انتهت منذ قليل الجلسة الأولى للمؤتمر العالمي للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الـ 24 والذي حمل عنوان “عظمة الاسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه.. طريق التصحيح” والذي افتتحه صباح السبت رئيس الوزرء ابراهيم محلب ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة، والذي يقام بالقاهرة تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمشاركة أكثر من 40 دولة ومنظمة في العالم.
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة من وزير الأوقاف محمد مختار جمعة خاطب فيها الرئيس السيسي قائلا: لقد ناديت يا سيادة الرئيس بتجديد الخطاب الديني، وقد أسمعت حيا .
وأضاف جمعة أن جلسات المؤتمر ستناقش كل الملفات الشائكة بلا خوف أو تردد، بدءا من مفاهيم الدولة الاسلامية والديمقراطية، ودار الخلافة، والجزية، وغيرها من القضايا التي تتخذ منها الجماعات المتطرفة منطلقا لارهابها.
وطالب محمد مختار جمعة بضرورة تشكيل قورة عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة العربية والاسلامية.
شيخ الأزهر يغيب بسبب البرد
بعد ذلك ألقى د. عباس شومان وكيل الأزهر كلمته، بعد غياب شيخ الأزهر بسبب اصابته بنزلة برد شديدة، وذهب فيها الى أن الارهاب الآن تتزعمه “داعش” التي أصبح أكثر إجراما، وأشد ارهابا، مشيرا الى المستهدف من ارهابها هو دول العالم الاسلامي لاسيما قلب العروبة مصر.
وطالب شومان بضرورة أن تنتقل الخطط النظرية لمواجة الارهاب فكريا الى أرض الواقع، مشيرا الى أن الارهاب أصبح بلاء مستحكما وشرا مستطيرا.
ونبّه شومان أن الحرب الآن هي حرب الكترونية ، مشيرا الى أنها حرب ليست متكافئة، حيث يملك الإرهابيون التقنيات العالية والامكانات المتطورة، والجيوش الجرارة التي تنشر آلاف المنشورات والبيانات، مطالبا ضرورة الرد بنفس الأساليب.
وأضاف شومان أن هناك دول تقف وراء هذه الجماعات الارهابية، مشيرا أن هناك دولا إسلامية للأسف تقف وراءها.
واتفق شومان على أنه لن يوقف هذا السرطان الارهابي الا بتشكيل قوة عربية – عربية مشتركة، مستنكرا أن ننتظر من عدونا التاريخي أن يساعدنا في التخلص من الارهاب الذي صنعه.
تواضروس: نحتاج الى الحوار وليس القهر
وتحدث بعد ذلك البابا تواضروس، حيث أكد في كلمته وجود أساسيات ينبغي البناء عليها ، وهي القيم الانسانية، حيث خلق الله الانسان وجعل له قيما، منها التنوع، والرحمة وقبول الآخر، والتسامح.
الأساس الثاني بحسب تواضروس هو ثوابت الدين التي لا تتغير، نافيا أن تكون الحداثة تعني هدم الثوابت الدينية .
وعن الأٍساس الثالث، قال تواضروس إنه الأخذ على عاتقنا ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأكد تواضروس ضرورة استبدال الحوار بالقهر، مشيرا الى مسؤولية رجال الدين في التربية الحسنة.
وأنهى تواضروس كلمته مؤكدا وجود 5 مصادر لتربية الانسان: الأٍسرة، المدرسة، المسجد أو الكنيسة أو المعبد، الأصدقاء ، وسائل الاعلام.
محلب يدعو الى التكاتف.
واختتم الجلسة المهندس ابراهيم محلب، الذي أورد آيات كثيرة من القرآن، مشيرا الى أن هذه الآيات تلخص الوضع الراهن، منها قوله تعالى: “ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون”.
وأشار محلب إلى أن الارهابيين انحرفوا بها عن المنهج الصحيح، وفسروها تفسيرا يخدم مصالحهم الشخصية أو أغراضهم الدنيئة، مشيرا الى أنهم ضلوا وأضلوا وحادوا عن سواء السبيل.
وأكد محلب أن الانسان دين الانسانية، ودين الحضارة ، سبيله البناء لا الهدم، وعمارة الكون لا الفساد والافساد.
وقال محلب إننا في حاجة ماسة الى التكاتف لتجاوز الأزمات والمحن، مشيرا الى أن التطرف والارهاب والتكفير ليس من الاسلام في شيء، مشيرا الى أن رسالة محمد صلوات الله عليه هي رسالة رحمة للعالمين وليس للمسلمين فحسب.

*نقلا عن رأي اليوم