وسط أجواء مشحونة ومتوترة في الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الدفاع الصينية الجمعة أن سفنها الحربية التي تشارك في دوريات لمكافحة القرصنة في خليج عدن، أجرت أول تدريب مشترك مع سفن من حلف شمال الأطلسي تقوم بنفس المهمة. وحسب بيان الوزارة جرى التدريب، الأربعاء الماضي، وعرضت الوزارة صور ضباط صينيين وضباط من حلف الناتو يتجاذبون أطراف الحديث في غرفة قيادة سفينة ويحاكون غارة للكوماندوس.

ولا يبدو أن هذه المشاركة العسكرية الصينية الأولى من نوعها مع حلف الأطلسي ستضر بعلاقتها مع روسيا التي دخلت صراعا جديدا مع الحلف بسبب إسقاط سلاح الجو التركي طائرتها المقاتلة قبل أيام في سوريا. ويقول المسؤولون العسكريون الصينيون، إن التدريب سيساعد في تحسين الاتصالات بين السفن التي تنفذ مهمة مكافحة القرصنة، كي يمكن للصين وحلف الأطلسي أن يحافظا معا على الأمن البحري والاستقرار في خليج عدن الذي يعد منفذا استراتيجيا مهمّا. ووصف البعض مشاركة بكين التي تبحر سفنها التجارية وناقلاتها النفطية بكثرة في المياه قبالة اليمن والصومال، بالمهمة في دوريات مكافحة القرصنة.

وفي وقت سابق هذا العام، ساعدت سفن حربية صينية في إجلاء سكان من الحرب الأهلية في اليمن. وتسعى الصين إلى الاضطلاع بسياسة أكثر فعالية للأمن الخارجي، مع محاولاتها المستمرة للقيام بدور دولي أكبر يتناسب مع مكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم. وكشفت الحكومة الصينية هذا الأسبوع بشكل صريح عن مباحثات تجريها مع جيبوتي الواقعة في القرن الأفريقي لبناء "منشآت" لوجيستية لدعم مهام حفظ السلام ومكافحة القرصنة التي تشارك فيها الصين، الأمر الذي يقلق الولايات المتحدة.

ونفت بكين مرارا النية في إنشاء قواعد عسكرية تابعة لها في الخارج، لكن يرجح خبراء أن تتغلب الصين يوما ما على القلق من هذا التوجه مع انخراط قواتها في حماية مصالحها المتنامية في الكثير من المناطق الحيوية. وقد لا يكون حلف الناتو طرفا سياسيا بحد ذاته، إلا أنه أكبر وأقوى حلف سياسي – عسكري في العالم، وهو ما يمنحه ثقلا استراتيجيا في شؤون الأمن الدولية.