حالة يرثى لها تلك التي وصل إليها الجيش الليبي، خاصة بعد مرور 3 أعوام على سقوط العقيد الليبي معمر القذافي، فالبلاد لا تزال في أزمة، خاصة مع انعدام الأمن هناك.

و تسعى السلطات الحالية في البلاد لتعزيز الجيش الوطني بالأفراد والأسلحة، لاسيما وان تلك المشكلة باتت تلقي بظلالها الكبير على الأصعدة الاقتصادية، الأمنية والاجتماعية.

وأشارت تقارير صحافية بهذا الخصوص إلى أن بناء جيش وطني حقيقي سيساعد بالفعل على حل تلك المشكلة العويصة. وبينما تحاول القوى العالمية المساعدة في تجهيز وتدريب الجيش، فإن التقدم الذي يتم إحرازه بهذا الشأن يسير بخطى متثاقلة.

وأرجعت التقارير الأسباب وراء ذلك لعدة عوامل، يأتي في مقدمتها أن المواطنين الليبيين يبدأون تلك المرحلة الجديدة من العدم. فالجيش الذي ظل يعتمد عليه القذافي لتحصين سلطاته على مدار 45 عاماً لم يستطع أن يصمد في مواجهة التطورات التي شهدتها البلاد منذ بدء الانتفاضة التي أطاحت بنظام حكم العقيد في الأخير.

فضلاً عن الحملة التي شنتها قوات حلف شمال الأطلسي عام 2011 قد ساعدت في إنهاك قوى الجيش الوطني، إلى جانب سرقة مخزون السلاح وانتشار البنادق والمعدات الثقيلة بكافة أنحاء البلاد. كما أن من يتفقد حال الجيش الآن يدرك أن ثمة شيء واضح للغاية هو أن كثيرا من الضباط باتوا كبار في السن مع انشقاق بعضهم عن جيش القذافي.

وأضافت التقارير أن القوة الحقيقة الموجودة في البلاد الآن، وهذه مشكلة كبرى أخرى، تتمثل في انتشار العشرات من الميليشيات المسلحة بكافة أنحاء البلاد. وقال بهذا الصدد العقيد على الشيخي الناطق الرسمي باسم قيادة أركان الجيش الوطني :"التحدي الأكبر هو الانتشار الكبير للسلاح. فضلاً عن عدم وجود قدر كبير من الانسجام، ولذلك توجد قوى موالية للقبائل أو المناطق، ومن الصعب تفكيك تلك القوى".

وقال وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني إن الجيش الوطني ما يزال في بداية نشأته، خاصة وأنه ظل يتعرض لحالة من التهميش والتفكيك من جانب القذافي على مدار 42 عاماً. وتوقع الثني أن تبدأ الأمور في التحسن في غضون مدة تتراوح بين 5 و6 أعوام.