استفاقت تونس اليوم على عملية إرهابية استهدفت فندق "أمبيريال مرحبا'' بمحافظة سوسة شرقي تونس، عن سقوط عدة قتلى وجرحى من السياح، وأكد التلفزيون الرسمي سقوط ضحايا في عملية إطلاق نار في منطقة "القنطاوي" (يوجد فيها الفندق المستهدف) بمحافظة سوسة

عملية باردو

في 18 مارس 2015 استهدفت عملية إرهابية المتحف الوطني العريق بضاحية باردو غرب العاصمة تونس. المعطيات الأمنية أشارت يومها إلى أن مسلحين تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن في مبنى البرلمان واحتجزوا سياحا في متحف باردو المحاذي له. وأسفر الحادث عن مقتل 22 شخصا في الحادثة بينهم 21 سائحا وجرح 22 أخرين. في عملية تبناها تنظيم داعش لاحقا.

عملية انتحارية فاشلة 2013

وفي أكتوبر 2013 فجر شاب نفسه قرب فندق سياحي في مدينة سوسة الساحلية شرقي تونس، دون أن يحدث أضراراً مادية أو خسائر بشرية، في حين أحبطت الوحدات المختصة بوزارة الداخلية عملية تفجير إرهابية بمحافظة المنستير شرقا استهدفت ضريح الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.غير أن هذه العملية الإرهابية التي استهدفت مرفقا سياحيا تونسيا لم تكن الأولى في تاريخ القطاع السياحي في البلاد.

تفجيرات سوسة والمنستير 1987

في شهر أغسطس 1987 وخلال الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة قامت مجموعة تابعة لحركة الاتجاه الاسلامي (النهضة حاليا) بتفجير فنادق في مدينتي سوسة والمنستير على الساحل الشرقي التونسي. والتي جرح فيها  13 سائحاً، والتي تحملت الدولة تعويض أهاليهم كان القيادي السابق في الحركة، الصحبي العمري، قد اتهم رئيس الحكومة الأسبق وأمين عام حركة النهضة، حمادي الجبالي، بالوقوف وراء التفجيرات، مؤكداً أن من خطط ودبر للعملية هو حمادي الجبالي بإيعاز من الجناح العسكري لحركة النهضة، على حد تعبيره.

وسبق للشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة في أكثر من مناسبة، أن أوضح أن عمليات تفجير الفنادق بسوسة والمنستير سنة 1987 كانت بتدبير من الرئيس السابق بهدف توريط حركة النهضة والقضاء عليها. وفي سياق هذا الجدل، نفى وزير الداخلية الأسبق، فرحات الراجحي، أن تكون تفجيرات 1987 مفتعلة من الرئيس الأسبق ولا من أجهزته، مؤكداً أن مرتكبي هذه التفجيرات هم من التيار الإسلامي، وأنه كان القاضي وقتها الذي تولى محاكمة مرتكبي هذه التفجيرات. وقال الراجحي إن تفجير الإسلاميين لثلاثة فنادق بسوسة والمنستير أمر واضح ولا لبس فيه وباعترافات صريحة للمتهمين السبعة، مؤكداً عدم تدخل نظام بن علي في هذا الملف، وأن الأحكام كانت غير قاسية نسبياً مقارنة مع حجم العملية الإرهابية التي كان أقصاها 20 سنة سجناً.

تفجير كنيس جربة اليهودي 2002

في 11 أبريل 2002. تم تحميل شاحنة لنقل الغاز الطبيعي بكمية من المتفجرات وتخطت الحواجز الأمنية في كنيس غريبة الأثري في جزيرة جربة التونسية بولاية مدنين والذي يعود تاريخ انشاؤه الي العام 566 ق.م.(قبل الميلاد).انفجرت الشاحنة أمام الكنيس متسببة في مقتل 14 شخصا منهم 6 سياح ألمان و6 تونسيين وفرنسي واحد وجرح ما يزيد عن 30 شخصا. ورغم من أنه قيل في البداية أن الأمر هو مجرد حادث، لكن التحقيقات في تونس وألمانيا وفرنسا بينت أن الهجوم كان ارهابيا متعمدا، حيث كان شخص يدعي نزار نوار (24 سنة) هو الارهابي منفذ الهجوم بمساعدة أقارب له حيث عثر علي تسجيل صوتي فيما بعد ” يحمل ألمانيا رسالة “.

أدانت معظم دول العالم الهجوم الارهابي. في مارس 2003 م. اعتقل 5 أشخاص في إسبانيا للاعتقاد كونهم مولوا الهجوم، وفي أبريل 2003 اعتقل في باريس ألماني يدعي “كريستيان جانزارسكي” لعلاقته بالتفجير حيث اتهم بأن لديه علاقات قوية مع جماعة القاعدة الارهابية، وقد اعتقل نتيجة عملية استخبارية مشتركة من قبل مركز استخبارات مكافحة الارهاب (CTIC)الموجود في باريس.وبدأت في 5 يناير 2009 محاكمة 3 متهمين في التفجير بينهم كريستيان جانزارسكي وهو ألماني بولندي المولد، وآخر وهو خالد شيخ محمد الباكستاني الأصل والذي يعد من المتهمين الأساسيين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، حيث يعتقد أنه المدبر الرئيسي للهجوم الانتحاري على المعبد اليهودي في جربة والذي أسفر عن مقتل 21 شخصا بينهم تونسيون وفرنسيون. وستتم محاكم شيخ محمد غيابيا حيث تحتجزه السلطات الأمريكية في خليج غوانتانامو، كما يحاكم متهم آخر وهو وليد نوار شقيق نزار نوار الذي قاد الشاحنة المعبئة بوقود الطعام وقام بتفجيرها في الكنيس الذي دمر، والذي يعود تاريخ بنائه لعدة مئات من السنين. ونفى المتهمون ضلوعهم في الهجوم. هذا وقد جاء في وثائق المحكمة أن كلا خالد شيخ محمد وجانزارسكي “تلقيا اتصالا هاتفيا من المفجر الانتحاري نزار نوار قبل الهجوم مباشرة”.