ألقى الصحفي الإيطالي دانييلي رينييري في مقال نشر على الصحيفة الإيطالية إيل فوليو الضوء على أهم القيادات في "تنظيم الدولة" في ليبيا ومهامها في المناطق التي تسيطر عليها.
وذكر أن الأوضاع المتردية في ليبيا واستمرار حالة الفوضى والصراعات بين مختلف الأطراف الليبية، مكنت هذا التنظيم من التوغل داخل البلاد، ساعيا إلى تكرار ما قام به في كل من سوريا والعراق، مشيرا إلى إرسال زعيم تنظيم "الدولة" لأهم القيادات من جنسيات عربية مختلفة للقيام بمهام محددة تعزز من قوة التنظيم في ليبيا.
مبعوثون
وأشار الصحفي الإيطالي دانييلي رينييري إلى أنه بفعل الفوضى والاضطرابات التي تعانيها ليبيا على مدى أربع سنوات، تمكن "تنظيم الدولة" من وضع موطئ قدم له في ليبيا، والتوغل في عديد المناطق مثل درنة وسرت.
كما تتواجد قيادات مهمة تابعة في ليبيا، تنقسم بين تلك التي أرسلت من قبل زعيمها أبو بكر البغدادي وتلك القيادات المحلية التي أعلنت عن ولائها للتنظيم.
ومن هذه القيادات، أبو نبيل الأنباري، عراقي، واسمه الحقيقي وسام عبد زيد، كان "أميرا" على محافظة صلاح الدين، وسط العراق، وهي نفس المنطقة، التي تسعى هذه الأيام، قوات الحكومة العراقية بمساعدة مستشارين عسكريين إيرانيين استعادة السيطرة عليها.
وتعود كنية الأنباري إلى مدينة الأنبار، وهي من أكثر المناطق عنفا وتوترا في العراق، وبعد صيف 2014 قام "الخليفة البغدادي" بإرساله إلى ليبيا.
وأضاف أنه إلى جانب الأنباري، هناك أيضا أبو البراء الأزدي وهو رجل دين يمني متشدد، جاء من سوريا إلى ليبيا بناء على أوامر من زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وعين "واليا" على "ولاية برقة"، وهو الاسم الذي أطلقه التنظيم على شرق ليبيا.
ومن القيادات التي أرسلها البغدادي أيضا، أبو حبيب الجزراوي، وهو سعودي الجنسية، يعمل كمرشد روحي تابع للتنظيم ويقوم بتجنيد الشباب للانضمام إلى "داعش".
هذا وما يزال الأخير يتواجد في درنة، ووفق أجهزة الأمن التونسية كان الجزراوي قد خطط لإدخال 50 عنصرا من "داعش" إلى تونس، من دول خليجية(الكويت والسعودية ).
قيادات محلية
ولفت كاتب المقال إلى أن من أهم القيادات المحلية أسامة الكرامي، قائد "الدولة الإسلامية" في منطقة سرت، أين أصبح التنظيم ينشط بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وقام بالعديد من العمليات، لعل أبرزها قتل 21 قبطيا مصريا على شاطئ سرت في منتصف فبراير الماضي، والهجوم على حقول النفط جنوب المدينة، وقتل حراسها واختطاف بعض الأجانب.
كما ظهر هذا الأخير في عديد المناسبات للدعاية الإعلامية لتنظيم "الدولة" في ليبيا، والقيام ببعض الأنشطة على غرار حشد الشباب في درنة للانضمام إلى "داعش" في ديسمبر 2014 وكذلك قيادته لدوريات في سوق سرت.
وأفاد رينييري أن الكرامي ينتسب إلى عشيرة إسماعيل الكرامي رئيس جهاز مكافحة المخدرات في عهد القذافي، ما يؤكد أن بعض أنصار القذافي قد اندمجوا دخل تنظيم "الدولة" مثلما حدث في العراق، حيث يعد بعض الضباط السابقين في نظام صدام حسين، هم الآن قادة في التنظيم.
وبالإضافة إلى الكرامي، نجد أبو زكريا التونسي، تونسي، واسمه الحقيقي أحمد الرويسي، أحد قيادات تنظيم "أنصار الشريعة" في تونس، وهو متورط في جريمتي اغتيال سياسي هزتا تونس، خلال فبراير 2013 (شكري بلعيد) وفي يوليو من نفس السنة (محمد البراهمي)، وقد أصبح الرويسي قياديا في صفوف تنظيم "الدولة" وقتل في سرت يوم 14 مارس الماضي.
وأضاف الكاتب أن من القيادات التونسية أيضا أبو عياض واسمه الحقيقي سيف الله بن حسين، زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" في تونس، كان قد قاتل في أفغانستان، وألقي عليه القبض في تركيا سنة 2003 وحكم عليه بالسجن لمدة 43 سنة في تونس، إلى أن تم إطلاق سراحه بفضل العفو غداة الثورة في سنة 2011.
وقاد أبو عياض الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس خلال سبتمبر 2011 وبعد وقت قصير تمت محاصرته في جامع الفتح من قبل قوات الشرطة، لكن لم يتم القبض عليه تجنبا للمواجهات، ثم هرب مع الرويسي إلى ليبيا بعد تورطهما في اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ليستقر الرويسي في سرت، فيما مكث أبو عياض في صبراتة، وهي منطقة قريبة جدا من الحدود مع تونس.