تطرقت مراسلة صحيفة "تاغس أنسايغر"، سونيا زكري، إلى الفوضى "الكبيرة" التي تشهدها ليبيا على كل المستويات.
وأوضحت المراسلة في تقرير نشر أن ليبيا يتجاذبها اليوم برلمانان، رغم صدور حكم المحكمة العليا الليبية والقاضي بعدم شرعية مجلس النواب الجديد في طبرق وحله، ورئيسا حكومة أحدهما شكل حكومة في طبرق شرق ليبيا، والثاني في طرابلس بتكليف من المؤتمر الوطني العام.
تصعيد
وبالإضافة إلى الفوضى السياسية، تتصارع في ليبيا العديد من "الميليشيات" ذات التوجهات الأيديولوجية المختلفة أو المرتبطة بعلاقات خارجية. والنتيجة، تقول المراسلة، لا يُعرف إلى اليوم عن أي حكومة يمكن أن نتحدث.

وأشارت سونيا زكري إلى أن البلاد شهدت المزيد من التصعيد منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي سنة 2011، وأن ليبيا تنزلق اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى حرب أهلية قد تأتي على ما تبقى فيها.
وفي إشارة إلى غياب الأمن نتيجة للفوضى الكبيرة التي تعيشها البلاد، أشارت المراسلة الصحفية إلى العثور يوم الثلاثاء الماضي على جثث ثلاثة نشطاء في "مدينة درنة شرق ليبيا، ومعقل الجهاديين والتي شهدت مؤخرا مبايعة لزعيم ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي."
وأوضحت أنه عُثر على 3 جثث مقطوعة الرؤوس تعود لنشطاء سياسيين هم سراج قاطش ومحمد بطا ومحمد المسماري، وهم نشطاء من مدينة درنة اختطفوا ونقلوا إلى منطقة الفتائح شرق المدينة قبل قتلهم وفصل رؤوسهم.
وأشارت إلى أن النشطاء الثلاثة كانوا ينشرون المعلومات عبر وسائل الاتصال الاجتماعي عن أحداث المدينة التي تهيمن عليها جماعات متطرفة متنافسة.
وفي اليوم الموالي عاشت مدن الشرق على وقع هجمات مسلحة بالقنابل وغارات جوية أسفرت عن جرح ما لا يقل عن 20 شخصا، وحوالي سبعة قتلى، رغم الدعوات الملحة لوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار كمخرج وحيد للأزمة الليبية.
كما أشارت سونيا زكري إلى أن مدينة طبرق، المدينة التي اتخذها مجلس النواب المنحل مقرا له، قد شهدت انفجار سيارة ملغومة أمس الأربعاء في شارع مزدحم.
ونقلت عن شهود عيان أن الطائرات الحربية قد حلقت فوق المدينة ثم استهدفت مدينة درنة بغارات جوية.
وذكّرت بأن طبرق، كانت بمثابة المنفى الاختياري للبرلمان الجديد الذي تم انتخابه في الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضي، قبل أن يتم حله بقرار من المحكمة الدستورية، وقد مني الإسلاميون في تلك الانتخابات بهزيمة، وهو ما دفع العديد من الأعضاء المنتخبين ذوي التوجهات الإسلامية إلى مقاطعة جلساته، على حد تعبيرها.
وأضافت أن "الميليشيات" الإسلامية قد فرضت سيطرتها فيما بعد على العاصمة طرابلس ودعي المؤتمر الوطني العام إلى إعادة عقد جلساته بينما "احتلت" حكومة عمر الحاسي التي نالت ثقة المؤتمر العام المباني الحكومية، فيما اختار عبد الله الثني "المنفى" إلى جانب مجلس النواب المنحل، في طبرق قبل أن ينال والمجلس اعتراف المجتمع الدولي.
مفارقة
وأشارت سونيا زكري إلى أن ليبيا، التي حُرّمت فيها الأحزاب في عهد معمر القذافي، أصبح يتنازع فيها برلمانان على الشرعية، إضافة إلى حكومتين تدَعي كل منها تمثيل السلطة في البلاد.
وأضافت أن الصراع السياسي غذاه صراع مسلح بين الكتائب المتناحرة التي جمعها هدف إسقاط نظام القذافي وفرقتها الانتماءات القبلية والجهوية والمصالح الضيقة على حساب مصلحة الوطن.
وبيَنت أنه من المفارقات أيضا أن تلك "الميليشيات" تتلقى رواتبها من خزينة الدولة، رغم الدعوات المتكررة لإدماجها في قوات الأمن والجيش الوطنيين بعد نهاية الحرب ضد القذافي.
تحذير
وتطرَقت سونيا زكري إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون من أجل التوصل إلى اتفاق يجلس بمقتضاه طرفي الصراع إلى طاولة الحوار، لمنع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
وأشارت إلى أن الوضع في ليبيا قد تأزم من جديد، خاصة بعد ما "حسم تنظيم "الدولة الإسلامية" مسألة تواجده في دول شمال أفريقيا ومصر، بعد قراره باتخاذ منطقة درنة الليبية الإمارة المركزية له في القارة الإفريقية".
وأوضحت أنه "تم تنظيم اجتماع كبير حضرته قيادات هذا التنظيم مؤخرا في مدينة درنة الليبية، ليكون بذلك أول اجتماع لتنظيم "الدولة" خارج العراق وسوريا، وذلك بعد أن أعلنت قيادات تنظيم "أنصار الشريعة" بكل من ليبيا وتونس ولاءهم لخليفة هذا التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي."