تجمع آلاف اللبنانيين بالقرب من مرفأ بيروت يوم أمس الأربعاء لإحياء الذكرى السنوية الأولى للانفجار المروع الذي أحدث دمارا هائلا بالمدينة، وسط مشاعر غضب وحزن إذ لا يزال كثيرون في حالة حداد يطالبون بتحقيق العدالة.

وبينما تقام مراسم لإحياء ذكرى الانفجار، استخدمت قوات الأمن اللبنانية مدافع المياه وأطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين قرب مبنى البرلمان اللبناني. وقال الصليب الأحمر إن ثمانية أشخاص أصيبوا بجراح.

وسقط أكثر من 200 قتيل وأصيب الآلاف في الانفجار الذي يعد من أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة على الإطلاق والذي شعر به سكان في قبرص على بعد أكثر من 240 كيلومترا.

ورغم انقضاء عام على الانفجار الذي نتج عن تخزين كمية هائلة من نترات الأمونيوم في المرفأ لسنوات دون مراعاة ضوابط السلامة، لم يحاسب مسؤول كبير واحد عما حدث مما يثير غضب كثير من اللبنانيين في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي.

وتعثر التحقيق اللبناني في الانفجار برفض طلبات لاستجواب بعض كبار الساسة ومسؤولين سابقين. ونفى جميع المطلوبين للاستجواب من قبل المحققين اللبنانيين ارتكاب أي مخالفات.

وقالت هيام البقاعي التي كانت ترتدي ملابس سوداء وتمسك بصورة لابنها أحمد الذي سقط قتيلا عندما انهار مبنى على سيارته "لن ننسى ولن نسامحهم أبدا. وإذا لم يتمكنوا من محاسبتهم فسنفعل ذلك بأنفسنا".

كانت المواد الكيماوية قد وصلت على متن سفينة شحن تستأجرها روسيا وتوقفت بشكل مفاجئ في بيروت في 2013. وأشارت تقديرات وردت في تقرير لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي اطلعت عليه رويترز الأسبوع الماضي إلى أن حوالي 552 طنا من نترات الأمونيوم انفجرت أي أقل من الكمية التي وصلت وبلغت 2754 طنا.

وقال البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال بشارة بطرس الراعي يوم الأربعاء إن الشعب اللبناني بأكمله يحتاج إلى معرفة من شارك في الأعمال التي أدت إلى الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت قبل عام.

وأضاف البطريرك في القداس المقام بمناسبة الذكرى الأولى "العدالة هي مطلب كل الشعب اللبناني وندعو القضاء إلى الحزم ومعيب أن يتهرب المسؤولون من التحقيق تحت ستار الحصانة أو عريضة من هنا أو هناك" مشددا على أن "كل الحصانات تسقط أمام الضحايا والشهداء".

وتابع أن جميع اللبنانيين يريدون أن يعرفوا من الذي أحضر المتفجرات ومن سمح بتفريغها ومن سحب كميات منها وإلى أين أرسلت.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقود الضغوط الغربية من أجل الإصلاح في لبنان، إنه ينبغي لزعماء البلاد إطلاع الشعب على الحقيقة، وانتقد النخبة الحاكمة مجددا لفشلها في التعامل مع الأزمة الاقتصادية.

ولا تزال آثار الانفجار ظاهرة للعيان في مناطق كثيرة من بيروت، ومازالت أجزاء من المرفأ تشبه موقع انفجار قنبلة ولم تمتد يد الإصلاح إلى صوامع الغلال بالمرفأ.

ورفع أقارب القتلى صور أحبائهم الذين راحوا ضحية الانفجار.

وحلقت طائرات هليكوبتر على ارتفاع منخفض وأطلقت أعمدة من الدخان باللونين الأخضر والأحمر، وهي ألوان العلم اللبناني، أثناء تلاوة آيات من القرآن في بداية مراسم الاحتفال بينما كان آخر يقرأ أسماء القتلى.