نظم عدد من مربي وهواة تربية دجاج الزينة والطيور النادرة في ليبيا، المعرض والملتقى الأول لدجاج الزينة، والذي يعد الأول من نوعه في البلاد.

وضم المعرض -الذي أقيم بتاجوراء- قرابة (30) نوع من طيور الدواجن بمختلف سلالاتها، بهدف التعريف بهذه الهواية ودعم المربيين وتقدير جهودهم في تطوير السلالات وتحسينها، إضافة إلى عرض الإنتاج المحلي لأنواع دجاج الزينة والنوادر... بوابة إفريقيا الإخبارية، أجرت هذا الحوار مع عضو اللجنة التنظيمية لمعرض وملتقى ليبيا الأول لدجاج الزينة، عبدالعاطي زايد، وإلى نص الحوار:

من أين جاءت فكرة إقامة المعرض وما الهدف منه؟

بداية تم طرح الفكرة من قبل بعض المربين وعددهم عشرة ممن تنادوا لإقامة معرض لدجاج الزينة، وكان أول لقاء لمناقشة هذه الفكرة في مدينة زليتن مع مربين من مدن ومناطق الزاوية، وطرابلس، وزليتن، قصر بن غشير، وتواصلت الاجتماعات لنحو أكثر من عام وفي كل اجتماع كان يتم دعوة مربين آخرين للمشاركة، ولكن الفكرة كانت أحيانا ما تقابل بالرفض أو بعدم الاقتناع بالفكرة أو بأي سبب آخر، ولكن عزيمة الشباب لم تستسلم للعراقيل ولم تقف حاجز في طريق تحقيق الهدف الا وهو التعريف بهذه الشريحة من مربين وهواة وأيضا التعريف بالسلالات وجمالها واختلاف أنواعها.

وتم دعم المعرض وكامل تكاليفه بالمجهود الشخصي مع دعم من شركة جزر الكناري، وبعض المربين القدامى مثل الأخ أحمد الجرنازي الذي يمتلك حظائر تعتبر من أكبر الحظائر على مستوى ليبيا، أيضا كان في الموعد الأخ حمزة بربوش ابن أول مربي في ليبيا وصاحب أول الحظائر للدجاج البياض واللحم منذ سنة 1958 حيث وفر لنا مكان إقامة المعرض، وهو عبارة عن هنقر كبير مجهز بكامل التجهيزات من غرف وخدمات وإقامة مع الحماية بكاميرات المراقبة وكل البناء حديث، كذلك كان هناك دعم من وزارة الزراعة والثروة الحيوانية وحماية من الأجهزة الأمنية وبلدية تاجوراء. 

ما رسالتكم؟

رسالتنا التي أردنا إيصالها من خلال هذا المعرض هي أن تربية الدجاج مع كونها هواية وتجارة وباب رزق تعتبر أيضا ملاذ آمن للشباب لشغل أوقات الفراغ بعيدا عن الظواهر السلبية مثل الفراغ وما يسببه من انحراف للشباب أو الاتجاه للسرقة لتوفير المصاريف أو حتى السلاح والحرب، بمعنى أخر هي تعتبر من المشاريع الصغرى ولها مردودها الاقتصادي والاجتماعي.

هل الفكرة كانت لاختيار أجمل دجاجة؟

ليس بهذا الوصف تماما، فكما متعارف عليه في المعارض الدولية والعالمية توجد معايير قياسية تقاس بها نسبة جودة الأشياء، أيضا في الدجاج هناك معايير، وبناء على هذه المعايير يتم تصنيف الدجاج حسب مواصفاته عن طريق لجنة مختصة من مربين قدامى وذلك عن طريق تجميع النقاط وصاحب أعلى نقاط يمنح ترتيب أول بناء على المواصفات والسلالة وصفاء دم الصنف. 

وهنا نريد أن نوضح أن الفوز والترتيب الأول كان لعدة سلالات وليست الدجاجة التي تم تداولها في الإعلام فقط.

الدجاجة التي تم ذكرها في أغلب وسائل الإعلام اسمها "براهما فولي" وهي ملك للمربي "مهند جعيدة" وتحصلت على 94.8 نقطة، والمركز الأول ولقب أفضل دجاجة مشاركة من سلالة البراهما. 

اما أفضل ديك عن سلالة البراهما فكان من نصيب المربي "محمد امسلم" ونوعه براهما سبرايت. 

وبالنسبة لسلالة الدجاج المعروف بإسم "الكلاي" فقد فاز بالمركز الأول الديك "كلاي زهري" للمربي "فهد الفرجاني"، كما فازت الدجاجة "كلاي رصاصي" للمربي "مهند زقرونة". 

وعن سلالة الدجاج السلطاني؛ فاز الديك الخاص بالمربي "علي الرطيب"، والدجاجة للمربي "فارس انوير"، وبالنسبة لسلالة الاسترلوب؛ فاز الديك الخاص بالمربي "فارس انوير". 

وعن سلالة الدجاج القطني؛ فازت دجاجة المربي "محمد صيدون"، وبالنسبة للكوبيات (بمعنى دجاجة وديك مع بعض)، فازت كوبية من سلالة الكيني رصاصي للمربي "لطفي بلقاسم"، وكوبية من سلالة اللمبرقيني للمربي "وليد الحاتمي"، وكوبية من سلالة السيراما للمربي "فارس انوير"، وكوبية من سلالة سابل بوت للمربي "محمد صيدون". 

اما بالنسبة لسلالة الهجين؛ فاز هجين إنتاج محلي لا يوجد في العالم كله من نوع كوبية كلاي كوين، ودجاجة "بيلماروك ليبو" للمربي القدير "حمزة بربوش".

ما أبرز المعوقات التي تواجه المربي بشكل عام؟

المعوقات أو دعينا نتحدث عنها تحت مسمى "المعاناة" وتبدأ من مرحلة الاستيراد وصعوبته وتكاليفه، وأيضا أسعار الأدوية ومستلزمات الدواجن وخاصة غلاء الحضانات أو ما يعرف بـ "الفقاسات"، وغلاء مستلزمات الحظائر بصفة عامة.

فمثال قد يمتلك المربي كتاكيت صغيرة العمر من سلالات ممتازة وغالية مثل البراهما السبرايت، والزهري، والون دوت، والكلاي، والملكي الأبيض، ومن المفترض أن تتم تربية هذه الكتاكيت والعناية بها في حظائر مجهزة خصيصا للكتاكيت، ولكن بسبب نقص هذه الحظائر المجهزة أو غلاء أسعارها نقوم بتربيتهم بطرق بدائية فيما يسمى بـ "بارتي خشبي".

كذلك معاناة الاستيراد والتي تفيد في التهجين وإنتاج سلالات أفضل من حيث المناعة والإنتاج والمواصفات، وأيضا التصدير وصعوبته. 

وهناك بعض المشاكل الداخلية، مثل صعوبة السفر ونقل الدجاج من مدينة لأخرى عن طريق الطيران، في حين أن السفر عن طريق البر فيه اجهاد للطير وهذا الإجهاد والتعب قد يحرمه من نيل نقاط وترتيب في المعرض، والمعاناة الحقيقية والأهم هي معاناة التنمر التي نقابلها وثقافة البعض من الأيدولوجيات اللي تحارب كل فعل خير بالتقليل منه.

كلمة أخيرة...

نريد إيصال كلمة للأخوة المواطنين بأن المعرض كان بمثابة ملتقى للمربين لعرض السلالات ليروها على الطبيعة وليس عبر منصات الفيسبوك والصور فقط، وأيضا إظهار الجانب الإيجابي لهذه المهنة كالتشجيع على التطوير والإنتاج كمشاريع صغرى مفيدة للشباب، والابتعاد عن العادات السلبية بشغل أوقات الفراغ بمواضيع تعود بالفائدة، وكما قال رسول الله في كل ذي كبد رطب أجر.