تقرير مطول أفردته هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" للحديث فيه عن مدى القوة التي يحظي بها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في ليبيا، وما تأثير ذلك على مجريات الأوضاع هناك الآن.
وتابع التقرير بقوله وانه ورغم اعلان التنظيم مسؤوليته عن ارتكاب عدة هجمات في البلاد، بما في ذلك الهجوم الأخير على فندق كورينثيا في طرابلس قبل أيام، إلا أنه ونتيجة لتزايد أعداد الجماعات المسلحة في البلاد، ليس من الواضح مدى القوة التي يتمتع بها التنظيم هناك.
ومضى التقرير ينقل عن سيدة تدعى أميرة تعيش الآن في العاصمة طرابلس، رغم أنها من درنة، قولها إنها لم تذهب إلى درنة مسقط رأسها منذ 10 أشهر وأنها تعرف مستجدات الأخبار هناك من شقيقتها، معربة عن قلقها بخصوص أبناء شقيقتها لأنهم ما يزالوا شباناً صغاراً، والشباب هناك إما يلتحق بالجماعات المتطرفة أو يتم قتله لمقاومتها.
وأضافت في سياق التصريحات التي أدلت بها بهذا الخصوص :" هل تتصوروا أن الأمور وصلت ببعض العائلات لحد منع أبنائها من الذهاب إلى الصلاة في المسجد؟ - وقد عرفت من شقيقتي أن الحياة اليومية في درنة تبدو طبيعية إلى حد كبير وليست بالسوء الذي تظهره وسائل الاعلام، لكن الميليشيات تأتي للمدينة في بعض الأحيان، ويقتلون أو يخطفون البعض".
وبالاتساق مع هذا كله، يبادر تنظيم داعش فرع ليبيا بالاعلان عن تحمله مسؤولية بعض الهجمات وكذلك بعض التفجيرات التي اتهدفت مباني سفارات خالية ومباني أمنية محلية في طرابلس.
ورغم الاعلان نهاية العام الماضي عن دخول داعش إلى ليبيا والبدء في انشاء معسكرات تدريبية لأفراده المنتمين إليه، إلا أن العدد المحدد لهؤلاء الأفراد ومعسكرات التدريب ما يزال غير معروف حتى الآن.
وقال خبراء متخصصون في شؤون الارهاب، من بينهم آرون زيلين، من معهد واشنطن بالولايات المتحدة، إنه ليس من عادة داعش أن يعلن مسؤوليته عن وقوع هجمات أو جرائم ليست مرتبطة به مباشرةً.
وأضافوا إنه كان لدى داعش خطط يهدف من ورائها إلى فرض سيطرته على ليبيا، كما فعل في سوريا والعراق، لكن قد حقق بعض النجاحات على هذا الصعيد حتى الآن، لكن الوضع يبدو مجرد دعاية.