اعتبرت مجموعة الأزمات الدولية (كرايسس غروب) ،في دراسة تقييمية وتحليلية شاملة نشرت في بروكسل ،أمس الاثنين، بشأن أهم التحديات العالمية الحالية،أن الوضع في ليبيا أحد أبرز عشرة تحديات ستواجه العالم خلال العام الجاري 2015 ،محذرة من أن الوضع الحالي قد يتسبب في تقسيم هذا البلد.

وقالت المجموعة، التي تعدُّ مرجعية دولية فعلية في معاينة السياسة الدولية، أن المرحلة الانتقالية في ليبيا قد انحرفت، وأن مخاطرها الآن باتت تهدّد دول الجوار ،خاصة مع تنامي ما أسمته بالتكالب حول موارد النفط ومنافسة بين الميليشيات وتدخلات قوى أجنبية.

وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن ما يجري في ليبيا يمثل تحديًا فعليًا، لأنه لا يطال ليبيا فقط، ولكن جيرانها، وحالات انعدام الاستقرار تتفشى وتنتشر عدواها في منطقة الساحل، وتأخذ أبعادًا إجرامية وإرهابية، ومن أهمها انتشار السلاح ،مشيرة إلى أن الجنوب الليبي يعتبر خارج نطاق السلطة، وبات ملاذًا للمجموعات المتطرفة.

من جهة أخرى حثت الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة في ليبيا علي ضرورة إجراء جولة الحوار الوطني من أجل المساعدة في الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد ،وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن بعثة المنظمة الدولية في ليبيا لا تزال تجري مشاوراتها مع كل الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق حول موعد ومكان الحوار الوطني.

يأتي ذلك في أعقاب الإعلان عن تأجيل جلسة الحوار الليبي التي كان مقررا عقدها أمس الاثنين برعاية المنظمة الدولية.

وتشهد ليبيا مواجهات عنيفة وأزمة سياسية نتج عنها حكومتان وبرلمانان إحداهما برئاسة عبد الثني المشكلة من قبل مجلس النواب (البرلمان) المعترف به دوليا و الذي يباشر مهامه من طبرق (شرق)، والثانية حكومة الحاسي المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام الذي يتخذ من العاصمة الليبي طرابلس مقرا له ،بعد سيطرة المليشيات المتطرّفة "فجر ليبيا" عليها بقوّة السلاح.