تشهد منطقة أوباري في الجنوب الليبي هذه الأيام أزمةً حادةً في شيْئيْنِ أساسيْن يهمان المواطن بعد رغيف الخبز الوقود والسيولة.

حيث تعاني مصارف أوباري وهي، الجمهورية ، وشمال أفريقيا ، والتجاري ، والجمهورية والصحارى بالغريفة من ازدحام شديد خلال فترات الدوام الرسمي، مما يؤدي إلى اختناق داخل المصارف و مشادات بين المواطنين بسبب هذا الازدحام.

ويعتبر مصرف شمال أفريقيا الأكثر ازدحاماً، حيث تصل الطوابير إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط أوباري ، وذلك بعد تحويل المصرف إلى المقر الجديد وتعيين مدير جديد.

وانتقلنا إلى الشارع لنقل بعض العيّنات حول أسباب هذه المشكلة والحلول التي يراها المواطن.

 المواطن يونس عبد الرحمن محمد يقول:" طبعاً إذا كنا نتحدث عن مشكلة المصارف والازدحام حسب رأيي، فإن تبعية المصارف لسبها هي  سبب تأخير السيولة بسبب عدم أمن الطريق المؤدية إلى أوباري ".

وأضاف:"  نحن نعلم أن سبها نفسها فيها أزمة مثل أوباري ، والحل الذي نراه مناسباً تبعية جميع المصارف لطرابلس رأساً بحيث تأتي السيولة عن طريق المطار بحكم قربه وسهولة تأمينه من المطار وإيصالها للمصارف أما هذه المسافة البعيدة فتشكل مخاطرة على إرسال السيولة فيها من سبها إلى أوباري ".

من جهته ، يقول المدرس أبوبكر صالح :" أرى أن تكون السيولة عن طريق المطار وتقوم قوة من أوباري بتأمينها للمصارف ، بالإضافة إلى ذلك ، هناك عوائق يضعها مدراء المصارف دائما أمام الزبائن في عدم تصديق الصكوك وذلك لغرض سحبها خارج أوباري ، في هذه الحال المزرية للمصارف ، إذا  كانت الدولة لا تهتم بأمر الجنوب فلتقل لليبيين لا يهمني الجنوب، فلا يعقل طابور مصرف يصل إلى حدّ طوابير البنزين هذا ليس عدلا في حق الجنوب".

وللوقوف على أسباب هذه الأزمة توجهت "فسانيا" إلى مدير فرع مصرف الجمهورية أوباري، ياسين أبو القاسم ، حيث رحب بنا في مكتبه بالمصرف  وشرع في حديثه عن أسباب هذه الأزمة  و أكد أن الأزمة هي أزمة سيولة بامتياز وليس كما يتداول في الشارع  بأن الأزمة أزمة موظفين محاسبين في المصارف.

وأضاف أن الفروع الرئيسية في المنطقة الجنوبية جميعها تعاني من أزمة السيولة  وكذلك أمن نقل السيولة.

وأشاد بالموظفين الذين يبذلون جهداً في تذليل هذه الصعاب ، وأنه شخصيا ينضم للصرافين في حال توفر السيولة ، وتأخر السيولة باستمرار ، وتأخر ورود المرتبات عن موعدها ،"  

و أضاف أبو القاسم  بعد سؤاله عن سبب الازدحام:" أن الارتباط بالمصرف المركزي لسبها هو سبب تأخر السيولة ، حيث يعتبر المصرف المركزي بسبها المسؤول الأول عن تمويل المصارف في المنطقة الجنوبية.

وقال:" الفترة التي كانت فيها الأحداث بمدينة سبها سببت ربكة ، و عدم  انضباط في المنطقة ، وحتى المصرف المركزي يخشى من إرسال حوالة  إلى منطقة تبعد عن سبها، وهذا سبب تأخر السيولة أيضاً".

وأضاف:" نحن نتواصل مع مصرف الجمهورية الإدارة العامة ، لتوفير السيولة عبر الجو مثل مصرفي التجاري، وشمال أفريقيا، اللذان يعتمدان على الجو في توفير السيولة، ويساعد المطار المتواجد في المنطقة على تذليل هذه الصعاب وخصوصا المطار الآن يشتغل بامتياز".

ويقول الخبير الاقتصادي مدير  فرع مصرف الادخار أوباري ، الحاج مسعود علي سعيد، من جهته  ،" يرجع السبب لعدم وجود الغطاء الأمني في المصارف، وهذه منطقة نائية وتحتاج إلى نظام أمني ، بالرغم من أن الجهات الموجودة في المنطقة تعمل بمجهودات ذاتية ، ولا توجد لديهم إمكانيات ، وهناك مخاطر إرسال السيولة من المصرف المركزي سبها وتتحمل الفروع نقل وتكلفة هذه الكمية، هذا يؤثر تأثيراً سلبياً  في توفر السيولة ، وعدم قدرة فروع المصارف على دفع نفقات النقل".

وأضاف :"وبعد عرض أسباب الأزمة ، سنستعرض الحلول لهذه المعضلة المتمثلة في فكّ الارتباط بمصرف سبها المركزي، أو توفير أمنٍ ينقل القيم المالية في المصرف المركزي سبها تكون على حساب المصرف المركزي نفسه، الزيادة التي تُحول للمصارف لكي تتناسب مع حسابات العملاء ، حتى يكون السحب يسيراً وسهلاً ، وكذالك الدورات التدريبية للموظفين بحيث تكون هناك سلاسة في دينامكية الصرف".

وهكذا تبقى أزمة الازدحام على المصارف، مادام الأمن النقليُّ مفقودا على الطريق الرابط بين سبها وأو باري ، ما لم تجد الحكومة حلاً متمثلاً في نقل السيولة عبر الجو ، أو توفير الأمن عبر خط الطريق .