لم تنل دولة من الدول التي اجتاحتها انتفاضات الربيع العربي نصيبا من الفوضى مثل ما نالته ليبيا.فالميليشيات المدججة بالسلاح أكثر تسليحا من جيشها الناشيء. وبدأ ضابط سابق بالجيش برتبة لواء حملة لتطهير البلاد من الاسلاميين المتشددين. والسلاح المنهوب من ترسانات معمر القذافي يساعد في استمرار الصراع الدموي في سوريا. كما أن ايرادات نفطية تقدر بنحو 30 مليار دولار ضاعت في الأحد عشر شهرا الماضية.

ومع تزايد مشاكل ليبيا يشير مسؤولون أمريكيون إلى أن حلها يقع على عاتق الليبيين أنفسهم مشددين على التزامهم بسياسة "عدم التدخل" أو "رفع الأيدي" التي تحمل في طياتها مخاطر للمنطقة والغرب.ويتوجه الليبيون يوم الاربعاء إلى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في ثاني انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ الاطاحة بالقذافي عام 2011.ويخشى بعض الخبراء أن ترفض بعض الميليشيات أو الجماعات الأخرى نتائج الانتخابات ما يزيد الخلافات الداخلية سوءا وربما يعمق حالة الفوضى التي تهدد بتحويل الدولة المنتجة للنفط إلى نقطة ترانزيت للمقاتلين المتجهين إلى مصر وسوريا ودول أخرى جنوبي الصحراء الافريقية مثل مالي.

وأجاب مسؤول أمريكي بالنفي عندما سئل عما إذا كان يرجح أن تشهد السياسة الامريكية تغيرا كبيرا.وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هناك تسليم بأن ما يمكن أن نفعله محدود."وتتناقض مشاعر القلق المتزايدة بخصوص ليبيا مع ما كان عليه الحال في أكتوبر تشرين الاول عام 2011 عندما هلل البيت الأبيض للحملة التي قادتها الولايات المتحدة ثمانية أشهر للاطاحة بالقذافي.