حلت جمهورية أفريقيا الوسطى في مقدمة البلدان الأكثر خطورة على العاملين في المجالات الإنسانية داخل القارة الأفريقية.

وأفادت بعثة الأمم المتحدة العاملة في أفريقيا الوسطى بأن ما يقرب من 396 حادثا مباشرا أصاب عاملين في منظمات إنسانية وأصول تابعة لها خلال عام 2018، مقابل 337 حادثاً تم رصده في العام الذي سبقه.

ففي عام 2019 كانت مجموعة متمردة قتلت قبل أيام حارساً لمنظمة غير حكومية تعمل في المجالات الإنسانية في مدينة باتانجافو شمالي شرق إقليم أوهام، وقد تعرض الحارس للإصابة خلال فترة عمله لحراسة بناية المنظمة الإنسانية أثناء اندلاع العنف في المدينة، ورغم تلقي الحارس الإسعافات الأولية فإنه توفى متأثراً بجراحه.

وقالت المنسقة الأممية للجهود الإنسانية لدى جمهورية أفريقيا الوسطى نجاة رشدي، "لقد فجعنا جراء عملية القتل الخسيسة، التي تكشف مجدداً اللامبالاة الصارخة لحياة البشر وللمهام الرئيسية التي يقوم بها العاملون في المجالات الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى".

كانت أعمال العنف في أفريقيا الوسطى خلال عام 2018 شهدت عمليات نهب تعرضت لها 17 بناية ومستودعا بالإضافة إلى سرقة 30 مركبة تابعة لمنظمات إنسانية، وفي الوقت نفسه أعلنت 25 منظمة إنسانية تعليق أنشطتها بصفة مؤقتة جراء تلك الهجمات المتكررة والمتصاعدة.

وتابعت رشدي تصريحاتها قائلة "أدين جميع الهجمات ضد الطواقم الإنسانية، فالمدنيون والعاملون في المجالات الإنسانية ليسوا هدفاً" في هذا الصراع.

وتتعرض جمهورية أفريقيا الوسطى لحصار من متشددين إسلاميين من جانب ومتشددين مسيحيين على الجانب الآخر في أعقاب إطاحة الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي عام 2013 وتسيطر الجماعات المسلحة على ما يقدر بنحو 80% من الدولة التي تفتقر إلى أي منافذ بحرية، ويقطنها نحو 5ر4 مليون إنسان ويحتاج حوالي 3 ملايين من سكانها للمساعدات الإنسانية والحماية.