أكد رئيس اتحاد اليهود الليبيين رفائيل لوزون أن اليهود الليبيين لا يرغبون في العيش بليبيا وإنما يريدون زيارتها فقط موضحا أنهم يسعون للحصول على أموالهم وممتلكاتهم التي تركوها عندما غادروا البلاد والمقدرة بحوالي 60 مليار دولار

بوابة إفريقيا الإخبارية أجرت حوارا مع لوزون تحدث فيه عن مطالب اليهود ودورهم في ليبيا في هذه المرحلة ومدى مشاركتهم في كتابة الدستور.

بداية حدثنا في نقاط محددة عن مطالب اليهود الليبيين؟

اليهود يطالبون فقط برجوع حقوقهم الإنسانية مثل جميع الأقليات الأخرى في ليبيا كالتبو والطوارق والأمازيغ، كما يطالبون بالحصول على جواز سفر ليبي وفرص عمل أي أنهم يريدون حقوقهم مثل أي مواطن مولود في ليبيا.

حدثنا عن اتحاد يهود ليبيا؟

هو منظمة تأسست في سبعينيات القرن الماضي حيث أسسها "رفائيل الفلاح" وفي عام 2003 تم تحويل اسمها من مركز يهود ليبيا إلى اتحاد يهود ليبيا وخلال العام 2008 توفي الفلاح وجرى انتخابي رئيسا للاتحاد ونحن لدينا ناشطين في بريطانيا وأمريكا وإيطاليا.

كم مبلغ التعويضات التي تريدونها؟

الليبيون دائما يتحدثون عن مطالبة اليهود بالتعويضات وهذا خطأ فنحن لا نتحدث عن التعويضات وإنما رجوع أموالنا وأملاكنا من منازل وأموال وممتلكات فنحن لا نتحدث عن تعويضات وإنما رجوع أموالنا فقط، وبموجب حسبة الأمم المتحدة اليهود بعدما طردوا من الدول العربية تركوا فيها 200 مليار دولار منهم الليبيين الذين تركوا بين بنغازي وطرابلس تقريبا 60 مليار دولار وكل عائلة لديها ملف بشأن ممتلكاتها أما الذين لا يمتلكون ملفات فهذا أمر آخر.

لوزان:جدي حارب المستعمر الإيطالي في ليبيا

حدثنا عن علاقتك بـ"إسرائيل"؟

فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل هناك اختلاف بين اليهود في مختلف دول العالم فهناك يهود يعيشون في بريطانيا وآخرون في إيطاليا وهناك في الدول العربية مثل المغرب وتونس فهؤلاء يحملون جنسيات هذه الدول وديانتهم يهودية، أما الموجودون في إسرائيل فهم إسرائيليون ودينهم يهودي أيضا فإسرائيل هي الدولة الوحيدة اليهودية في العالم، فبعد الحرب العالمية الثانية هناك الملايين من الإيطاليين الذين هاجروا إلى أمريكا والبرازيل والأرجنتين وحملوا جنسيات هذه الدول ودينهم كان يهودي لكن علاقتهم بإسرائيل هو أنها دولة يهودية فقط لكن لا يوجد شيء سياسي أو "صهايني" وعندما جاء الاستعمار الإيطالي لليبيا كان بهم جنودا إيطاليين وكان هناك يهود ليبيين يحاربون الإيطاليين بينهم جدي ما يعني أن يهودي ليبي كان يحارب يهودي إيطالي فاليهودية دين فقط. 

قلتم في تصريحات سابقة إن كل منكم استقر في بلد وأصبح يصعب عليه أن يتركها ويعود لليبيا...إذا ماذا تريدون من ليبيا ما دمتم لا ترغبون بالعودة؟

بعد 52 عاما من طرد اليهود البالغ عددهم 7000 شخص تقريبا عام 1967 تفرقوا في إيطاليا وبريطانيا وأمريكا وإسرائيل ولديهم هم وأبنائهم رغبة في العودة لليبيا للتنزه وزيارة البلد مثل اليهود التونسيين الذين يزورون بلادهم وأود التأكيد على أن يهود ليبيا يرغبون في زيارة البلاد فقط أما الرجوع لها فهذا مستحيل.

قلتم في تصريحات سابقة إنكم على تواصل مع الايطاليين غير اليهود الذين كانوا في ليبيا قبل 1970 لاسترداد ممتلكاتهم...البعض يرد عليكم بأن هؤلاء الايطاليين كانوا استعمار...ما رأيكم؟

اليهود والإيطاليين الذين كانوا يقيمون في ليبيا في الفترة من 1951 إلى 1969 كانت بينهم علاقات جيدة مثل العلاقات بين اليهود والجريت، واليهود والمالطيين الذين كانوا في ليبيا وكذلك اليهود والعرب الليبيين خاصة في بنغازي أما الاستعمار فكان قبل عام 1945 حيث كانت العلاقات مع الإيطاليين غير جيدة خاصة بعد عام 1939 عندما قرر موسيليني قتل اليهود لكن بعد ذلك أصبحت العلاقات جيدة

تحدثتم في تصريحات سابقة أنه طلب منكم المساهمة في كتابة الدستور.. هل فعلا شاركتم في كتابته؟ 

نحن لم نشارك في كتابة الدستور لكنني شخصيا تحدثت مع الأشخاص الذين كانوا يكتبون الدستور وطلبت منهم حفظ حقوق جميع الأقليات بما فيهم اليهود والأشخاص الذين قاموا بكتابة الدستور استمعوا لي جيدا وأتمنى أن يكون الدستور جيدا ويمثل كل الليبيين

القذافي أجج وزرع كره اليهود في ليبيا

البعض يقول انه ليس لديكم أرضية في ليبيا وأنكم ربما مرفوضون من الشعب..ما رأيكم؟

العلاقات مع الليبيين إلى سنة 1967 وبداية السبعينات عندما طرد اليهود كانت علاقات جيدة في بنغازي وطرابلس ولكن في بنغازي أكثر لأنه كان يوجد بها تقريبا 600 يهودي فقط أما طرابلس فكان بها حوالى 6000 يهودي ولكن القذافي خلال فترة حكمه قام بعمليات غسيل مخ للشباب وتعليمهم في المدارس أن اليهودي صهيوني وعدو ولكننا بعد مقتل القذافي عدنا من جديد وأصبحنا نقدم لليبيين معلومات عن أن اليهود عاشوا في ليبيا تقريبا 2000 سنة بسلام.

وهناك من يقول لا نريد عودة اليهود أقول لهم إن اليهود لا يرغبون في العودة لليبيا وإنما زيارتها فقط وأنا لا ألوم هؤلاء الذين يرفضوننا لأن القذافي هو من أجج وزرع فيهم كره اليهود.

حدثنا عن كواليس لقاءك بالمبعوث الاممي غسان سلامة؟

المبعوثين الأمميين السابقين إلى ليبيا التقوا مع كل الأطراف والقبائل والأقليات باستثناء اليهود فقمت أنا كناشط سياسي ورئيس اتحاد يهود ليبيا الذي يمثل جزء من يهود ليبيا وليس كلهم بإرسال رسالة للبعثة الأممية لإيصال صوت اليهود كجزء من أقليات ليبيا الذين لهم الحق في إيصال صوتهم فتمت دعوتي للقاء سلامة ونائبته ستيفاني وليامز وقلت لهم إن رفض مقابلة اليهود أمر عنصري فتفهم المشكلة وأكد أنه سيتم دعوتي للمشاركة في المؤتمر القادم.

وصفت من قام بإحراق صورك بأنهم صعاليك... البعض اعتبر أنك بذلك لا تقبل النقد ..ما رأيك؟

يوميا أتلقى مئات الرسائل عبر البريد الإلكتروني والهاتف من الليبيين الذين يؤكدون دعمهم لليهود ورغبتهم في عودتنا لزيارة ليبيا لكن كل بلد فيها مختلف الآراء فهناك من يفكرون بطريقة أخرى ولا يرغبون في وجود اليهود وأنا لا أعرف لماذا أحرقوا صورتي فالذي ينتقد شخص يقوم بعمل مظاهرات ضده ومقالات وحوارات إعلامية أما حرق الصور والأعلام فهو عمل متطرف لا يمثل المواطن الليبي ذو القلب الطيب وحتى هؤلاء أنا أسامحهم.

ما الذي يمكن أن تقدموه لليبيا؟

في أربعينات القرن الماضي كان هناك مشاكل بين القبائل في طرابلس ولم يجدوا لها أي حل فقاموا بإحضار أشخاص من الجالية اليهودية الطرابلسية وتوسطت بين القبائل وتمكنوا من حل المشكلة.

يمكننا حل المشكل الليبي على جلسة بازين

وأنا دائما أقول إن المشكلة الليبية لا تحل إلا بين الليبيين أما المبعوثين الأمميين مثل مارتن كوبلر وبرناردينو ليون فهم غرباء ولا يعرفون الثقافة واللغة الليبية لذلك فهناك حاجة لليبي ليس طرفا في الحرب وبذلك فإن اليهود الليبيين هم ليبيين وليسوا طرفا في الحرب مثلي ومثل يهود آخرين في أمريكا وأوروبا مستعدين للتوسط بين الأطراف لتحقيق السلام في ليبيا لكن للأسف لم يطلب أحد منا ذلك. 

اليهود معروفين بنجاحهم في التجارة وهذا نوع من التجارة "البزنس" فيمكننا الحديث مع الليبيين وتناول البازين "وجبة ليبية شعبية" معهم ونتناقش معهم كأسرة واحدة فعندما يكون هناك مشكلة في العائلة يجب أن تحلها العائلة فيما بينها أفضل من إحضار أحد من الخارج.