تولت الفنانة سنية مبارك مقاليد ادارة الدورة الخمسين لمهرجان قرطاج،وهي التي تولت قبل الثورة ادارة مهرجان الموسيقى،وتميزت خلال مسيرتها بخط فني طربي تونسي يبتعد عن الايقاعات السريعة التي تنخرط في الصناعة الفنية الاستهلاكية.سنية مبارك استضافتها بوابة افريقيا لمعرفة حيثيات الدورة الخمسين ومسائل تتعلق بالبرنامج والوضع العام الذي تجري فيه فعاليات الدورة فكان هذا الحوار.

*توليت ادارة المهرجان قبل شهرين فقط من انطلاقه،هل هي مغامرة أم مواصلة لبرنامج شبه جاهز؟
-هي ليست مغامرة بل ايمان بقيمة المهرجان وتحمسا لانجاح دورته الخمسين.لم يكن هناك برنامج جاهز واعددنا الدورة على ورقة بيضاء.قرطاج جزء من تاريخ تونس ونجاحه هو انتصار لمسار الحياة ولتاريخ تونس وعراقتها.نحن نؤمن بالثقافة كشكل من أشكال المقاومة الفعلية وضرورة أن يتحمل الفنان مهمته في التأسيس لثقافة الاختلاف والاعتراف بالآخر.الحديث عن الثورات عبثي مالم يرافقه ابداع حقيقي ورؤية حداثية تقدمية للمجتمع .
*هل تعتبرين نفسك مديرة "تكنقراط" بالنظر الى اشتغالك مع وزير وحكومة تقدم على أنها مستقلة أو تقنية تكنقراطية؟
-لست تكنقراط،بل صاحبة مشروع فني عرفت به خلال مسيرتي الفنية.لقد وجدت الأرضية الملائمة للعمل من قبل وزير الثقافة الدكتور مراد الصكلي،رغم ضيق فترة التكليف.أنا أمام حتمية النجاح،ولي أهداف واضحة أسعى لتحقيقها:خدمة الفن والثقافة الوطنية ببرمجة نصف العروض من تونس،وضمان اشعاع المهرجان خارجيا والمكابدة في اظهار الصورة الحقيقية لتونس.تونس الحداثة والتنوع التسامح.
*تريدين القول أنه لادخل للسياسي في برنامج المهرجان،رغم طغيان الخطاب السياسي في كل مفاصل البلاد؟
-لم يتدخل أحد في عملي وفي برنامج المهرجان.أنا وفريق العمل فقط هندسنا تفاصيل الدورة وسعينا الى التنويع فيها،وندعي أننا نجحنا في الجمع بين مشارب فنية تونسية وعربية ودولية خلال مجمل السهرات.لم يتدخل أحد فينا ولا نقبل أي تدخل.من يطلع على البرنامج يقف على مجهودنا.لطفي بوشناق وشكري بوزيان وغيرهم من تونس...مارسيل خليفة وشرين وآخرون..الموسيقي العالمي ياني...
*مهرجان قرطاج يجري في ظروف استثنائية تتعلق بالارهاب والحراك الاجتماعي والمسار الانتخابي...هل يخيفكم الأمر؟
-نحن واعون بخطورة المرحلة.مهرجان قرطاج بكل أسف من الفضاءات المهددة ارهابيا،لكن الأمر لايخيفنا.ثمة استعدادات ومحاذير خاصة نعم لكننا لسنا أفضل من جنودنا وأمنيينا الذين يضحون بحياتهم من أجل سلامة وعزة تونس.لنا في هذا المجال شرف مقاومة الارهاب ثقافيا وفنيا ولنا وعي بضرورة الانتصار لقيم المواطنة وارادة الحياة.
*واجهتم نقدا تعلق بغياب بعض الفنانين التونسيين وبظروف بيع التذاكر...ماحقيقة ما يقال؟
-أولا لايحرجنا النقد،بل نحتاج إليه.في علاقة بالبرنامج تفاعلنا مع كل الملفات في إطار ميزانية البرنامج والآجال الممكنة.وطبيعي جدا أن يتوجه لنا بالنقد كل من لم يقبل ملفه في الدورة.في علاقة بالتذاكر حاولنا الموازنة بين البيع عبر الانترنات والبيع في نقاط تعود عليها التونسيون.ظاهرة السوق السوداء معضلة يصعب تجاوزها..انظر الى حكاية تذاكر كأس العالم والفيفا...
*لاشك أن هاجس الدورة الفارطة يقلقكم...الغاء سهرات...اعتصامات،خاصة في ضل ظروف تونس يضاف اليها التفاعل الشعبي الممكن مع احداث غزة وامكانية انتفاضة ثالثة!هل تخافون سقوط البرنامج في حميم ماتعيشه تونس والوطن العربي؟
-كتونسيين نتفاعل مع محيطنا الوطني والعربي.حاولنا أن نفي بالتزاماتنا وهموم التونسيين من خلال العروض .ثمة عروض فيها من قلقنا وخوفنا ومقاومتنا لاعداء الحرية والحياة لكن بشكل فني بعيد عن الشعبوية.فلسطين حاضرة في البرنامج سواء في عروض المسرح أو متحف قرطاج الذي سيحتضن جانبا من البرنامج.
*هل سيكون جمهور المسرح مستهدفا في حملة التسجيل للانتخابات التي تعيش فتورا مخيفا؟
-نعم وقد عرضنا الشراكة مع هيئة الانتخابات.مهرجان قرطاج ببرامجه الفنية ينتصر لثقافة المواطنة ويسعى عبر برنامجه لتعميق الوعي بها.