ما كتبه (علي صدقي عبد القادر ) كان يصب جميعه  باتجاه واحد ، وهو إننا الليبيين أن اردنا أن نكون جزء من تاريخ هذا العالم ،  وأن اردنا أن ننجو بانفسنا من كل ما يقصف به العصر من كذب وترهات واطماع والاعيب وكره وحقد ، فعلينا فقط أن  نتشبت بقيمة واحدة هي ( الحب ) هذا ما عاش لاجله وعمل عليه شاعرنا  طوال عمره.

 ( باليتنا حينها توقفنا جميعنا لنستمع اليه كي ننجو بليبيا بالتالي ننجو باطفالنا وباحلامنا  مما نكابده الان نتيجة لخسارتنا المحبة التي كان يدعو اليها عمره وشعره وكل ماجادت به محبرته  وقريجنه  لكننا جميعا  لم نكن نعي لم نستطيع  حينها ان نرتقي  لسر حكمته تلك  )

القيمة الكبيرة التي تفخر بها ليبيا،  شاعر الحب والشباب علي صدقي عبد القادر .. هذه بعضا من نقاط  مضيئة وفواصل مهمة من سيرة  تاريخية طويلة وعظيمة من الشعر والحب  والبدل والعطاء  عاشها  شاعرنا  لاخر يوم من حياته ، سيرة لاتكفي كتب العالم للاحاطة بها،  لكننا هنا نحاول صحفيا ولأجل رواد   ومتابعي (بوابة افريقيا ) لنجعلهم يقتربوا  اكثر من رموز ليبيا واعلامها وراياتها الثقافية والادبية  نحاول  هنا ان نقترب ما قدرنا لبحر الشعر  الكبير ..اسم الوردة (علي صدقي عبد القادر)

الناس في بلدي يحيكون النهار
 
حباً مناديلاً وشباكاً لدار
 
والفلُّ يروي كل ألعاب الصغار
 
فتعالَ واسمع قصة للانتصار .. للشعب
 
للأرض التي تلد الفخار
 
تلد النهار.

1ــكان (علي صدقي عبد القادر)  من اول الشعراء العرب رفقة الشاعر  (علي الرقيعي ) ومن الجانب الاخر من الوطن بالعراق (بدر شاكر السياب )و(نازك الملائكة ) وغيرهم  شعراء تلك الحقبة  كانوا  من أول من كتب قصائد النثر في الوطن العربي ،  لكن للاسف خلد التاريخ كل الاخرين وسجل بأسمهم بداية تدوين  (نص الحداثة )  لكنه لم يتوقف كثيرا عند  التجربة الرائدة لشعرائنا بل اسهم بذلك حتى نقادنا المحليين  لكن رغم هذا  يعد علي صدقي عبد القادر من مؤسسي مهرجان المربد بالعراق ، وهذا  بحد ذاته يعد اعترافا من شعراء المربد بأهمية شاعرنا بالنسبة لسجل تاريخ الشعر العربي وديوان روايته   .


2ـــ علي صدقي عبد القادر وقبل شعر التفعيلة وشعر النثر كان شاعر عمودي وعلى النسق العروضي وبامتياز رفيع وله اكثر من ديوان شعري على هذا النمط .. وهو صاحب قصيدة ( بلد الطيوب ) والتي تعد من اجمل القصائد التي غنت لليبيا وغناها المرحوم  ( محمود كريم ) ولحنها المولف الموسيقي والموسيقار  الفنان (علي ماهر) رحمهم الله جميعا وهي التي قدمنا ببعض ابياتها ملف نعريفنا بشاعرنا   ..

3ــــ في اول التسعينات اصدرت رابطة الكتاب والادباء عدد ثوثيقي لمجلة الفصول الاربعة  بأ سم (الاسم الحركي للوردة علي صددقي عبد القادر ) العدد 60 /1992 خصته للشاعر الكبير وارفقته  بنصوص مختارة له.. كان العدد زاخرا  بالدراسات النقدية رفقة سيرة ذاتية للشاعر واهم المواقف الادبية والثقافية التي انبراء لها شاعرنا طيلة عمره وقد ميز العدد كثير الكتاب الذين اسهموا فيه  بل واهمهم والذين اسهمو فيه جميعا وفاء وعرفان لجميل الشعر الذي  قدم علي صدقي  لليبيا طيلة  50 سنة من العطاء  الشعري ..

4ـ  لشهرته عربيا ودوليا  اطلق على شاعرنا اكثر من لقب منها السريالي الاخير ..جاك بريفر العرب ..  اطلق عليه هذا اللقب الاخير  بمهرجان( المربد) في دورته التاسعة .. سمي ايضا (شاعر الشباب  ) وهذا الاشهر محليا كذلك اطلق علية (الاسم الحركي للوردة ) بعد ان جاء كعنوان للوثيقة التي ذكرناها سابقا وهي العدد الخاص لــ (مجلة الفصول الاربعة ) وغيرها الكثير من الاسماء التي خص بها وقد اختير له  الاخير اسم الوردة لانه من اخر فترة  السبعينات عرف عنه أنه كان يضع في جيب الجاكيت الذي يرتديه وردة حمرا في اشارة لايمانه بأن الحب بين الناس هو السبيل الوحيد للتواصل معهم وقد كرس كل هذا في حياته في  كتاباته ايضا ، اذا أنه لم يكن  يضع فاصل بين يومياته كانسان وكتاباته كشاعر .

5ـ لم يكن شاعرنا منبهر بمباهج الحياة فهو يسكن شقة متواضعة بقلب مدينة طرابلس ، كم ان وسيلة نقله ولفترة  طويلة مثلا ظلت سيارته القديمة بيجو 504  خضراء اللون موديل اول الثمانينات هي السيارة التي عاشت معه لقرابة رحيله من الحياة وكان لا يحب القيادة  فكثيرا ما كان يركنها بمكان ما ويكمل اغلب رحلته وعادة ماتكون هي المسافة الاطول  لبيته أو للمكان الذي يقصده  سائرا على قدميه .

6ـــ لعديد من السنوات ظل مداوما على تقديم برنامجه المرئي (حفنة من قوس قزح) وقد عرض اغلبه قي شهر رمضان وقدم فيه مجموعة من  ادبياته ونثرياته والتي كان ينشرها عادة بالصحف  وكان من خلالها يريد أن يتواصل مع  المشاهدين ليوصل اليهم نطراته العامة للحياة  وفكرته التي لخص اليها ونهجه الذي اعتمده كاسلوب حياة والتي كانت  سمتها الاساس اشاعة روح المحبة بين الناس كانت هي اهم معالمها وخامها الأدبي الذي يقدمه  وقد استمر في تقديمه من سنة  1989 الى سنة 2007م

اخيرا لشاعرنا مجموعة مهمة من الدواويين الشعرية اهمها .. احلام وثورة سنة 57 ..وصرخة سنة 57 ..وزغاريد ومطر بالفجر سنة 66...الكلمة لها عينان سنة 70 ..ظفائر امي سنة اشتهاء 79... مع وقف التفيذ سنة 79  .

اخيرا المجموعة  الشعرية الكاملة سنة 85

وقد ترجمت اغلب اعماله للكثير من اللغات اهمها الانجليزية والفرنسية بل والصينية حتى  

7ــ بمدينة طربلس التي احبها ولد شاعر  ليبيا  ومن خلدها شعرا وقولا ومشاعر  بتاريخ 6/11/1924  

    وانتقل الى الرحاب الاعلى بمدينة طرابلس ايضا التي احبها واعطاها حبه وكل مشاعره ودفن بها  بشهر 9/ 2008

اخيرا 

 يقول الشاعر الكبير (مفتاح العماري ) اطال الله عمره عن شاعر شباب ليبيا ..علي صدقي عبد القادر (

من هنا ندرك مدى روعة تلك البداهة المكتشفة ببساطة نادرة للحد الذي يجعلك تشعر بعظمة الخيال وعفته.... شيء من الغرائيبية الآسرة تكمن دائماً في هذا الكلام.

ذلك لأن شاعرنا ينطق باسم الحلم حيث يتنفس الحدس برحابة وسط هذا الكون الفسيح حد الهلاك.)