رأى محلل سياسي أمريكي أن تركيا تخوض حاليا حربا بالوكالة في ليبيا لدعم تنظيم الإخوان المسلمين. وقال آرون شتاين إن "ثمة تقارير تؤكد وجود علاقة بين تركيا وقطر مع مسلحين إسلاميين معروفين باسم ائتلاف "فجر ليبيا"، مما يؤكد أن أنقرة ضالعة في حرب بالوكالة بالدولة الشرق أوسطية، ليبيا.

ولفت شتاين في مقال نُشر على موقع "وور اون ذي روكس" الأمريكي، إلى أنه "في حزيران/ يونيو 2014، اتهم اللواء خليفة حفتر تركيا بدعم الإرهاب، وطالب الأتراك والقطريين مغادرة ليبيا في غضون 48 ساعة، لكن أنقرة، ممثلة في حزب العدالة والتنمية، والرئيس رجب طيب أردوغان، أنكرت أي علاقة لها بذلك، وأشارت إلى دعمها للمصالحة الوطنية بليبيا والترويج للحوار السياسي".

ونقل المحلل السياسي عن مسؤول أمريكي طلب حجب هويته، قوله: "تعتقد واشنطن أن تركيا تشارك قطر في تقديم الدعم لمسلحين إسلاميين في ليبيا"، مشيراً إلى أن "تصريح حفتر ربما يكون إشارة إلى كتيبة 17 فبراير الإسلامية المسلحة، لكنها الآن تحالفت مع أنصار الشريعة في (مجلس شورى ثوار بنغازي)".

وأشار إلى أنه "في كانون الثاني/ يناير 2014، طار أعضاء من أنصار الشريعة إلى تركيا للإشراف على تسليم مساعدات إلى مدينتي السلمية وكساب السوريتين، وأثناء الاعتداء على مدينة كساب، ذكرت تقارير أن تركيا سمحت لعدد كبير من الثوار المسلحين، بما في ذلك أعضاء منتمين لجبهة النصرة، بعبور حدودها لمهاجمة المدينة، كما أن الصناديق التي استخدمتها أنصار الشريعة في توصيل المساعدات كانت مموهة بشعار الجماعة".

وتابع أن "تركيا تعمل أخيرا على دعم عملية أممية لإنهاء القتال بين "كرامة ليبيا" و"فجر ليبيا" في جنيف"، مشيراً إلى أن "وزير الدفاع التركي، عصمت يلمز، أكد دعمه للبرلمان المنتخب في طبرق، لكنه انتقد بشكل حفتر قائلا: من الواضح أن أطرافا معينة قادت إلى خسائر مدنية عبر شن هجمات جوية في ليبيا، بما دمر البنية التحتية الليبية، كما يمثل انتهاكا للقانون الدولي وحقوق الإنسان".

وأشار إلى أن "رد فعل تركيا على تهديد قائد القوات الجوية لعملية الكرامة، صقر الجروشي، جاء سريعا، حيث أدانت الخارجية التركية هذا التهديد وانتقدت على نحو غير مباشر، قوات اللواء خليفة حفتر، التي شنت وما زالت عملية كرامة ليبيا".

وكان الجروشي قال أخيرا إن قواته ستُسقط أية طائرة تركية تدخل المجال الجوي الليبي دون تصريح. ورأى المحلل الأمريكي أنه "في ظل غياب أي تغيير ملحوظ على السياسة التركية تجاه ليبيا، سيستمر الخلاف بين أنقرة ودول عربية أخرى تتخوف من الإخوان والإسلام السياسي".

وأعلن حفتر في تصريحات سابقة اعتزامه "دحر وحظر جماعة الإخوان المسلمين، التي يمثلها في ليبيا حزب العدالة والبناء وتدعمه تركيا منذ تأسيسه في آذار/ مارس 2012، الأمر الذي زاد الاحتقان مع أنقرة.

*نقلا عن شبكة "إرم" الإخبارية