هل ثمة أمل ..؟؟!

 أواجه نفسي بهذا السؤال كلما أدّلهم السواد أمام ناظري ,كلما صرخت روحي من الألم, هل ثمة أمل.؟؟ 

حين تطالعني الأوداج المنتفخة , والرؤوس الشامخة بالفراغ والهراء, .. أنزوي باكية وقلبي يتساءل : هل ثمة أمل .؟ 


 .. نعم .. ثمة حقول من  الأمل 

ليس أمل واحدا فقط , بل هو عالم من الأمل والإخلاص في العمل,عمل 

يتواصل ليلا ونهارا, سرا وعلانية,.. يذكرني بتلك الأغنية لمارسيل خليفة / 

إني اخترتك ياوطني حبا وطواعية .. 

إني اخترتك ياوطني سرا وعلانية ..

إني اخترتك ياوطني .. فليتنكر لي زمني 

ما دمت ستذكرني .. ياوطني الرائع ياوطني .

والوطن ليس مجرد أرض شاسعة,بحر وجبل وصحراء, الوطن   هو النّاس هؤلاء الذين دائما مايدفعون ثمن أي تغيير أوقلاقل تحدث في المكان الذي ينتمون إليه, يدفعون الثمن لأنهم لم يكنزوا ديناراً أودولار ولا الذهب والفضة , الشقق والفيلات والأرصدة في بنوك العالم, لأنهم ينتمون للوطن,وليس لمجرد مكان يغنمون منه .

.... أن أكون أباً لكل يتيم ...

فرج عمر, هكذا هو الإسم في صفحته على فيسبوك,أمّا سيرته فهي بسيطة مثل بساطة روحه النقية , يقول : 

" عشت 63سنة فقيرا معوزا جعلتني أحارب الفقر وأكره أن أراه في ديار غيري,عشت وكل أهلي واخوتي وأخواتي _معاقين صما وبكما فعملت أن امسح الام المعاقين _ عشت فقيرا بائسا وكنت سنوات من عمري _ في دار رعاية الأيتام _ أشعر بأنني يجب أن أكون أبا لكل يتيم " .

بهذه البساطة وبهذه الكلمات يقول "عمي فرج عمر " بعضا من حكاية, أمّا الحكاية الأروع فهي "جمعية عائشة أم المؤمنين "

سيرة من البذل والحنان والعطاء الدافق يرويها هذا الرجل / الوطن .

وصارت بحجم المخيمات ..؟

اسم الجمعية - جمعية السيدة عائشة للأعمال الخيرية والإنسانية - لرعاية الأرامل والأيتام والمطلقات والمهجرين والنازحين , تاريخ انشائها منذ 2014م,لكنني باشرت الأعمال الخيرية منذ 2012م حيث كنت أجمع التموين والأغطية للمهجّرين من كل أرجاء ليبيا في المخيمات التي يقيمون بها ,   كنت أجمع الأغطية والبطاطين والفرش المستعمل والصحون والثلاجات والأفران المستعملة وأقوم بأخذها لمخيمات - ككلة والقواليش وتاورغاء والمشاشية , وآخرين مهجرين من الجنوب الليبي والشرق 

لقد قمنا أنا وزوجتي وابني رضوان  بتأسيس الجمعية بعد ما كبرت أعمالنا وصارت بحجم المخيمات   .

.. هكذا بدأ السيد فرج عمر حديثه معي عن جمعية عائشة أمالمؤمنين , جمعية حين أتابع أعمالها , أوقن أن هذي البلاد لن تخرب,لأن ثمة

ملحا يحفظها,قلوب تخفق بمحبة أهلها,وأيدٍ كريمة تجود, سألته :

ماهي شروط الانتماء لجمعيتكم,وكم عدد أعضائها .؟

*" معي ثلات سيدات ورجلين وآخرين يأتون في أوقات متفرقة,يقومون

بواجبات طارئة في المناسبات,وهناك آخرين يتطوعون من خلال ما أكتب 

فيقدمون أنفسهم تلقائيا, وتجدين هذا على صفحتي وصفحة الجمعية على فيسبوك,لأني أحبّ شكر كل من يقدم يد العون , أما شروط أبدا وخاصة 

لأسر المخيمات والنازحين والمهجرين,نقدم لهم المساعدات لتخفيف وطأة الفقر والضنك وارتفاع الايجارات, ونكفل الأيتام بلاشروط   إلا أن يكون اليتيم مسجل بجمعية خيرية أخرى , والمطلقات والأرامل شرطنا أن 

يكون أولادهما قصر, وأن تحضر شهادة وفاة الأب بالنسبة للأرملة .

ويتم قبول الأسر وتسجيلها في شهر 12 من كل سنة , عند التأكد من عدم تسجيلهم في مكان آخر , أو تتضح أن لديهم فرص عمل من خلال الأوراق المطلوبة سنويا من القوة العاملة ,لكننا نقبل بعض الأسر المشردة في الحالات الطارئة والصعبة جدا جدا .

.._ أجد في صفحتك أخبارا عن تبرعات ودعم وعادة من أناس لايحبون ذكر اسمهم, فهل تدعمكم جهة ما .؟

.*" نتلقى في الدعم من أهل البر والاحسان من داخل وخارج ليبيا ,من الخارج جميعهم رجال أعمال ودكاترة يتابعون في منشوراتي ويستجيبون لكتاباتي,فيرسلون للجمعية شحنات من التموين والبطانيات وثمن المساعدات الإنسانية كالأدوية والعلاج , وقد أرسلنا العديد من المرضى على نفقة الجمعية للعلاج بمصر وتونس وتكفلنا ولازلنا نتكفل بشراء الأدوية للعشرات أو المئات من المرضى,والقسم المالي بالجمعية يعمل بشكل أكثر من رائع, وبكل ثقة وأقولها بأعلى صوتي -أننا نعمل بمستندات قبض واستلام وصرف بالبصم والتوقيع,ولو هناك أي جهة أو منظمة أو حتى وزارة تقوم بتوزيع الأموال على الأرامل والأيتام والمطلقات والفقراء والمساكين والمهجرين بنفس الكيفية والمقدار, إنني أتحداهم جميعا ليس غرورا ولاتكبر ولكن كل شيء موثق بالمستندات والأوراق والواصلات والبصم والتوقيع, ونتشرف, باطلاع أي شخص معنيٌّومهتم بكلامنا, وبلا فخر قدمنا الألاف من الدينارات 

لبعض المستشفيات لغرض انقاذها ,وأيضا زوجنا العشرات من الشباب 

وأثتنا  العشرات من البيوت بل نحن معنيون حتى بأسر السجناء .

وكل مانتلقاه هو زكاة وصدقات ودعم من إخواننا وأخواتنا الليبين والليبيات 

ولاتوجد أي دولة أو منظمة أو حزب أو أي جهة نتلقى منها المساعدات, ونحن نرفض قبول أي مساعدة من أي جهة أجنبية أو منظمات أجنبية ,وحتى هذه اللحظة لم نتلق أي دعم من أي حكومة ليبية أو حزب أو منظمة ليبية .


...- - أستاذ فرج أنتم جمعية رسمية مسجلة في مفوضية المجتمع المدني,

فلماذا لاتستفيدون من دعم منظمات دولية تتبع الأمم المتحدة مثل اليونسيف .؟


*" أتمنى ذلك ولكن الأمر يحتاج للغة الانجليزية , وراجعي منشوراتي من بداية انطلاقتنا , وجهت نداءات لدعمي ممن يجيدون اللغة الانجليزية وأن يتفضل ويتطوع معنا ونوفر له مكتب والقهوة والشاهي وكل الخدمات اللازمة 

مقابل أن يعرّف بنا وبأعمالنا للمنظمات الدولية التي لاتتدخل في السياسة ,وليس لديها املاءات وشروط تمس بكيان الوطن _ كالتنصير أو القاء محاضرات ايديولوجية أو تسعى لأهداف أخرى تمس بأمن الوطن والبلاد _

منظمات تساهم في برامج تنموية أو حرفية أو تعليمية أو حتى مساعدات طبية أو علاجية , كتبت عدة منشورات والعديد من النداءات فلم الاقي استجابة أو تعاون أو متطوعين للأسف الشديد .


- ياعمي فرج هناك في طرابلس مكتب اليونسيف التابعة للأمم المتحدة , وكان مقررا أن يكون لها لقاء بيوم الخميس 19يوليو بمنظمات المجتمع المدني " ولكن ألغي اللقاء بشكل مفاجيء " , وبالمنظمة من يتكلم العربية.؟


... كنت أوضحت وأوجزت ..؟؟

.*" لا أعرفها والله " اليونسيف "   وأول مرة أسمع بها,وحتى إن كان كذلك فالأمر يحتاج لمن يأخذني ويسهل لي عرض قضايا المهجرين والنازحين والفقراء والمشردين,فلازلت أسعى وأبحث  عن مقر كبير يكون صالح كدار لرعاية الأيتام - بطراز معيشي يختلف عن المتعارف عليه-والمسؤولين في الدولة يرفضون دعمي , ولا أحد يخبرني أو يتم اعلامي لا بالمؤتمرات ولا باللقاءات أبداولم أتلق أي دعوة من سنة 2012م حتى الآن لأي مؤتمر,

ولو حضرت هذا اللقاء لكنت أوضحت وأوجزت فأنا من يعايش الأوضاع 

على طبيعتها, اختلف عمن يقرأ أو يسمع عنها - أنا لست من المحظوظين 

الذين يشرفونهم بالسفريات والمؤتمرات لأني لا أسعى للنجومية أو السيلفي,

لم يتم استدعائي لأي مؤتمر يخص المهجرين والنازحين وأنا من يعمل ليل نهار من أجلهم, لكن هناك آخرين لايقدمون شيء ولايعرفون شيء وهم يلمعونهم دائما, أنا أعمل لله  ولوجهه الكريم,ولا أبحث عن الوجاهة أو النجومية أو الاعلام  .


... ثمة ألم في قلب يواصل الأمل ويد تواصل العمل الحقيقي , وعمي فرج عمر لايكفَّ عن الحلم والعمل , سألته عن طموحه أو ما يوّد ويسعى لتقديمه لهؤلاء ,النازحين والمهجرين والأرامل والأيتام  والمطلقات والفقراء والمساكين ... فأي إجابة كانت .؟؟!

*" أريد مقرا كبيرا يكون صالح كدار لرعاية الأيتام ولكن بشكل جديد غير متعارف عليه مختلف , أحتاج لمكان أو أحد المعسكرات المهجورة ليكون دارا لرعاية البنات والسيدات والمشردات_ بالعشرات _ لازلن تتقاذفهن الشوارع الخلفية ويسكنن في الأماكن القذرة ويمارسن الرذيلة بحجة أنه لايوجد من يأويهن أو يوفر لهن حياة عصرية كريمة .

ولا أريد من الدولة المال أو الدعم بكل أشكاله, فقط طالبتهم ولازلت أطالب حتى _ بمقر يكون مركز للتحاليل الطبية _ مجاني للأرامل والأيتام والمساكين,تجدين هذا في منشوراتي بصفحة الجمعية وصفحتي, فلا الدولة استجابت ولا المسؤولين تعاونوا معي, أريد الشروع في صيدلية لمرضى الأورام فلا أعطتني الدولة مقرا ولا أحد ساعدني بمبنى . ..؟!


هل تمنحنا بعضا من سيرة  فرج عمر المقرحي .؟ .. . هكذا سألت فأجابني 


*"  مواليد 1956م , في سنة 1964م تمّ ادخالي لدار رعاية الأيتام - مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية -  1970تمّ اخراجنا منها بسبب مشاكل البلاد ,فعملت في البحرية - المهنة بحار - أب لخمسة أشخاص ثلات بنات وولدين وجد وعندي 3أحفاد - منذ ترعرعت وأنا أعول وأعمل من أجل اخوتي المعاقين وأمي الكفيفة - رحمها الله - درست تقنية الأعماق البحرية في روسيا ويوغسلافيا - متقاعد منذ سنة 1988م- عشت ردحا من الزمن مريض وعاطل عن العمل - فسترتني زوجتي وهي طباخة معروفة في المناسبات وهي ذراعي وعصاي التي أتوكأ عليها حتى الآن,وسندي في كل أعمالي ولولاها ماعملت ولانجحت أعمالي ولاحتى كانت .

...  ختاما وأخيرا كلام لايجب أن أقوله لك ,ولكن مجبر عليه وهو التالي , 

رغم توزيعي للملايين من الدينارات من الأموال التي تأتي إلينا من أهل الفضل , فإنني وأتمنى زيارتك لبيتي لتري بأم عينك معيشتي أنا وأولادي وبناتي , سترين أني أعيش مثل أي فقير وآخذ تمويني ودوائي مثل أي فقير - وحسابي المصرفي واضح لكل شخص ,ولكني شقيت بكلام الذين يلومونني 

على وضعي المعيشي وأخجل , ويشهد الله ان العديد ممن أساعدهم أفضل مني حالا, ولله الحمد والشكر أرى الدنيا بمنظار واحد فقط وهو أن أولادي وبناتي  ينهضون أصحاء سالمين فتلك هي ساعة المنى عندي ولله الحمد والشكر , 63 سنة عشتها فقيرا معوزا جعلتني أحارب الفقر وأكره أن أراه 

في ديار غيري - عشت وكل أهلي اخوتي وأخواتي -معاقين صما وبكما -

فعملت أن أمسح الآم المعاقين - عشت يتيما بائسا,كنت سنوات من عمري في دار رعاية الأيتام - أشعر بأنني يجب أن أكون أبا لكل يتيم .