على هامش فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مكناس للفيلم التلفزيوني كان لبوابة افريقيا الاخبارية لقاء مع محمود بلحسن مدير ومؤسس مهرجان الفيلم التلفزي الذي أجاب على أسئلة "بوابة إفريقيا الإخبارية".

 

كيف تقيمون مسار مهرجان الفيلم التلفزي وهو يطفئ شمعته الثالثة؟

وصول المهرجان إلى دورته الثالثة يؤكد أن مدينة مكناس محتاجة إلى هذا النوع  من المهرجانات، وأن المهرجان يستمر ويتحدى كل الصعاب، ويرسم مساره، خصوصا وأن هناك إقبال جماهيري كبير، يؤكد أن المهرجان وجد لنفسه مكانا وسط نسيج المهرجانات الوطنية.

 

ما جديد مهرجان الفيلم التلفزي وماذا يقدم من إضافة؟

المهرجان عموما له هدفين، الأول فني محض يضمن الفرجة وإفساح المجال للجمهور لمتابعة أفلام وإنتاجات سينمائية بحضور مخرجين وممثلين ومنتجين، أما الهدف الثاني فهو مهني صرف، حيث أن المهرجان يجمع ما بين المهنيين في مجال السينما، من خلال ندوات ونقاشات داخل المهرجان، حول التحديات والمشاكل التي يعيشها الإنتاج الدرامي الوطني، وحول التجارب العربية الأخرى في نفس المجال، ونحن نستضيف هذه السنة دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال قنوات تلفزيون أبو ظبي، حيث حضر إلى مكناس مديرين ومسؤولين بهذه القنوات، والذين تحدثوا لنا عن إنتاجاتهم بصفة عامة، وعن الإنتاج الدرامي بصفة خاصة، لقد اطلعنا على كيفية إنجاز الصفقات وكيفية إنتاج المشاريع.

مهرجان الفيلم التلفزيوني إذن أصبح مساحة وفضاء للقاء ما بين الجمهور والمهنيين، من جهة، وما بين المهنيين فيما بينهم من جهة أخرى.

 

استضافتكم لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تلفزيونات أبوظبي، لاشك أن لها دلالات، فما هي هذه الدلالات؟ وما الإضافة التي يمكن أن تقدمها التجربة الإماراتية لنظيرتها المغربية من خلال هذه المشاركة والتكريم؟

أذكركم فقط أننا استضفنا السنة الماضية في فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مكناس الفيلم التلفزيوني، دول المغرب العربي، وأذكر انه كانت لدينا ندوة مائدة مستديرة حول الإنتاج الدرامي المغاربي المشترك، وقد تعرفنا حينها على تجارب تلك الدول، واطلعنا على طرق اشتغالهم، وحينها أيضا  كنا قد وعدنا الجمهور بأن المهرجان سينفتح على تجارب أخرى في أقطار عربية أخرى.

وقد استضفنا هذه السنة دولة الإمارات العربية المتحدة، لأننا ندرك قيمة الإنتاج الدرامي المشترك الإماراتي مع الكثير من الجهات الأخرى، وهم يقومون بتسويق أعمالهم إلى مجموعة من الدول.

اما فيما يتعلق بالإضافة التي قدمتها لنا المشاركة الإماراتية، فيجب أن نعرف ان زملائنا في الإمارات لديهم رغبة في الانفتاح على الإنتاج الدرامي المغربي، فهم يتعاملون مع  السوريين والأردنيين واللبنانيين، والآن يحبذون أن تكون هناك مشاريع مشتركة مغربية إماراتية، وهذا بطبيعة الحال يتطلب شيئا من الوقت حتى يكون هناك منتوج في المستوى.

ومن أجل تنزيل الشراكة المغربية الإماراتية على أرض الواقع ستكون هناك اتفاقيات شراكة مؤطرة قانونيا، ستمكن بلاشك إنتاجاتنا الدرامية من الذهاب بعيدا في مجالها، وان تستمر وتكون لها عوامل نجاح.

 

متى يمكننا أن نرى ممثلين ومنتجين ومخرجين مغاربة في أعمال مشتركة مع نظرائهم الإماراتيين؟

نحن نؤسس لهذه التجربة بشكل مضبوط ومنظم، وسنرى إنتاجات مشتركة مغربية إماراتية، فالإنتاج المشترك هو إنتاج موحد عندما يخرج إلى الوجود، والعمل الفني عمل مشترك سيكون فيه شركاء من الدولتين.

 

ما هي خلاصات الندوة- المائدة المستديرة التي نظمت خلال اليوم الثاني لفعاليات المهرجان حول "الإنتاج الدرامي المشتركقنوات أبو ظبي نموذجا؟

قبل هذه الندوة كانت هناك ندوة اولى حول دفاتر التحملات وتطبيق طلبات العروض، أي أثر على الإنتاج الدرامي بالمغرب"، وشارك فيها مسؤولين من القناتين الأولى والثانية المغربيتين، ومن وزارة الاتصال المغربية، وكانت مساهمة قيمة خلالها للناقد عمر بلخمار.

أما الندوة الثانية حول "الإنتاج الدرامي المشترك: قنوات أبو ظبي نموذجا"، فقد كانت مفيدة جدا، حيث قدم لنا الزملاء الإماراتيون طرق عملهم، وكيفية اشتغالهم وكيف تتم عملية طلبات العروض لديهم، وكيف يتم استقبال البرامج ومشاريع البرامج التي يقدمونها في قنواتهم التلفزيونية.

لقد تواجد معنا مسؤولون كبار من تلفزيون أبوظبي كعبد الرحيم لبطيح وهو مدير إدارة الخدمة العامة بقنوات أبوظبي، إلى جانب الأساتذة مدراء القنوات الذين قدموا  مداخلات قيمة وأكدوا لنا أنهم جد منفتحين على التجربة المغربية، ومستعدون للتعاون في هذا الإطار.

كما أكد لنا المسؤولون الإماراتيون أنه بالإمكان فتح مكتب للمنتجين المغاربة بأبو ظبي الإماراتية، حتى يتم تسهيل عمليات التسجيل والتعاون الثنائي، وهذه كانت فكرة  جيدة، حتى يمكننا المرور إلى السرعة القصوى في العمل المشترك.

ومن الطبيعي أن فتح هذا المكتب سيسهل التعاون أيضا على زملائنا في أبو ظبي.

 

هل لديكم آليات لمتابعة التوصيات والمقترحات والأفكار التي خرجتم بها من الندوات التي نظمت خلال المهرجان؟

بطبيعة الحال فإن إدارة المهرجان، تحرص على أن تكون هناك متابعة للندوات والاتفاقيات والأفكار التي تم طرحها، ومن تم فإننا سنعمل على صياغة مشروع سنقدمه لزملائنا في الإمارات، كما أنهم أخذوا مايكفي من النقاط والأفكار من خلال المداخلات وآراء وأفكار المخرجين والمنتجين الذين شاركوا في الفعاليات، وسنحاول  إيجاد صيغة للتقارب أكثر والتعاون بشكل أوثق مستقبلا، ممكن ليس خلال سنة 2014 بل سنة 2015 مثلا.

 

ما هي الآفاق المستقلبية لمهرجان الفيلم التلفزيوني؟

لا أخفيكم سرا ان هذا المهرجان أصبحت الكثير من الجهات لديها رغبة ملحة للمشاركة فيه، بحيث مثلا حينها  كان زملاؤنا الإماراتيون يشاركون معنا في الفعاليات، كانوا يتلقون اتصالات من جهات أخرى راغبة في المشاركة في الدورات المقبلة، ومثلا فقد وصلت رسائل من دولة الكويت تبحث إمكانية المشاركة والاستضافة. وهذا شيء جيد بالنسبة لنا، كما أنه يدل على مدى الإشعاع الذي بات يحظى به في المغرب والدول العربية على مستوى الفيلم التلفزيوني والإنتاج الدرامي على الخصوص.