ذكر الصحفي التونسي مصطفى الجريء في مقال نشر على الصحيفة التونسية المغرب أن ليبيا قد تتحول إلى منطقة لاستقطاب الإرهابيين بعد تزايد المبايعات لتنظيم "القاعدة" و"داعش."
وأفاد أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيفري رانكي كان قد ذكر أن بلاده قلقة حيال تعاون مقاتلين متطرفين مع تنظيم "داعش" ، وجاء هذا التصريح غداة تحذير الأمم المتحدة على لسان برنادينو ليون، رئيس بعثتها لدى ليبيا من تنامي عناصر "داعش" في درنة شرق ليبيا، وهو ما يزيد مخاوف تحول البلاد إلى بؤرة إرهاب تستقطب "الجهاديين" من مختلف مناطق الصراع.
مبايعات
وأشار مصطفى الجريء إلى أنه في ذات السياق، تتالت مبايعات "الدولة الإسلامية" لأبي بكر البغدادي، فبعد درنة أعلن تنظيم يطلق على نفسه "ولاية طرابلس" المبايعة لأمير "داعش" واستعرض صورا تظهر مقاتليه في مناطق مختلفة من العاصمة طرابلس، وتتحدث تقارير محلية ليبية استخباراتية عن تواجد "داعش" على طول الشريط الساحلي من برقة وحتى زوارة مرورا بسرت ومصراتة وصبراتة، فأغلب تلك المناطق تحتضن معسكرات تدريب لشباب ليبيين وغير ليبيين من جنسيات عربية وأفريقية، وتقدر تلك التقارير عدد "الداعشيين" بحوالي الستة آلاف عنصر.
وأضاف أن حوالي ثلاثمائة عنصر من "داعش" كانوا قد وصلوا درنة عن طريق البحر من سوريا، وفق ما تداولته تقارير إعلامية، ويرى خبراء أن ليبيا في ظل غياب الدولة وتواصل الفوضى، قد تحولت إلى نقطة استقطاب للجماعات المتطرفة.
تقارير
ولفت كاتب المقال إلى أن تقرير غربي كشف أخيرا، أن تنظيم "القاعدة" أوجد ممرا ينطلق من جنوب برقة في اتجاه شمالي مالي وشمالي النيجر، وكخطوة استباقية، عمدت فرنسا إلى إرسال وحدة من القوات الخاصة إلى شمال النيجر لتأمين منجم الأورانيوم الذي تستغله شركة أريفا المملوكة للدولة الفرنسية، ومن ضمن القيادات الإرهابية من غير الجنسية الليبية المتواجدة على الأراضي الليبية، يوجد أبو عياض التونسي "سيف الله المحجوبي" المطلوب دوليا بسبب ضلوعه في اعتداء على السفارة الأمريكية بتونس، وتؤكد مصادر أمنية ليبية أن أبي عياض يستقر في مدينة صبراتة ، أين يشرف على معسكرات تدريب تنظيمه المحظور دوليا.
وإضافة إلى أبي عياض التونسي، أكدت المخابرات الجزائرية تواجد "الإرهابي" مختار بلمختار الملقب بالأعور في القطر الليبي كذلك، حيث سبق أن شوهد في مدينة أوباري جنوب ليبيا. وبحكم تحول ليبيا إلى نقطة استقطاب للإرهاب، تزايدت حجم المخاوف لدى دول الجوار الليبي من بدء تعاون وتنسيق عملياتي بين تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "بيت المقدس" في مصر و"أنصار الشريعة" في تونس و "جند الله" في الجزائر وحتى "بوكو حرام" في نيجيريا، هذا وقد ثبت خلال محاضر بحث وتحقيقات مع المقبوض عليهم من طرف الداخلية التونسية وجود تواصل بين "أنصار الشريعة" في كل من تونس وليبيا، ونفس النتائج حصلت عليها السلطات الأمنية والعسكرية الجزائرية غداة العملية الإرهابية بعين أميناس.
وأفاد أنه لمجابهة تلك المستجدات كثفت الأجهزة الأمنية في دول الجوار الليبي من تعاونها، سيما في ما يتعلق بتبادل المعلومات حول تحركات "داعش" وغير "داعش"، وعلى الرغم من عدم تفعيل أجهزة الأمن والجيش في ليبيا، تبقى المعلومة الاستخباراتية متوفرة، وتصل أجهزة أمن دول الجوار، هذا ويحسب إلى جهاز أمن واستخبارات ليبيا العمل في ظروف صعبة ودون أبسط الإمكانيات.