وصف الكاتب والمحلل السياسي نوري المزوغي، دعوة عدد من النواب إلى تجريم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في هذا التوقيت بأنها "كلمة حق أريد بها باطل".

وقال المزوغي، في تصريح لـ"بوابة أفريقيا الإخبارية"، "نتفق مع الموقعين على العريضة بأن جماعة الاخوان المسلمين هي إحدى الأدوات التي أفسدت الحياة السياسية في ليبيا، بل يمكن القول إنها الأكثر وأشد إفسادا، وقد كان من المفترض معالجة مسألة شرعيتها قبل أربع سنوات مضت حينما بلغت أوج نشاطها بانقلابها على نتائج انتخابات عام 2014 وما أعقب ذلك من تشظ واقتتال، لكن ما حدث حينها كان على العكس تماما حيث اعتبر مجلس النواب الجماعة بأذرعها ومكوناتها السياسية ورموزها شركاء في الوطن وفي العملية السياسية وكانت طرفا رئيسيا في كل حوارات ومسارات التسوية السياسية سواء حوار الصخيرات أو الليبي ليبي أو ما تلاهما، كما شكلت كوادرها جزءا مهما من قيادات الأجسام المنبثقة فضلا عن تبوؤها مراكز قيادية بارزة في أغلب المؤسسات السيادية بالدولة الليبية".

وتابع المزوغي، "إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي جد أو استجد من أمر هذه الجماعة حتى تغير موقف أعضاء مجلس النواب من النقيض إلى النقيض بحيث صار شريك الأمس إرهابي اليوم؟ ثم هل المقصود بالتجريم كيان الجماعة منفردا، أم سيشمل كل الأحزاب والكيانات التابعة لها والمقربة منها؟ وفي حال كان التجريم شاملا فما هو مصير الاتفاقات السياسية المبرمة بمشاركتها والأجسام المنبثقة عن هذه الاتفاقات؟".

واختتم المزوغي تصريحه قائلا "سياسيا، لا يمكن فهم هذه الخطوة سوى إحدى محاولات تيار بذاته داخل مجلس النواب خلط الأوراق والتهرب من الاستحقاقات القادمة التي فشل المجلس في اعتماد رؤية وطنية واضحة للتعامل معها، بل فشل حتى في مجرد الالتئام".