كشفت جريدة الخبر الجزائرية في تقرير لها نشر ،الاحد أنه "من المرتقب أن يعرف الثلاثي الأول من السنة الحالية، تكثيفا في علاقات لندن بالجزائر في مجال التنسيق والتعاون الأمني والاستخباراتي، حيث تبدي لندن استعدادا كاملا لدعم الجهود الجزائرية لمواجهة تنامي خطر تنظيم القاعدة في منطقة الساحل وليبيا، ويرتقب أن تكون زيارة كيم داروش مستشار الأمن القومي للوزير الأول البريطاني دافيد كامرون التي تعد الثانية من نوعها في ظرف أقل من ثلاثة أشهر، إحدى أهم المحطات في سياق دعم محور الجزائر لندن".

 و أضاف تقرير الخبر الجزائرية ، نقلا عن مصدر مقرب من ملف العلاقات الجزائرية البريطانية، " أن الشهور الأولى من السنة الحالية، ستعرف تقاربا أمنيا واستخباراتيا أكبر بين لندن والجزائر، الى جانب دعم العلاقات السياسية والاقتصادية، بدليل برمجة زيارة ثلاثة وزراء ومواصلة العمل الذي تم القيام به مند نوفمبر الماضي، من خلال منتدى الشراكة الاستراتيجية والأمنية الجزائرية البريطانية، ويعتبر إيفاد داروش لثاني مرة من قبل دافيد كامرون خلال أقل من ثلاثة أشهر إلى الجزائر مؤشرا واضحا لعزم لندن توثيق علاقتها مع ما تعتبره أهم دولة محورية في المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة وأن لندن أبدت استعدادا لدعم التعاون العسكري أيضا من خلال تزويد الجزائر بمعدات عسكرية في سياق برامج عصرنة الجيش الجزائري، كما تتقاطع مواقف الطرفين فيما يتعلق بالرفض المبدئي لدفع الفدية، علما أن داروش يشرف على المنتدى من الجانب البريطاني والذي تم الاتفاق عليه بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والوزير الأول دافيد كامرون، خلال زيارة هذا الأخير للجزائر ونظمت الدورة الأولى في 17 أبريل 2013 بلندن، ثم في نوفمبر بالجزائر".

و تابع التقرير "ويرتقب أن تتدعم العلاقات بين الجزائر وبريطانيا في المجال الأمني والعسكري. مع تفعيل آليات الشراكة القائمة في أعقاب زيارة وزير الدفاع السابق بوب أينسوورث إلى الجزائر في أكتوبر 2009، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية لتدعيم العلاقات بين القوات المسلحة للبلدين. أما على المستوى الأمني، فإن العلاقات مؤطرة من خلال اللجنة الفرعية الجزائرية البريطانية لمكافحة الإرهاب التي تم إنشاؤها في نفس الفترة أيضا. وتركز آليات التعاون على احتواء خطر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنامي دور الميليشيات في ليبيا وما يترتب عليه من انفلات أمني يؤثر سلبا على المنطقة. وأقامت لندن تعاونا مع الجزائر في مجال الدفاع والأمن، حيث تضمن دورات تكوين للضباط الجزائريين، فضلا عن أن مجموعة ”بي أي سيستم” كانت من بين المرشحين في مناقصة صفقة الفرقاطات، كما استفادت البحرية الجزائرية من حوامات ”أوغوستا ويستلاند” البريطانية الإيطالية، بعد شراء ويستلاند للطائرات المروحية من قبل فينميكانيكا الإيطالية".

و أشارت الصحيفة الجزائية الى أن "عدة ملفات متصلة بالأمن ومكافحة الإرهاب وتأمين نشاط الشركات البريطانية على رأسها بريتيش بتروليوم التي ينتظر أن تدرس إمكانية عودتها الى النشاط العادي بمركب الغاز بتيڤنتورين بعين أمناس ستكون مطروحة خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي الى لندن، قبل نهاية الشهر الجاري، على خلفية الضمانات التي قدمتها السلطات الجزائرية والترتيبات الأمنية المعتمدة لتفادي أي حوادث مماثلة، لاسيما وأن الشركة البريطانية كانت تضمن تأمين الموقع من قبل شركة تابعة لها ”ستيرلينغ”، وقامت بتقديم جملة مطالب لضمان تأمين عامليها ومهندسيها، جزء منها تحفظت عليه السلطات الجزائرية التي رأت في ذلك مبالغة وتدخلا في ترتيبات تعود حصريا لها".

و أضافت  بأن "الزيارات المتبادلة بين الجانبين ستسمح بالتوقيع على مذكرة تفاهم للشراكة والتعاون بين الوكالة الفضائية الجزائرية ووكالة الفضاء البريطانية، خاصة أن الجزائر استفادت من التكنولوجيا البريطانية والتكوين لتصنيع وتسيير القمر الصناعي ”ألسات 1”، وتحضر الجزائر ولندن أيضاً لتوقيع اتفاق عدم الازدواج الضريبي وحماية الاستثمار، ما سيساهم في دعم المشاريع وتدعيم تواجد الشركات البريطانية في الجزائر، إلى جانب عزم بريطانيا إعطاء دفع قوي لمحاربة الإرهاب وتبادل المعلومات على مستوى مصالح الاستعلام، خاصة بعد حادثة الاعتداء على مركب الغاز بتيڤنتورين في عين أنماس في بداية العام الماضي، التي سجلت فيها بريطانيا خسائر لدى الطاقم التابع لبريتيش بتروليوم، الذي كانت الشركة البريطانية ”ستيرلينغ” مكلفة بحماية مواقع عمالها، هذه الأخيرة قامت بإبرام اتفاق شراكة مع الشركة أوليف المتخصصة في تأمين المواقع والأشخاص خاصة الاستراتيجية والحساسة منها والعاملة بالخليج، ما سيمتد إلى إمكانية عودة الشركة إلى النشاط العادي بدل التمركز في حاسي مسعود. خلال السنة الحالية، بعد الانتهاء من التدابير اللوجستيكية مثل مهابط الطائرات خلال الشهر المقبل".