تعرّض مصور صحفي تونسي الى عدوى حمّى الملاريا، عندما انتقل في اطار مهمته مع المنتخب التونسي لكرة القدم الى غينيا الاستوائية لمواكبة مباريات كأس أمم افريقيا2015 .
وقالت مصادر اعلامية تونسية متطابقة ان حالة الصحفي المصور مستقرة بعد ما تلقى العلاج اللازم وهو يقبع حاليا بأحد مستشفيات العاصمة تونس.
وتعرّف منظمة الصحة العالمية الملاريا بانها من الأمراض الحموية الحادة ،حيث ينتقل المرض الى الانسان من عن طريق لدغ أنثى ببعوضة الأنوفيل .

وحسب المنظمة فان أعراض الاصابة تظهر بعد7 أيام أو أكثر من التعرّض للدغة البعوض الحامل له. ، ومن اعراضها الحمى والصداع والارتعاد والتقيّؤ ويمكن أن تتطوّر الملاريا إذا لم تُعالج في غضون 24 ساعة، إلى مرض وخيم يؤدي إلى الوفاة في كثير من الأحيان.

ويواجه نصف سكان العالم تقريباً مخاطر الإصابة بالملاريا وتحدث معظم الحالات والوفيات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى .
وفي اخر مسح رسمي في ديسمبر كانون الاول 2014 قالت منظمة الصحة العالمية إن الجهود التي بذلت على النطاق العالمي لمحاربة مرض الملاريا نجحت في خفض عدد الوفيات بالمرض الى النصف خاصّة في القارة الافريقية، التي تسجّل 90 %من الوفيات ،حيث انخفض عدد المصابين بمقدار الربع، من 2000 الى 2013.
يشار الى ان عدد المعرضين للاصابة بالملاريا على مستوى العالم يقدّر بـ 3,2 مليار شخص.
ويبدو ان لعنة كأس أمم افريقيا 2015 لاحقت التونسيين حتى على ارضهم فولّد لدى التونسية تصرفات دخيلة على ثقافتهم وهي تصرفات عنصرية ضد الافارقة ، وانضافت اليها اصابة المصور الصحفي بالملاريا.
نذكر ان ّ التونسيون عبّروا عن شديد غضبهم ازاء الاداء غير المحايد والمنحاز من قبل الحكم الذي صفر مباراة ربع نهائي كأس إفريقيا بين المنتخب التونسي ومنتخب غينيا الاستوائية موجهين انتقادات شديدة إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
وبخروج الفريق التونسي من الربع النهائي حينها تأجّجت مواقع التواصل الاجتماعي ضد الحكم وسلوكه غير الرياضي ، بيْد ان غضب التونسيين انتقل من العالم الافتراضي الى ارض الواقع، إذ عبّر عدد من الافارقة الذي يزاولون تعليمهم ويباشرون عملهم بتونس عن تضايقهم من بعض التصرفات التي طالتهم في الايام القليلة التي تلت المباراة.
وأصبح مجرد وجود الافارقة في المقاهي او في قاعات الانترنيت العمومية يُثِير التونسيين ،ليتمّ التلفظ بعبارات عنصرية ضدهم ووصل الامر الى حد طردهم ومحاولات التهجم عليهم .
وفي اتصال هاتفي مع "بوابة افريقيا الاخبارية" نددت "يمينة ثابت" رئيسة الجمعية التونسية لمساندة الأقليات بالممارسات العنصرية الصادرة من التونسيين ضد الافارقة السّود الموجودين في تونس، مؤكدة ان تشكيات تصل الجمعية من قبل السّود الاجانب و حتى من التونسيون اصحاب البشرة السوداء.
وأوضحت محدثتنا ان الطلبة الافارقة بالجامعات التونسية عبروا للجمعية عن بالغ تذمرهم ازاء المعاملات اللاّانسانية(اعتداءات لفضيّة غالبا وجسديا نادرا) على اساس اللون والانتماء والتي تعمقت اثر المباراة التي جرت الاسبوع المنقضي.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيا الطلبة الأفارقة الى معاملات فردية غير لائقة، وصلت الى حد التفكير في رفع دعوى قضائية ضد الدولة التونسية لعجزها عن حماية الاجانب المقيمين على ارضها.
ولا يوجد في تونس مسح رسمي حول عدد الافارقة لكن عددهم كبير وهم ينتشرون خاصة في العاصمة .
وأمام تكرر هذه الممارسات في الآونة الاخيرة اطلق رواد النات حملة "لا للعنصرية" ودعوا الى نبذ مثل هاته النوازع الغريبة على المجتمع التونسي.
وأعرب المجتمع السياسي آنذاك في بيانات له عن استنكاره الشديد لـمثل تلك التصرفات الفردية التي تتعارض مع انتماء تونس الإفريقي و علاقات الأخوة و الصداقة مع الشعوب الإفريقية و قيم حسن الضيافة التي تميز تونس و شعبها.
نذكر ان تحكيم المباراة في البلد المنظم لكاس افريقيا اثار ردود فعل شعبية ورسمية وصلت الى حد رئاسة الجمهورية حيث طلب رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، من رئيس البعثة التونسية إلى نهائيات الكأس الإفريقية، وديع الجريء، العمل عبر كل الوسائل الرياضية والقانونية على الدفاع عن حقوق الرياضة التونسية والرياضيين التونسيين في المسابقات الإفريقية، حتى لا يهضم جانب تونس في أي من المحافل الرياضية ،معبرا عن تقديره لما بذله المنتخب التونسي حينها من جهد وما برهن عليه من عزيمة من أجل تشريف سمعة تونس والرياضة التونسية، رغم ما تعرض له اللاعبون من عقبات غير رياضية ومؤسفة.