شكلت جماعات متشددة في مدينة درنة الليبية، الخارجة عن سلطة الدولة، "مجلس شورى مجاهدي" المدينة، الذي يضم مختلف المقاتلين الإسلاميين تحسبا لأي هجمات قد يشنها الجيش الليبي على هذه المدينة الواقعة شرق البلاد.

ويأتي الإعلان عن تشكيل الائتلاف الجديد في وقت أعلنت فيه قيادات عملية الكرامة عزمها تدشين عملية عسكرية لـ"تطهير درنة من التنظيمات المتطرفة".

ويخوض الجيش الليبي قتالا عنيفا لتطهير مدن ليبية واقعة تحت سيطرة الميليشيات المتشددة في شرق البلاد وغربها، وحقق نجاحات كبيرة خلال الفترة الأخيرة في بنغازي ومناطق قريبة من الحدود مع تونس.

وأعلنت رئاسة أركان الجيش الليبي المنبثقة عن البرلمان المجتمع في طبرق (شرق) عن عزمها "استعادة درنة من يد الجماعات الإرهابية المسيطرة عليها".

وتعهد رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني قبل أيام بالقيام بعملية واسعة لاستعادة العاصمة طرابلس من ايدي ميليشيات "فجر ليبيا" والجماعات المتطرفة.

وقال "مجلس شورى مجاهدي درنة" في أول بيان نشر مساء الجمعة إن "الجميع شاهدوا ما حل ببنغازي المنكوبة من دمار للمؤسسات وهدم للبيوت وحرق للمساجد والجامعات على أيادي أتباع حفتر الآثمة" وفق تعبيره، مشيرا إلى أن "أبناء وثوار المدينة تنادوا ووحدوا صفوفهم وشحذوا هممهم وتعاهدوا على دفع العدو إحقاقا للحق ونصرة للمظلومين" وفق نص البيان

ودعا المجلس في بيانه جميع سكان المدينة الى الانخراط في الائتلاف، وتوجه الى الاسلاميين الذين يقاتلون في بنغازي "إننا معكم في حرب المجرم حفتر وجنوده (...) سترون منا ما تقر به أعينكم وتسر به قلوبكم ولن تؤتوا من قبلنا بإذن الله"على حد قوله.

وتفيد تقارير غربية بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكن من السيطرة على مدينة درنة الساحلية، شرقي ليبيا، القريبة من الحدود المصرية، والتي تبعد نحو 200 ميل عن الشواطئ الجنوبية لأوروبا.

وتقول مصادر ليبية إن التنظيم المتشدد استغل وما يزال الفوضى السياسية في البلاد، ويقوم بالتوسع غربا على امتداد الشواطئ الشمالية بليبيا، وأن عدد مقاتليه في درنة يبلغ 800 عنصر، فيما يصل التعداد السكاني في درنة إلى نحو 100 ألف نسمة.

وكان تنظيم جهادي ليبي يطلق على نفسه "تنظيم النصرة" قال عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، في يونيو الماضي إنه يتبع تنظيم "داعش". لكن حجم وتسليح التنظيم، الذي ينشط في شرق ليبيا، ما يزال غير معروف على وجه الدقة.

وكان مسلحون إسلاميون نظموا مساء الجمعة في درنة عرضا عسكريا لآليات ومقاتلين يحملون الرايات السوداء، وذلك تمهيدا لاعلان تشكيل المجلس.

وكان اسلاميون متشددون بينهم جماعة "أنصار الشريعة" التي صنفها مجلس الأمن الدولي "إرهابية" أعلنوا تشكيل "مجلس شورى ثوار بنغازي" للتصدي لقوات الجيش الليبي بعدما أطلق الأخير "عملية الكرامة" في 16 من مايو الماضي بهدف "اجتثاث الإرهاب" من ليبيا.

كما أعلن البيان دعمه لمجلس شورى ثوار بنغازي (ميليشيات إسلامية ) موجها كلمة لهم بالقول "وسترون منا ما تقر به أعينكم وتسر به قلوبكم".

وفي 16 من مايو الماضي دشن اللواء حفتر عملية عسكرية ضد ميليشيات مسلحة وتنظيم "أنصار الشريعة" في مدينه بنغازي (شرق) متهما إياهم بأنهم من يقف وراء تردي الوضع الأمني في المدينة وسلسة الاغتيالات التي طالت أفراد الجيش والشرطة وناشطين وإعلاميين.

*نقلا عن العرب