لم تسلم مدينة مرزق من نيران الحروب في ليبيا، حيث تعيش المدينة -التي تعد ثاني أكبر مدن الجنوب الليبي-حالة من تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية والإنسانية، وذلك أثر تعرضها لحالة من الفزع والاضطراب الأمني خلال الأيام الماضية بسبب هجومات شنتها جماعات تشادية معارضة على المدينة أقصى الجنوب الليبي، الأمر الذي تسبب في تهجير سكان وأهالي مرزق وحرق منازلهم ومقتل عدد من أبنائها.

وبحسب مصادر ليبية قتل نحو 90 مدنيا على الأقل منذ بداية الأحداث في المدينة، وجرح أكثر من 200 آخرين، نتيجة للاشتباكات العنيفة التي تصاعدت خلال أغسطس 2019.

ولتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في مدينة مرزق كان لـ "بوابة أفريقيا الإخبارية" حوار مقتضب مع الناشط المدني وأحد أعيان المدينة " محمود الدريحو" الذي كشف لنا حقيقة الأوضاع داخل المنطقة... وإلى نص الحوار 




بداية... ما تقييمك للأوضاع المعيشية والإنسانية في مدينة مرزق؟

الأوضاع سيئة للغاية.. فبعد الهجوم الذي شنته جماعات تشادية معارضة على المدينة، تم تهجير أهالي مدينة مرزق وأصبحت المدينة خالية على عروشها، وذلك لأن الخدمات متوقفة بالكامل، كما أن جميع الأحياء تضررت من الحرق المتعمد وقذائف الهاون والمدفعية والاشتباكات التي شهدتها المدينة خلال الآونة الأخيرة.

حدثنا عن التركيبة الاجتماعية للمنطقة؟

مدينة مرزق لا يتعدى عدد سكانها الـ 30 ألف مواطن، ولكن التركيبة الاجتماعية في مرزق تضم مختلف التركيبات الليبية فهو مجتمع مدني متجانس ويحتكم إلى سلطة القانون، ففي مرزق تجد مزيج من مختلف المكونات الليبية.

ماهي أهمية المنطقة من الناحية الاستراتيجية؟

من الناحية الاستراتيجية تعد مدينة مرزق من أهم المناطق الليبية خاصة لوجود حوض مرزق الغني بالنفط والغاز والمياه والذهب وعدد من الموارد الطبيعية الأخرى، إضافة إلى كونها منفذ لثلاثة دول جوار (تشاد- النيجر- الجزائر). 

بصفتك شاهد عيان من المنطقة.. هل لديكم احصائيات أو أرقام حول الأضرار والخسائر البشرية والمادية والاقتصاديّة الناتجة عن الاشتباكات التي شهدتها المدينة خلال الآونة الأخيرة؟

حقيقة لم يتسنى لنا حتى هذه اللحظة حصر أعداد الجرحى أو الشهداء، أو حجم الخسائر المادية والبشرية إلا أن جميع المعطيات والمؤشرات تنذر بكارثة حقيقة ارتكبت بحق مدينة مرزق لم يسلم منها بشر أو حيوان أو حجر فألسنة النار ألتهمت كل شيء، ونحن نستهجن وندين باسم الوطنية والهوية الليبية استباحة الحدود وجلب المرتزقة لتنفيذ مخططات أو سياسات دولية دنيئة لتغيير التركيبة الديموغرافية لليبيا عامة والجنوب ومرزق خاصة، ويجب تقديم المسؤولين عن ذلك للمسالة القانونية بتهمة انتهاك القوانين الدولية باستجلاب الجماعات المسلحة المدفوعة الثمن لقتل وذبح وتهجير الليبيين عن أراضيهم.

بصفتك شاهد عيان على الأوضاع.. حدثنا عن أوضاع العائلات النازحة والمهجرة من المدينة؟

أوضاع العائلات المهجرة من مرزق سيئة جدا لأن الجنوب في الأصل وضعه مزري مع عدم توفر الخدمات في المدينة، وجميع الأهالي أجبروا بسبب الاشتباكات والأوضاع السيئة إلى الانسحاب من منازلهم باتجاه منطقة وادي عتبة التي تبعد 5 كم عن المدينة، ويمكننا القول إنه تم تهجير أهالي مدينة مرزق بالكامل، ونحن نعرب عن شكرنا لمدن أوباري ووادي عتبة وسبها وباقي مدن الجنوب، على استقبالهم لأهالي مرزق، وعلى كرم الضيافة الذي قامت به هذه المدن.

ما هي الرسالة التي توجهونها إلى المسؤولين؟

في ليبيا لا يوجد مسؤولين ولهذا نرى أن المنظمات الدولية أسرع من المسؤولين في تدارك الحالة الإنسانية، ونحن نطالب ﺑﻀﺮورة اﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاءات اللازمة ﺣﻴﺎل ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل واﻟﻬﺠﻤﺎت ﺿﺪ اﻟﻤﺪﻧﻴﻦ وتوفير الحماية لأهالي مرزق.