كشف عن معالم أثرية يعود أغلبها إلى القرن الخامس ميلادي والموجودة بالموقع الأثري بساحة "الشهداء" وسط العاصمة الجزائرية وهو المكان الذي اختارته السلطات الجزائرية لأن يكون متحفا يمر بمحاذاته "مترو العاصمة" و الذي كان الحفر في اشتعاله سببا في اكتشاف الموقع الأثري نهاية سنة 2006 الذي يتربع على مساحة حوالي 3250 متر مربع.

و تم الاطلاع على ما عثر عليه خلال عملية التنقيب التي انطلقت في 2013 بعد بعد عملية المسح التي انطلقت في 2009 والتي ستتواصل حتى عام 2015  والتي أظهرت حتى الآن في الجهة المنخفضة للموقع الأثري جزء من رصيف كنيسة مهجورة في القرن الخامس ميلادي، يحوي على فيسفاء. وبمحاذاة الكنيسة تمكن الفريق العامل والمؤلف من أثريين من المركز الجزائري للبحوث الأثرية والمعهد الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية من اكتشاف مقبرة بيزنطية شاسعة تعود إلى القرن السابع ميلادي تقع على أنقاض حي حرفيي الحديد (المعروف حاليا بالأحياء العتيقة الجزائرية) يعود إلى ما بين القرنين ال12 وال13 ميلادي، و الذي هدمته الإدارة الاستعمارية الفرنسية في 1832 لتشيد مكانه ساحة الحكومة التي أصبحت بعد الاستقلال ساحة "الشهداء".

و بالاضافة إلى ذلك يظهر للعيان آثار أخرى تعود إلى نفس الحقبة، تضم شبكة أحياء عريقة تمتد إلى نهاية الفترة العثمانية قبل عامم 1830 ميلادية. وضمن الاكتشافات التي تعود إلى القرنين ال17 وال18 ميلادي تم العثور على نافورة مغطاة بقطع السيراميك. كما يحوي الموقع الأثري على مسجد "السيدة" الذي كان يجاور بيت المال واللذان يتواجدان حاليا محل عملية تنقيب فيما تم العثور من جهة أخرى على قاعدة مئذنة مسجد وقاعة للصلاة يعود إنشاؤها إلى فترة ما قبل القرن ال15 ميلادي.

وأفاد رئيس المشروع "فرانسوا سوك"  أنه "من المتوقع أن يضم الموقع الأثري أكثر من ألفي سنة من تاريخ العاصمة، حيث من الممكن أن يضم الموقع آثار تعود إلى الفترة "الهيلنستية" التي تزامنت مع عهد جوبا الثاني". وأوضح رئيس المشروع "أن عملية الحفر وصلت إلى حد اليوم إلى عمق 3 أمتار و من المتوقع أن تصل إلى عمق 7 أمتار. و ستتواصل عملية التنقيب إلى غاية مارس 2015 للشروع فيما بعد في عملية تحليل ونشر نتائج البحث ليتم بعدها تهئية الفضاء المتحفي على شكل محطة ميترو والتي سيتم تشغيلها عمليا بساحة "الشهداء" في آفاق 2017.

وقد استلهمت السلطات الجزائرية و وزارة الثقافة القائمة على المشروع  فكرة إنشاء "محطة مترو -متحف" من التجربة الايطالية وكذا اليونانية في هذا المجال إذ أنشأت بلدية أثينا في 2004 "محطة مترو" التي تضم 10 آلاف قطعة أثرية من العصور القديمة تم اكتشافها اثر انجاز محطة المترو مدينة أثينا أيضا.