8 ملفات رئيسية، أبرزتها الصحافة الروسية والمصرية، على طاولة المباحثات بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارته المرتقبة غدا الإثنين، للقاهرة، والتي تعد الأولى من نوعها منذ 10 سنوات.

والملفات الثمانية هي، الأوضاع في سوريا، وفي ليبيا، والتسوية الفلسطينية والإسرائيلية، ومكافحة الإرهاب، ومناقشة ملف الغاز، والتعاون النووي، والاستثماري، والعسكري الفني.

التقارير الإعلامية الروسية، ركزت في تناولها لزيارة بوتين، على بيان أصدره الكرملين قبل يومين يتناول الملفات التي ستثار خلال اللقاء ومنها "الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخصوصا العراق وسوريا وليبيا، إلى جانب عملية السلام الفلسطيني الإسرائيلي".

كما ركزت على تصريح صحفي ليوري يوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي يتناول فيه بشكل مفصل طبيعة الملفات التي سيتطرق لها الرئيسان.

وقال يوشاكوف إن زيارة بوتين التي تستغرق يومين، تأتي "استجابة لطلب الرئيس المصري الذي أراد أن يخصص أكبر قدر ممكن من الوقت للتواصل مع بوتين، كي يبحث معه سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، جوانب التعاون بين البلدين والقضايا الدولية الأكثر سخونة".

ووصف الزيارة بأنها "مثيرة للاهتمام"، موضحاً أنه هناك "كيمياء جيدة جدا تجمع بين الرئيسين، حيث يتعاطفان مع بعضهما البعض".

مساعد الرئيس قال في تصريحه الصحفي إنه "من المقرر أن يناقش الرئيسان قضايا التعاون، بما في ذلك تبادل شامل ومتوقع لوجهات النظر حول منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، منها تطورات الأوضاع في ليبيا والأزمة السورية، والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية".

إلى جانب "قضية مواجهة التنظيم الإرهابي داعش بكل جوانبها، بما في ذلك الطريقة التي تمكن التنظيم من الحصول على النفط الذي يعد من أبرز موارد تمويل نشاطاته"، حسبما أضاف يوشاكوف.

وحول برنامج الزيارة، قال مساعد الرئيس الروسي: "القادة (السيسي وبوتين) سيعقدان مباحثات ثنائية معا مساء الإثنين، في حين تعقد المحادثات الرسمية يوم الثلاثاء، كما سيحضرها وزراء وممثلون عن دوائر رجال الأعمال، ثم مؤتمر صحفي وغذاء نيابة عن الرئيس المصري".

وأوضح المساعد: "نحن نعمل بنشاط من أجل تنويع وزياد تدفق السلع، وهذا سيسهل من التوصل إلى اتفاق بشأن منطقة تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الاقتصادي الأوروأسيوي.

وبحسب يوشاكوف فإنه من المقرر أن تعقد مجموعة خاصة معنية بهذا الأمر اجتماعها الأول في مارس/آذار وأبريل/نيسان المقبلين بالقاهرة لمناقشة "نمو الاستثمار" الروسي في مصر.

ولفت يوشاكوف إلى تعاون نووي محتمل يتعلق بـ"إنشاء محطة نووية ذات تصميم روسي".

كما من المنتظر أن يتم توقيع عدد من الوثائق، بما في ذلك مذكرة تفاهم بين وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة الاستثمار المصرية بشأن مشاركة الشركات الروسية، ومذكرة أخرى بشأن مساهمة مشتركة في مشاريع الاستثمار في كلا البلدين.

وأيضاً سيتم توقيع اتفاق بين الحكومة الروسية والجامعة العربية لإنشاء مكتب تمثيلي في موسكو.

وخلال الزيارة التي تستغرق يومين، فإن الوفد، سيتضمن وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الزراعة نيقولاي فيودوروف، ووزير التنمية الاقتصادية ألكسي أوليوكايف، ووزير الصناعة ووزير التجارة والصناعة دينيس مانتوروف، ووزير الطاقة ألكسندر نوفاك، ورئيس شركة روساتوم الحكومية للطاقة النووية سيرغي كيريينكو، وصندوق الاستثمار المباشر الروسي.

أما الملف الثامن والأخير فسيتم مناقشة قضايا التعاون العسكري التقني، التي جرى مناقشتها في سوشي، من خلال مباحثات النائب الأول لوزير الدفاع الروسي.

في الجهة المقابلة، نقلت صحيفة الأهرام (المملوكة للحكومة في مصر) عن قوى سياسية ومسؤولين سابقين بالخارجية أراءهم في زيارة بوتين لمصر، والتي تأتي عقب 10 سنوات منذ أخر مرة قام بزيارة العاصمة المصرية.

ولم يتضمن حديث المسؤولين أي إشارة لطبيعة القضايا التي ستتناولها المباحثات بين الرئيسين السيسي، وبوتين، مكتفية بالاتفاق حول أن زيارة بوتين لمصر تأتي في وقت مهم ومناسب قبل المؤتمر الاقتصادي وفى ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حاليا، وأنه سيكون للزيارة نتائج إيجابية سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية أو فيما يتعلق بوجود رؤية مشتركة للظروف التي تمر بها المنطقة وكيفية الخروج منها.

غير أن الصحيفة نقلت في الوقت نفسه عن رئيس الجمعية المصرية الروسية للعلوم ومستشار وكالة الفضاء الروسية، حسين الشافعي، أن "مكافحة الإرهاب وحل الأزمة السورية سيتصدران أجندة اللقاء".

في الاتجاه نفسه، نقلت صحيفة الأخبار(حكومية) عن مصادر روسية رفيعة قولها إن "مكافحة الإرهاب وحل الأزمة السورية سيتصدران أجندة المباحثات بين الرئيسين، وإنها سوف تشهد إعلان مبادئ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين".

من جانبها، نقلت صحيفة المصري اليوم (خاصة) عن مصادر لم تسمها، أن "مكافحة الإرهاب ستكون من القضايا ذات الأولوية على جدول أعمال جلسة المباحثات الثنائية، بالإضافة إلى استكمال ملف الشحنات العسكرية ذات التقنية العالية، بما فى ذلك مقاتلات ميج 29، وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات من طراز كورنيت، وطوافات هجومية".

وشهد العام الماضى توقيع روسيا ومصر صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكى، وهى من الصفقات الأكبر على مدى أعوام كثيرة، والتى تتضمن المزيد من المروحيات المهمة لمصر، وذلك خلال زيارة قام بها الرئيس المصري.

وذهبت المصادر إلى تأكيد ما قاله مساعد الرئيس الروسي، بشأن وضع الخطوط العريضة للاتفاقيات المشتركة، خلال الزيارة، ومن بينها إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركى الروسى، بالقرب من موقع قناة السويس الجديدة.

كما اتفقت المصادر للمصري اليوم مع ما قالته مصادر أخرى لصحيفة "اليوم السابع" (خاصة) أن الرئيسين سيبحثان تنمية العلاقات بين البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإنسانية، والأوضاع فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة العراق وسوريا وليبيا، والصراع الفلسطينى- الإسرائيلى.

وتناولت تلك الصحف، ما أصدرته الرئاسة المصرية بشان الزيارة، في بيان الأربعاء الماضي، حيث قالت إن "السيسي وبوتين سيبحثان خلال الزيارة سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتبادلان الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكذا الموقف في كل من سوريا وليبيا، إضافةً إلى سُبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وغدا الإثنين، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة لمصر، بدعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.

ومنذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في شهر يوليو/ تموز 2013، شهدت العلاقات المصرية الروسية تقاربا ملحوظا.

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن بوتين، سيزور مصر مطلع العام الجاري.

وقال بوغدانوف في تصريحات نقلها موقع "روسيا اليوم" الإخباري الروسي عن وكالة "انترفاكس" الحكومية: "التحضيرات جارية على زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى مصر مطلع العام المقبل (الجاري)"، مضيفا: "التحضيرات تجري لزيارة رئاسية ردا على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا هذا العام (العام الماضي)"، في إشارة إلى مباحثات بين بوتين والسيسي أثناء زيارة الأخير إلى منتجع سوتشي الواقع على البحر الأسود، جنوب غربي روسيا في أغسطس/آب 2014.