تجدد الجدل حول دور الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك خلال حرب أكتوبر التي شنتها مصر وسوريا ضد إسرائيل في الذكرى الـ41، التي تحل اليوم الاثنين، باعتباره قائد سلاح الجو إبان الحرب.ورغم أن هذا الجدل لم يتوقف منذ إجبار مبارك على التنحي تحت وطأة ثورة شعبية في يناير/كانون الثاني 2011 ضد حكم استمر أكثر من 30 عاما، لكنه اكتسب هذا العام زخما، كونه يأتي في ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ذو الخلفية العسكرية، وهو ما كان يقتضي إعادة الاعتبار لمبارك، وفق أنصاره ممن يسمون أنفسهم بـ"أبناء مبارك".

فقبل أربع سنوات كان ينظر لمبارك باعتباره أحد أهم قادة حرب أكتوبر بقيادة سلاح الجو الذي نفذ ضربة مركزة مهدت الطريق أمام سلاح المشاة والمدرعات لعبور قناة السويس، وكثيرا ما كانت تحفل القنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة بأغاني وبرامج تبرز هذا الدور.غير أن هذا الحال لم يستمر عقب تنحيه عن الحكم وباتت وسائل الإعلام المحلية تتجاهل اسمه عند الحديث عن قادة الحرب، واليوم الاثنين، صدر ملحق في جريدة "الأهرام" (مملوكة للدولة) بمناسبة ذكرى الحرب لا يتضمن أي ذكر لاسم مبارك.وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، شنت مصر وسوريا حربا على إسرائيل، بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وأفضت في النهاية إلى انسحاب إسرائيل من سيناء بعد اتفاق سلام بين البلدين، فيما لا يزال قطاع من الجولان محتلا. وتسمي إسرائيل هذه الحرب بـ"حرب الغفران"؛ لأنها تزامنت مع احتفال اليهود بعيد "يوم الغفران" (كيبوبر).

ويرى أنصار مبارك أن ثورة 25 يناير ظلمته، ولم تعطه حقه كقائد عسكري، وقال محمد وجدي، على صفحة "أبناء مبارك" بموقع "فيس بوك": "كنا ننتظر من الرئيس السيسي إعادة الاعتبار لمبارك في ذكرى حرب أكتوبر".ولا يرى وجدي وأقرانه أن لمبارك "أخطاء سياسية" محت تاريخه العسكري، وأضاف:" مبارك من وجهة نظري أفضل رئيس تقلد السلطة في مصر".وأعلن "أبناء مبارك" عن تنظيم وقفة أمام مستشفى المعادي العسكري، حيث يتواجد مبارك، في وقت لاحق اليوم، لتحيته على دوره في الحرب.كما دشنوا صفحة بعنوان "نسر أكتوبر"، في إشارة إلى منصبه إبان الحرب، كقائد لسلاح الجو.

أما معارضو مبارك فيرون أن الـ30 عاما التي قضاها في حكم البلاد حفلت بـ"الأخطاء السياسية التي تمحو أي تاريخ عسكري له"، بل إنهم شككوا أيضا في تاريخه العسكري.

وتساءل طارق عاطف، عبر إحدى الصفحات المناهضة لمبارك بموقع "فيس بوك"،: "عن أي تاريخ عسكري يتحدثون؟.. مبارك زور في صورة غرفة العمليات الرئيسية التي قادت الحرب، والدليل الصورة المفبركة".ونشرت بعد ثورة يناير صورة لغرفة عمليات الجيش إبان الحرب، قيل إنها الصورة الأصلية التي حرفها الرئيس الأسبق، وتضم الصورة بحسب الترتيب العسكرى الرئيس الراحل محمد أنور السادات باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبجواره وزير الحربية الفريق أحمد إسماعيل ثم الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان، ثم اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس غرفة العمليات، ويليهم قادة الأفرع الرئيسية بالجيش وبينهم قادة القوات الجوية والدفاع الجوى والمظلات والجيشين الثانى والثالث الميدانين، وتختلف هذه الصورة عن تلك المتداولة في الإعلام وفيها حل مبارك مكان الشاذلي.وما بين أنصاره ومعارضيه فريق ثالث يقر أن للرجل تاريخ عسكري، وفي نفس الوقت له أخطاء سياسية، ويقول أنصار هذا الفريق أن الأخطاء السياسية لمبارك لا تبرر محو تاريخه العسكري.

وقال اللواء المتقاعد بالجيش المصري محمد علي بلال، لوكالة الأناضول،: "مبارك وقع في أخطاء سياسية، ولكن هذا لا يبرر محو تاريخه العسكري".واعتبر أنه ليس من اللائق حاليا، وبينما هناك قضية منظورة أمام المحكمة تخص مبارك، أن يتم التطرق إلى تاريخه العسكري .. فلكل مقام مقال، حتى لا يوصف ذلك بأنه محاوله للتأثير على قرار المحكمة، لكن عندما تفرغ المحكمة من نظر القضية ويصدر القرار، سيحصل مبارك على حقه كأحد قادة الحرب.وأضاف: "التاريخ دائما ما يذكر إيجابيات وسلبيات كل شخصية، ومهما كانت هناك محاولات لطمس الإيجابيات، سيأتي وقت ويتم إظهارها.

ويحاكم مبارك أمام محكمة استئناف القاهرة بتهمة قتل المتظاهرين إبان الثورة التي أنهت حكمه واتهامات أخرى بالفساد المالي، وكان من المقرر أن يصدر حكما في القضية يوم 27 سبتمبر / أيلول الماضي، غير أن القاضي مد أجل إصدار الحكم إلى شهر نوفمبر المقبل.وفي مرافعته أمام المحكمة قبل إغلاق باب المرافعات وتحديد موعد لإصدار الحكم، نفى مبارك تلك الاتهامات، وحرص على التذكير بتاريخه العسكري ودوره في حرب أكتوبر 1973.