يسمى اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية وهو اليوم الأول من مناسطك الحج قبل نية الدخول في النسك ولبس الإحرام يستحب للمتمتع أن يغتسل ويتنظف ويقص أظافره ويحف شاربه ويلبس الإزار والرداء الأبيضين (وأما المرأة فتلبس ما شاءت غير القفازين والنقاب وهو البرقع) وأما القارن والمفرد فيكون عليهما الإحرام من قبل فلا يفعلان كما يفعل المتمتع من قص وغيره. وفي وقت الضحى من هذا اليوم، تحرم من المكان الذي أنت نازل فيه (حيث تنوي أداء مناسك الحج). ثم تقول: لبيك حجاً وهو ما يسمي بـ (الإهلال بالحج). إن كنت خائفاً من عاتق يمنعك من إتمام الحج فاشترط وقل بعد الإهلال بالحج (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني). وإن لم تكن خائفاً فلا تشترط؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -لم يشترط. بعدما تنوي الحج يجب عليك أن تتجنب محظورات الإحرام جميعاً. ثم تكثر من التلبية وهي (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) ولا تقطعها حتى ترمي جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة.
ثم تنطلق إلى منى وأنت تلبي حيث تصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها حي تصلي الرباعية منها ركعتين (قصراً) بلا جمع. ولا فرق بين الحجاج من أهل مكة وغيرهم فالجميع يقصر الصلاة. لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحافظ على شئ من السنن الرواتب في السفر إلا سنة الفجر والوتر. وينبغي أن تحافظ على الأذكار الثابتة التي وردت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها. ثم تبيت في منى هذه الليلة.
ومن مخالفات اليوم الثامن من ذي الحجة:عدم سؤال أهل العلم عما خفي من أحكام الحج فترى كثيراً من الحجاج يقومون بأداء الحج بناء على ما يرونه من فعل العامة من الناس ولسان حالهم يقول: رأيت الناس يفعلون شيئاً ففعلت وهذا عين الجهل ولا يعذر من خطأ في ذلكم؛ لأن الله تعالي يقول: (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). كثير من الحجاج (يضطبع) من هذا اليوم إلى نهاية الحج، وهذا خطأ فالاضطباع لا يشرع إلا عند طرف القدوم فقط. اعتقاد بعض النساء أن لثياب الإحرام لوناً خاصا (كالأخضر مثلا) وهذا من الجهل والخطأ فالمرأة تحرم بثيابها العادية الشرعية إلا ثياب الزينة، غير أنها لا تلبس النقاب ولا القفازين. من الحجاج من يستعد للإحرام بأمور محرمة كتقصير أو حلق اللحية أو إسبال الإزار ونحو ذلك مما ينقص أجر الحج.