أثارت مبادرة الرئيس المنتهية ولايته "منصف المرزوقي" القاضية بتأسيس "حراك شعب المواطنين" امتعاض بعض  السياسيين على الساحة التونسية .

فمن جهته ، قال "زياد الاخضر" أمين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (حزب  يساريّ) أنه كان من  الأجدى على الرئيس  المنتهية  ولايته "منصف المرزوقي" تقييم  عمل حزبه (المؤتمر من  اجل  الجمهورية ) وتجربته السياسية في  الحكم  ، عوض  ان  يعلن عن  تأسيس مبادرة "حراك شعب المواطنين".

 وقال الاخضر في تصريح صحفي: "في  تقديري اعتبر هذا القرار كارثة جديدة يأتيها المنصف المرزوقي، فشعب المواطنين هي تسمية تقسم التونسيين الى جزء مواطنين وجزء غير مواطنين ومرة أخرى يصر خلالها المرزوقي على تقسيم التونسيين الى تصنيفات عديدة".

وأضاف "المبادرة التي اطلقها الرئيس المنتهية ولايته  لا علاقة لها بالثورة بقدر ما لها علاقة بخطاب متشنج لا يمكن ان يؤسس الا لتنظيم سياسي بوجه فاشستي ونحن نتمنى ان يعود العقل والحكمة الى المرزوقي ويقيم اداءه وينأى بنفسه عن هذه الدعاوي".

 في المقابل ، قال "زياد بن سعيد" المنسق الاعلامي لحملة الرئيس المنتهية ولايته ، ان مبادرة (حراك شعب المواطنين) التي اطلقها المرزوقي امس الثلاثاء 23 ديسمبر كانون الاول ليست حزبا بل هي حراك سياسي يضم المدافعين عن الديمقراطية ولم يتحدد شكلها بعد.

واوضح "زياد بن سعيد" في تصريح لوكالة  الانباء التونسية الرسمية "ان القيادات الحزبية والمواطنين الذين شاركوا في الحملة الانتخابية للمرزوقي سيحددون مصير وشكل هذه المبادرة" مشيرا الى "ان الهدف منها هو الدفاع عن مبادئ الثورة ودعم الوحدة الوطنية".

وكان محمد المنصف المرزوقي الرئيس المنتهية ولايته اعلن امس عن تاسيس "حركة شعب المواطنين"، داعيا كل التونسيين الذين يرفضون "الإيديولوجيات التافهة والمتعلقين بقضاياهم الحقيقية والرافضين لما يسمى بالحداثة التي تهتم بالمظاهر التافهة الى الالتحاق به".

ويرى  المتابعون  للشأن  السياسي في  تونس ان مبادرة  المرزوقي ستستقطب قواعد حركة النهضة الاسلامية بدرجة اولى خاصة  ان قواعد الحركة مثلوا  حجما كبيرا من  الاصوات التي  حصدها  في  الانتخابات  الرئاسية في  دورها  الثاني .

وفي هذا الشان اكد " عبد الفتاح مورو" القيادي بحركة النهضة الاسلامية والنائب الأول للبرلمان التونسي ،عبر موجات إحدى  الاذعات  الخاصة  أن أبناء حركة النهضة لا يمكن أن يغادروا حزبهم ويتّجهوا الى حركة شعب المواطنين التي أسسها المرزوقي لأنهم متمسكون بمبادئ حركة النهضة وأفكارها.

واعتبر أن أبناء حركة النهضة ليسوا معروضين للبيع لأي طرف سياسي كان.

وشدّد على الدور المفصلي الذي يجب ان يضطلع به المرزوقي في مرحلة ما بعد الانتخابات على مستوى إتمام المرحلة الانتقالية ودعوة الشباب إلى نبذ العنف والتأثير فيهم بإيجابية.

وفي موضوع متصل بالرئيس المنتهية ولايته شهدت ولايات الجنوب التونسي احتجاجات عنيفة بين انصاره وقوات الامن كانت حصيلتها ثقيلة تمثلت في  تسجيل عدد من الايقافات وإصابات في صفوف الامن والمدنيين اضافة الى الإضرار بمقرات السيادة في هذه الجهات.

وبخصوص ما يجري في الجنوب  التونسي دعا "محسن مرزوق" مدير حملة الرئيس  المنتخب الباجي "قائد السبسي" والقيادي في نداء تونس شباب هذه الجهات  الى التعقل والتعبيرعن  مواقفهم بطريقة  سلمية واحترام ما  افرزه  الصندوق.

واكد "محسن  مرزوق" ان الجنوب التونسي سيكون ضمن اولويات البرامج التنموية والاقتصادية للحكومة القادمة.