قتل شخصان، اليوم الثلاثاء، في مدينة "غاو" شمالي مالي، إثر تعرّضهما إلى طلق ناري، خلال احتجاجات ضدّ البعثة الأممية (منيسما) المنتشرة في المنطقة، وفقا للمتحدّث باسم البعثة في مالي "أوليفييه سالاغادو".

وأوضح "سالاغادو"، في تصريح للأناضول، أنّ "الحصيلة الأولية للاحتجاجات تعدّ قتيلين و6 جرحى في صفوف المتظاهرين"، مضيفا أنّ "المحتجّين هاجموا معسكر القبّعات الزرق، مستخدمين الحجارة والزجاجات الحارقة (المولوتوف)، ما أسفر عن جرح اثنين من عناصر البعثة الأممية، فكان أن ردّت القوات باستخدام الغاز المسيل للدموع".

وتظاهر أكثر من ألف شخص، اليوم الثلاثاء، في الحيّ الذي يضم مقرّ البعثة الأممية في "غاو"، احتجاجا على مشروع اتفاقية إنشاء منطقة أمنية مؤقتة، ستقوم "المنيسما" بتوقيعها بالتنسيق مع الحركات الأزوادية التي تضمّ المجموعات المسلّحة الانفصالية في الشمال المالي، وفقا لشهادات للأناضول.

وردّد المحتجون شعارات من قبيل "لا لتقسيم مالي"، و"لا للحكم الفديرالي أو الذاتي في أزواد".

ويعتقد المحتجون أّنّ هذا الاتفاق من شأنه أن يفتح الباب أمام الحكم الذاتي للأزواد، وهو ما يعدّ موضع معارضة من قبلهم، حيث قال أحدهم، ويدعى "الطيوبي مايغا"، في تصريح للأناضول "عندما وصلنا إلى مقرّ المنيسما، أطلق القبعات الزرق النار علينا باستخدام الذخيرة الحية، مما أسفر عن مقتل اثنين منا وجرح 7 آخرين".

الخبر أكّده، من جهته، "أبوباكرين أبوهاياتا"، مدير الإذاعة المحلية بمدينة "غاو"، في اتصال أجراه معه مراسل الأناضول، مؤكّدا أنّه كان من ضمن شهود العيان واكبوا الاحتجاجات.

وفي السياق ذاته، قال مصدر مقرّب من البعثة الأممية للأناضول، إنّ قوات حفظ السلام استخدمت الغاز المسيل للدموع من أجل إجبار أكثر من ألف متظاهر على التراجع، وهو ما ردّ عليه هؤلاء بإلقاء الحجارة في اتّجاه مقرّ البعثة.

وكانت مالي شهدت انقلابا عسكريا في مارس/ آذار 2012، تنازعت بعده "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" مع كل من حركة "التوحيد والجهاد"، وحليفتها حركة "أنصار الدين" اللتين يشتبه في علاقتهما بتنظيم القاعدة، السيطرة على مناطق شمالي البلاد، قبل أن يشن الجيش المالي، مدعومًا بقوات فرنسية، عملية عسكرية في الشمال يناير/ كانون الثاني 2013 لاستعادة تلك المناطق.