بمساحة 1000 متر مربع ويبلغ ارتفاع مئذنته 32 مترا.

مسجد السنة

 احد اشعر مساجد العاصمة الرباط ويطل على وسطها، أسسه السلطان العلوي مولاي محمد بن عبد الله واكتمل في عام 1785.

مسجد تينمل

شيده الخليفة عبد المومن الموحدي حوالي سنة 547 ه/ 1153 م، ويعرف أيضا بالمسجد الأعظم ويقع في مدينة تينمل بالأطلس الكبير ويتسع بالعرض أكثر من العمق، وتشكل الصومعة استثناء من حيث شكلها إذ تتخذ تصميما مستطيلا، وتتواجد وراء المحراب ويبرز هيكلها خارج جدار القبلة.