في واقع يتسم بالانفلات الأمني وغياب سلطة الدولة المركزية،تعيش ليبيا منذ العام 2011،وضعا صعبا على جميع الأصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

ولكن الأدهى من فهو سقوط البلاد ضحية للارهاب الذي استغل تلك الفوضى ليؤسس لنفسه موطئ قدم في البلاد لتتحول ليبيا في ظل تلك الظروف الى مأساة يعيشها أهلها وخطراً  يحدق بجيرانها.

تازربو ضحية أخرى

هاجمت عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم داعش الإرهابي مقر مديرية الأمن في مدينة تازربو، مخلّفة تسعةَ قتلى وعددا من الجرحى.

قال رئيس مركز الشرطة الزراعية تازربو الناجي خيرالله في تصريحات صحفيةإن عناصر من  تنظيم داعش اقتحمت مركز شرطة تازربو وقتلت كل عناصر الشرطة والموقوفين داخله.

وأشارت مصادر أمنية اختطاف عميد بلدية تازربو المكلف محمد حسن خيرالله ، وعضو المجلس البلدي حسين محمد صالح ، على يد عناصر تنظيم داعش ، الذين هاجموا مركز شرطة تازربو اليوم الجمعة.

وقال جهاز حرس المنشآت النفطية الجنوب الشرقي أن (5) من أفراد الشرطة قتلوا ؛ وخطف 10 مواطنين جراء الهجوم على مركز شرطة تازربو.

وجاء في بيان نشره جهاز الحرس على صفحته في الفيسبوك أن القتلى همالرائد عبدالرحمن فرج الله ، رع  باسط محمود فرج الله، ندي ابن موسي سليمان ، ابن عبدالرحمن فرج الله، جندي ، مضيفًا أنه تم خطف 10 مواطنين عزل.

وذكر البيان أن بعض المهاجمين تونسيين  وبعضهم يتحدث باللهجة الشرقاوية ومنهم من ذوي البشرة السمراء ، وأنه تم غنم سيارة من المهاجمين ، الذين لاذوا بالفرار ، وأن الاستعدادات جارية في الكفرة وتازربو لتعقبهم.

وكان حرس المنشآت قد ذكر في منشور سابق له أن داعش دخلوا مدينة تازربو بـ 15 آلية ، وأغلب الآليات تويوتا فجعه وأفراد مشاة.

في نفس السياق،قال عميد بلدية تازربو مفتاح القماطي  ،مساء الجمعة ،إن المجلس تواصل مع الحكومة المؤقتة ولم نلاحظ اي دور لاتخاذ التدابير اللازمة لتأمين المنطقة.

و حمّل القماطي ،كافة الجهات والأطراف ما حدث اليوم وهناك تقصير من جميع الجوانب ،مؤكدا أن المجلس تواصل مع القيادة العامة للقوات المسلحة بخصوص الإجراءات اللازمة لتأمين المنطقة ،كما أشار القماطي أن  أهالي المنطقة على أهبة الاستعداد لصد اي هجوم.

تنديدات

عقبت عملية تازربو ردود فعل حينية مدينة العملية التي إستهدفت مدنيين و أمنيين حيث 

أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على مركز الشرطة في تازربو، والذي أسفر عن مقتل عناصر أمنية وإصابة نحو 10 آخرين كحصيلة مبدئية.

وأكدت المنظمة أن التصدي للتنظيمات المسلحة في ليبيا يستدعي الإسراع بإنهاء الإنقسام الوطني وتفعيل اتفاق المصالحة الوطنية بموجب اتفاق الصخيرات والتوقف عن المماطلات والتجاذبات غير الصحية.

وأضافت أن التنظيم أصبح يعتمد على انتهاز الفرص من حين لآخر لشن عمليات مباغتة وسريعة في المناطق الرخوة من ليبيا، لافتة لضرورة عدم التراخي في مواجهة الإرهاب.

إستهداف متواصل بدون حلول

منذ سنة  2011،أمست ليبيا أقرب إلى الدولة الفاشلة إذ إستهدف الإرهاب مناطق مختلفة من البلاد و أصبحت وجهة لتوطّن كبار الإرهابيين نظرا للوضع الأمني الهش

من ذلك،لفتت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي لمكافحة الإرهاب، إلى عدم نجاعة الإجراءات الأمنية المتخذة من السلطات الليبية بسبب نقص الإمكانيات والتدريب كما قالت أن الانقسام السياسي في ليبيا حال دون فعالية تطبيق القرارات الصادرة عن المجلس الرئاسي، وكذلك بعض التشريعات الصادرة عن مجلس النواب لمكافحة الارهاب

أشار التقرير إلى أن العام 2017 لم يشهد أي محاكمة لعناصر متهمة بتنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا، وأرجع غياب الأمن والتشظي السياسي في باقي أنحاء البلاد إلى استمرار وجود جيوب للتنظيمات الإرهابية بشكل عام وداعش بشكل خاص.

وتطرق التقرير إلى انتصار القوات الليبية في سرت الأمر الذي خفف من قدرة داعش من القيام بعمليات خارجية انطلاقا من ليبيا وحصر عملياته بالداخل الليبي.

ولفت إلى قيام القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أفريكوم بتنفيذ ضربات استهدفت تجمعات ارهابية في الصحراء ومناطق أخرى، وأيضا إلى وجود مشاركة أميركية في التحقيقات مع بعض العناصر التي تم القبض عليها، دون أن يعطي التقرير المزيد من التفاصيل.

وأضاف تقرير الخارجية الأميركية أن مطارات ليبيا تفتقر للأجهزة والبرامج اللازمة للتدقيق في هويات المسافرين والتفتيش، بالإضافة إلى محدودية إمكانيات القوات البحرية الليبية والأمن الحدودي في السيطرة على الحدود البرية والبحرية.

وأشاد التقرير بمحاولات ليبيا لمواجهة غسيل الأموال وإصدارها القوانين الخاصة بهذا الصدد، وبتفاعل ليبيا مع دول الجوار من خلال المشاركة في كافة اللقاءات والاجتماعات التنسيقية لمكافحة الاٍرهاب.