أحمد التربي مدافع المنتخب الوطني وفريق الهلال لم يتعد من العمر 22 ربيعاً، صغير بسنه كبير بعطائه سخي بأدائه يمتلك مواصفات المدافع الجيد والجوكر في بعض الأحيان وبنية جسمانية ممتازة وتدخلات قوية مع المهاجمين تجعله يستخلص الكرة بنجاح وذكاء، وهو الذي يتوهج دائماً إلى الأداء الجميل والحنكة الكبيرة ويدخل الملعب لاهثاً وثمة شعور بالانتصار من أجل تقديم أجمل صور ممكنة ورائعة.

التربي تدرج في الفئات السنية بالمنتخبات الوطنية منذ الصغر؛ حتى وصل إلى المنتخب الليبي الأول وكان أحد ركائز خط الظهر بعدما نال إعجاب كل المدربين الذين تولوا الإشراف على تدريبه، قدم في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين التي توج بها الفرسان مستوى جيدا وملفتا للنظر مما جعله محطة أنظار المهتمين بكرة القدم الليبية.

قورينا كانت حاضرة وسط الزحام، وعند رجوع المنتخب متوجاً إلى أرض الوطن باللقب القاري الأول في تاريخه استغلت الموقف ونجحت وسط العديد من وسائل الإعلام الليبية أن تجري حوارا مع اللاعب الموهوب والخلوق أحمد التربي الذي حدثنا عن هذه المشاركة وهذا التتويج المستحق ولكم نص الحوار.

ما هو تقييمك للفريق وللبطولة في حد ذاتها؟

بدايتاَ أشكر صحيفتكم على متابعتها للمنتخب الوطني ورصد كل الأخبار عنه بموضوعية وشفافية مطلقة كما أشكر كل العاملين بها، في اعتقادي الشخصي أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قدم مباريات جد ممتازة وغاية في الروعة مقارنة بمشاركته الأولى التي كانت في النسخة الأولى، فالمنتخب نال المراد ونجح في تحقيق ما هو مطلوب منه، فتقييمي للاعبي الفرسان أن كل اللاعبين كانوا في المستوى وقدموا مستويات قوية، وخير دليل هو أننا لعبنا في البطولة مباريات فيها وقت إضافي، فمجموعتنا متماسكة ومتجانسة في الأداء. صحيح أن المنتخب مستحدث ولم يتوقع أحد التتويج بالبطولة لكن حماس ورغبة وروح الفوز موجودة عند لاعبي المنتخب الوطني، وأما بالنسبة للبطولة فمستواها عالٍ وفيها منتخبات قوية ولاعبون مهرة ومميزين فالكرة الأفريقية قد تطورت كثيراً عن السابق، لكن الحمد الله بالإصرار والعزيمة من لاعبي المنتخب نجحنا في التتويج بهذا اللقب.

ما هو شعورك بعد التتويج باللقب القاري؟

بطبيعة الحال التتويج بالبطولة شيء رائع والأروع من ذلك أنه اللقب القاري الأول ولا أستطيع أن أصف لكي شعوري لأني تغمرني سعادة كبيرة في ذلك، فرحة ما عدها فرحة تعم المدن الليبية بهذا الإنجاز التاريخي والفريد من نوعه، تتويج مستحق بعد تعب وجهد وعمل ومثابرة وإصرار وعزيمة كل اللاعبين والطاقم الفني من أجل الحصول عليها، ناهيك عن أنه جاء في وقت مناسب احتاج له الجمهور الليبي، فبدوري أهدي هذا اللقب الغالي والتاريخي إلى جميع أمهات الشهداء لعل هذا الشيء البسيط ينسيهم مرارة الألم والحزن الذي بداخلهن.

ما هو العامل الرئيس الذي ركز عليه المدرب خافيير كليمنتي حتى تكونوا أبطالا؟

بكل تأكيد أن المدرب خافيير كليمنتي ومساعديه قد ركزوا على عدة أشياء وبطبيعة الحال أنها إيجابية تنفع اللاعب، فكليمنتي عمله كان واضحا زرع فينا روح الانتصار والتركيز على الجو السيكولوجي للاعب والنفسي، زد على ذلك أنه نجح في تقارب الخطوط الثلاثة للمنتخب وجعل الفريق يلعب في كرة قدم حديثة ومتطورة ومستواه يرتقي من مباراة إلى أخرى، لكن العامل الرئيس الذي ركز عليه خافيير هو العامل النفسي بدرجة كبيرة للاعبين مما أعطانا هذا التركيز نجاحا كبيرا وأداء مميزا في البطولة.

كيف تعاملتم مع المباريات في ظل وجود منتخبات قوية؟

الجميع يعلم أن المنتخب الوطني حدث فيه تغيير كبير ومستحدث على مستوى اللاعبين وكذلك الطاقم الفني والإداري، دخلنا البطولة وكلنا أمل ورغبة كبيرة في تحقيق نتائج إيجابية ووضعنا حظوظنا مثلنا مثل المنتخبات التي تشارك في البطولة، فقد تعاملنا مع المباريات الأفريقية بكل حنكة وحرص ودقة وحاولنا بقدر المستطاع أن لا نفقد أي لقاء وهذا ما حدث، وقد زاد إصرارنا عندما بلغنا الدور الربع نهائي، فأصبحت تطلعاتنا وطموحاتنا كبيرة في نيل اللقب، ووضعنا هدفا وهو تحقيق اللقب وسرنا على منوال الانتصارات إلى نهائية البطولة وهو يرجع لله ومن ثم للاعبين والطاقم الفني للمنتخب، المنتخب الليبي كان الأجدر باللقب ولم يرمِ المنديل حتى في المباريات التي فيها وقت إضافي.

هل توافق أن ما فعله المنتخب الوطني هو نقلة نوعية وتطور كبير من مرحلة إلى مرحلة؟

بكل تأكيد لو شاهدنا المنتخب الوطني فيما مضى وقبل الثورة هناك ممارسات خاطئة وقيود على كافة اللاعبين بالرغم من أن هؤلاء اللاعبين لديهم مخزون عال وطاقة كبير يريدون تفجيرها في الملعب، أما في هذا الوقت الكل يعلم أن المنتخب الوطني حقق نتائج طيبة وجد إيجابية وهي التفوق على موزمبيق بداية الثورة ولم يستعد لهذه المواجهة وكذلك التأهل للمباراة النهائية لكأس العرب بالسعودية والتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية غينيا الاستوائية والغابون 2012، وقد مباريات جد ممتازة ومقنعة وملفتة للنظر في تصفيات كأس العالم 2014، واليوم هذه المستويات الجيدة التي قدمها ولم يحالفه الحظ يتوج بكأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين بجنوب أفريقيا بعد تعب وجهد كبير في البطولة وتحديات أكبر من المنتخبات التي تواجهنا، فالمستوى الذي قدمناه في جنوب أفريقيا يعتبر تطور كبير للفرسان وسنسعى للمحافظة عليه.

تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب ستكون قرعتها في مارس المقبل، كيف تنظر ذلك؟

 

أعتقد أن قرعة تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2015 بالمغرب ستكون في مارس المقبل ومن المتوقع أن مبارياتها ستكون قوية مقارنة ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين، نحن كمنتخب الفرسان سنعمل على تقديم صورة جيدة وطيبة وسنظهر بصورة تشرف البلاد وتفرح الشعب، لاعبونا أمامهم مستقبل لكون اللاعبين يمتلكون موهبة عالية في مداعبة كرة القدم.

*نقلا عن صحيفة قورينا