انعام محمد علي ومجدي ابو عميرة ومحمد فاضل ومجدي صابر ومصطفى محرم وغيرهم ممن صنعوا الدراما الرمضانية على مدار سنوات طويلة حققوا خلالها نجاحات ،ولكن يبدو أن ظهور موجة جديدة من صناع الدراما سواء مؤلفين أو مخرجين جعلت اغلب القدامي يفضلون عدم المشاركة والجلوس في مقعد المتفرج.

 

الناقد طارق الشناوي يؤكد بأن الزمن يطرح مفردات جديدة ،وعلى صناع العمل الدرامي أن يكون لديهم لياقة ليتطوروا مع الزمن ،مثل الكاتب وحيد حامد الذي استطاع أن يقدم العام الماضي "بدون ذكر اسماء" وحقق نجاح.

فعلى سبيل المثال عبد الوهاب طور من أغنياته ومن نفسه بعد ظهور جيل مثل عبد الحليم وغيره ، لكن للأسف معظم جيل صناع الدراما لم يتواءم مع الزمن في ظل ظهور جيل جديد مثل المخرج محمد سامي ومحمد بكير وخالد مرعي وكاملة ابو زكري وغيرهم.

ومن نفس المنطلق فالأمر اتسع ليشمل الممثلين ايضا حيث اختفى من الساحة اسماء مثل فيفي عبده ونادية الجندي ونبيلة عبيد .

ولا يمكن أن ننكر بأن التغيير العام الذي طرأ على السيناريو والاخراج والشاشة أحسن بكثير ، بالرغم من بعض التحفظات على بعض الكلمات والمشاهد ولكن الشاشة نفسها اصبحت افضل.

فيما يرى رامي عبد الرازق بأن المبدأ العام في السياق الفني يحتم بأن أى مبدع لا يجدد فبالطبيعي أن يختفي ولكن تظل هناك بعض الأعمال ذات الصبعة الكلاسيكية ولكن يتم تقديمها بروح عصرية.

ولكن المشكلة بأن هناك جيل كامل غير قادر على مجاراة التجديد التقني في الكتابة والاخراج والمعاصرة وحتى في الروح الكلاسيكية باتت مختلفة لأن هناك تقنيات حديثة في الإخراج والكتابه السريعة وتوظيف اللغة داخل الكادر والصورة والاضاءة.

للأسف نحن أمام جيلين حدث بينهم فجوة ، لأن الجيل القديم لا يزال يعمل بروح كلاسيكية تفتقد للمعاصرة وبالتالي أصبح من الصعب عليه أن يتواجد وسط الأعمال الجديدة.

فمثلا مسلسل مثل "الحكر" أو "تماسيح النيل" لم تلقى أى رد فعل أو صدى من الجمهور مثل سجن النسا أو عد تنازلي أو السبع وصايا .لأن المتلقي في عام 2014 ليس هو متلقي الثمانينات ،وهذا الكلام لا يعني بأننا ضد التقليدية أو الكلاسيكية ولكن لابد وأن تجاري الاعمال الزمن وتتطور حتى في الكلاسيكية نفسها.

فلو أن اسامة انور عكاشة كان موجود بين هذا الجيل لسعى للتطوير والدليل على ذلك بأنه كان صاحب التجديد والتطوير في كل عمل جديد قدمه عبر مشواره ،وكان دائم البحث عن الاختلاف.ويضيف بأن على سبيل المثال محاولة محفوظ عبد الرحمن في تقديم عمل مختلف في "اهل الهوى" ظلمت لأن المخرج تعامل معها بشكل كلاسيكي غير مدرك لفكرة تقديم عمل تاريخي بروح معاصرة.