أثار إعلان «مجلس شورى شباب الإسلام» في درنة (شرق ليبيا) مبايعته لـ «داعش» تساؤلات في الأوساط الليبية، مقرونة بمخاوف من وصول مجموعات متشدّدة إلى البلاد، وبالتالي انتقال الحرب على الإرهاب إليها. ودعا «مجلس الشورى» الذي أعلن أخيراً «إمارة إسلامية» في درنة، إلى تجمّع جماهيري في «ساحة الصحابة» وسط المدينة أمس، لإبلاغ السكان بقرار «المبايعة» الذي ترافق مع عرض عسكري لـ «شرطة الإسلام»، هدفه إظهار «الانضباط والسيطرة»، وذلك غداة إطلاق متشدّدي درنة المدرّس البريطاني ديفيد بولام بعد احتجازه أكثر من ثلاثة أشهر، فيما أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن «المدرسة الأوروبية» في بنغازي التي كان يعمل فيها بولام، دفعة فدية إلى الخاطفين. 

وأتى إعلان متشدّدي درنة مبايعتهم «داعش» بضغط من أبرز تنظيماتهم وهو «أنصار الشريعة»، وسط تقارير عن جدل بينهم وبين قياديين في «الجماعة الليبية المقاتلة» المنحلة و»الإخوان المسلمين» الذين طالبوا بتأجيل هذا الإعلان إلى حين حسم معركة مطار بنينا في بنغازي (شرق) حيث يسعى ما يسمي تنظيم «مجلس شورى الثوار» المنصف دوليا كمنظمة ارهابية ،  إلى السيطرة عليه خلال معارك طاحنة مع الجيش الوطني  الليبي  بقيادة اللواء خليفة حفتر. وأبلغت  مصادر قريبة من مليشيات  «فجر ليبيا» أن قرار المبايعة شكل إحراجاً لها في وقت يسعى قياديون فيها إلى إقناع التيارات الإسلامية بعدم الظهور في الصورة وفيما تحاول «حكومة الإنقاذ» برئاسة عمر الحاسي، إقناع البعثات الأجنبية بما فيها الأمم المتحدة باستئناف نشاطها في العاصمة طرابلس. ورأت المصادر ذاتها أن قوّات «فجر ليبيا» التي تشكّل تحالفاً لمقاتلين من انتماءات مختلفة، وتضمّ معتدلين ومتشدّدين، بدأت تشهد تجاذبات داخلية منذ سيطرتها على طرابلس أواخر آب (أغسطس) الماضي، ما تجلّى أخيراً في مشاركة بعض النواب المحسوبين عليها في حوار برعاية الأمم المتّحدة عُقد في مدينة غدامس مطلع الأسبوع الماضي، فيما رفض نواب آخرون قاطعوا جلسات البرلمان الليبي تلبية الدعوة إلى الحوار، تجاوباً مع رغبة قياديين ميدانيين وناشطين. ولاحظ مراقبون مستقلون أن قرار المبايعة ترافق مع «عمليات انتحارية» نفّذت ضد قوات الجيش الليبي الأسبوع الماضي، ما يثير تساؤلات حول تصاعد دور المتشدّدين في العمليات العسكرية للسيطرة على مطار بنغازي، ويعطي مشروعية للغارات الجوية التي تشنّها طيران الجيش الوطني الليبي الذي أعلن أن حربه تستهدف تطهير البلاد من «الإرهاب». وتواصلت المعارك متقطّعة في بنغازي في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وشنّت طائرات الجيش الليبي  غارات جوية استهدفت مواقع المتشددين الذين ردّوا بقصف مدفعي وصاروخي. وأفادت تقارير بأن الغارات أدت إلى مقتل حوالى 46 مقاتلاً من  ما مليشيات «مجلس شورى الثوار بنغازي » المنصف دوليا منظمة ارهابية ، فيما تراجعت حدّة المعارك في محيط المطار أمس.