قال عدنان منصر، مدير الحملة الانتخابية للرئيس التونسي الحالي والمرشح المستقل للانتخابات الرئاسية، محمد المنصف المرزوقي، إن المعركة الانتخابية القادمة ستكون بين القوى الداعمة للثورة وبين المنظومة التي دعمت الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وستكون الانتخابات المقررة يوم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل أول اقتراع مباشر منذ الإطاحة بـ"بن علي" في يناير/ كانون الثاني 2011، حيث جرى انتخاب المرزوقي في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه عبر أعضاء المجلس التأسيسي.

وأضاف منصر، في مؤتمر صحفي بالعاصمة اليوم السبت أثناء تلاوة بيان ترشح  المرزوقي، أن حزبه (المؤتمر من أجل الجمهورية) على استعداد لدعم أي مرشح آخر من القوى الداعمة لجبهة 18 أكتوبر (تشرين الأول) ولثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011 (التي أطاحت ببن علي).

وتابع "زكى بعض نوابنا في المجلس التأسيسي (دعموا التقدم بأوراق الترشح) شخصيات وطنية، بينها مرشح الجبهة الشعبية حمة الهمامي ورئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري نجيب الشابي؛ لأننا نعتقد أن المعركة الانتخابية ستخاض بين جبهة 18 أكتوبر (تشرين الأول)، وجبهة 7 نوفمبر (تشرين الثاني)".

وجبهة 18 أكتوبر (تشرين الأول) هي إطار للعمل السياسي تشكلت سنة 2005 من قبل عدة أحزاب وشخصيات عامة وجمعيات حقوقية معارضة لحكم الرئيس آنذاك بن علي. وانتقدت الهيئة في بيانها التأسيسي الوضع العام في البلاد، ودعت إلى "بلورة عهد ديمقراطي يكفل لكل المواطنين والمواطنات المساواة والحريات والحقوق الأساسية".

أما جبهة 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 1987، فيشير بها منصر إلى المنظومة التي دعمت الرئيس بن علي عام 1987 لدى إزاحته لسلفه الحبيب بورقيبه من الحكم، فيما عرف باسم تحول السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) وليس لها إطار سياسي محدد.

وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، قال منصر إن "الانتخابات الرئاسية ستكون منعرجا حاسما في تاريخ تونس، فهي معركة حقيقية بين القوى المساندة للثورة والمنظومة القديمة التي بدأت تعود إلى الواجهة السياسية".

وفي رده على الانتقادات الموجهة للدبلوماسية التونسية أثناء رئاسة المرزوقي للبلاد في المرحلة الانتقالية، أجاب بأن "تونس لا تخجل من دعم غزة، والإقرار بأن ما حصل في حادثة فض اعتصام رابعة العدوية في القاهرة العام الماضي هو جريمة".

وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي حربا على قطاع غزة، دامت 51 يوما، وأسقطت أكثر من 2000 قتيل، معظمهم مدنيون، مقابل مقتل أزيد من 70 إسرائيليا، معظمهم عسكريون. وفي 14 أغسطس/ أب 2013، فضت قوات أمن مصرية اعتصاما لمؤيدين للرئيس المعزول، محمد مرسي، في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" في القاهرة، ما أسقط مئات القتلى، بحسب حصيلة رسمية، وأثار انتقادات واسعة.

وتابع منصر "دولة لا تعبر عن سيادة قرارها من المواقف الدولية لا يحق لها أن تكون دولة تحترم شعبها".

وتعرضت الدبلوماسية التونسية مؤخرا لانتقادات حادة من قبل بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية، إذ وصف المرشح المستقل كمال النابلي مواقف المرزوقي بـ"المربكة للدبلوماسية التونسية".

من جهة أخرى، قال منصر إن مرشحهم المرزوقي يحذر من تأثير المال السياسي على مجرى الانتخابات.. ما يتهدد الانتخابات ليس الإرهاب فقط، وإنما المال السياسي الفاسد الذي يمثل خطرا يهدد نزاهة الانتخابات، لذلك لن نكف عن مطالبة الشخصيات الوطنية السياسية ووسائل الإعلام بملاحقة المال الفاسد الذي يستخدم في الرشوة السياسية وشراء الأصوات".

وإضافة إلى المرزوقي، فقد تقدم للانتخابات الرئاسية حتى اليوم كل  محمد الهاشمي الحامدي، رئيس حزب تيار المحبة (وسط)، والعربي نصرة، رئيس حزب صوت الشعب (ليبرالي)، والباجي قائد السبسي، رئيس حزب حركة نداء تونس (ليبرالي)، والحبيب الزمالي، وهو قاض، وصافي سعيد، وهو كاتب صحفي، وأحمد نجيب الشابي، رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري (الحزب الديمقراطي التقدمي سابقا / يسار).

إلى جانب، مصطفى كمال النابلي، أحد وزراء التخطيط والتنمية الجهوية في عهد بن علي، حمة الهمامي، القيادي بالجبهة الشعبية والناطق باسمها (يسار)، وسليم الرياحي، رئيس الحزب الوطني الحر (ليبيرالي)، ومصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي، ومحمد الحامدي، التيار الديمقراطي،وعبد الرؤوف العيادي، حركة وفاء( وسط)، ونور الدين حشاد (مستقل)، وكلثوم كنو - قاضية، وآمنة منصور القروي، رئيسة حزب الحركة الديمقراطية للإصلاح والبناء.

كما أعلن عشرات أخرون اعتزامهم خوض سباق الانتخابات الرئاسية في تونس، وبينهم شخصيات ارتبطت بشكل مباشر بنظام بن علي أو بحزبه المنحل "التجمع الدستوري".وبدأت عملية التقدم بأوراق الترشح للرئاسة في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري، وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه.وبحسب الدستور التونسي، فإن صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة، إذ إن معظم الصلاحيات في يد الحكومة، التي يشكلها الحزب الفائز في الانتخابات البرلماني المقررة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.