أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أنه بحاجة إلى تقديم بادرة للفلسطينيين للخروج من المأزق الحالي بين الطرفين.

ويزور نتنياهو باريس قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الذي سيحاولون فيه تقديم جبهة موحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأدان ماكرون جميع الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل وأبلغ نتنياهو أنه ضد قرار ترامب وأن القرار يمثل "تهديدا خطيرا للسلام".

وقال ماكرون "طلبت من رئيس الوزراء نتنياهو تقديم بعض الإيماءات الشجاعة تجاه الفلسطينيين للخروج من المأزق الحالي" مشيرا إلى أن تجميد البناء الاستيطاني قد يكون خطوة أولى.

وأكد مجددا أن فرنسا تعتقد أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وانتقدت الدول الأوروبية، شأنها في ذلك شأن معظم الدول، قرار إدارة ترامب الأسبوع الماضي والذي خالف السياسة الأمريكية المستمرة منذ عشرات السنين. وتعتبر إسرائيل القدس بالكامل عاصمتها بينما يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقلة في المستقبل.

ورد نتنياهو على ماكرون قائلا إنه بمجرد أن يعترف الفلسطينيون "بحقيقة" أن القدس عاصمة إسرائيل فسوف تنطلق جهود السلام أسرع.

وقال نتنياهو "أهم شيء بشأن السلام هو الاعتراف قبل كل شيء بأن الطرف الآخر له الحق في الوجود. أحد ظواهر ذلك الرفض هو رفض مجرد الجلوس مع إسرائيل".

وأضاف "هذه هي البادرة التي أقدمها... للسيد (محمود) عباس أن نجلس ونتفاوض على السلام. هذه بادرة للسلام. لا شيء أبسط من ذلك".

وقال ماكرون إنه لا يتوقع أي انفراجة على المدى القصير لكن من المهم انتظار مبادرة السلام التي من المتوقع أن تطرحها الولايات المتحدة في أوائل العام المقبل قبل التخلي عن وساطة واشنطن في حل الصراع.

وقال ماكرون "لا أعتقد أننا بحاجة لمزيد من المبادرات" واستبعد جهود وساطة فرنسية جديدة بعد عقد مؤتمر السلام في باريس في يناير كانون الثاني الماضي.

وبسؤاله عن حالة الاستياء في مختلف أرجاء المنطقة بسبب قرار ترامب، بما في ذلك الانتقاد الشديد من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال نتنياهو إنه لن يتلقى دروسا في الفضيلة من الزعيم التركي.

وقال نتنياهو إن دولا عربية كثيرة تأخذ صف إسرائيل للتصدي لخطر إيران على المنطقة.

وأضاف "تعترف دول عربية كثيرة بأن إسرائيل ليست عدوا لهم لكن حليفتهم التي لا غنى عنها".

وتابع قائلا "دول في المنطقة ما زالت لا تربطها علاقات رسمية بنا. يمكن أن يزداد هؤلاء لكن هذا لا يعني تحقق سلام رسمي دون بعض التقدم مع الفلسطينيين".

وقال نتنياهو إنه سعى إلى استغلال العلاقات الأوثق مع الدول العربية لعزل المتطرفين والتصدي لإيران.

وأضاف "ما تحاول إيران القيام به هو ترسيخ وجودها عسكريا بقوات برية وجوية وبحرية في سوريا بهدف واضح وهو قتال إسرائيل وتدميرها. لن نتساهل في ذلك وسندعم كلماتنا بالأفعال